نظمت وزارة السياحة والآثار جولة افتراضية داخل أحد القصور الأثرية الذي يُعد بمثابة تحفة معمارية فريدة، وهو قصر المانسترلى الواقع في الطرف القبلي بجزيرة الروضة.
أنشأ القصر الذي كان يطلق عليه «الكشك» المرحوم حسن فؤاد باشا المانسترلى كتخدا مصر في عهد عباس طوسون بن محمد على باشا، وهو يتكون من صالة مستطيلة مغطاة، بالإضافة إلى جناح الجهة الغربية الذي يضم قاعة للمعيشة وحجرتين للنوم ودورة مياه وحجرة أخرى بالجهة الشرقية، كما توجد شرفة من الخشب تحيط به من الجهة الغربية والجنوبية تطل على النيل من خلال بوائك ثلاثية مصنوعة من الخشب زخرفت أسقفها بزخارف هندسية ونباتية ويتوج واجهات الكشك رفرف من الخشب على هيئة الكورنيش المصري مزخرف بزخارف ملونة منفذة على الخشب.
يذكر على باشا مبارك في الخطط التوفيقية أن المرحوم حسن فؤاد باشا المانسترلي شيد في الطرف القبلي بجزيرة الروضة سرايا وكشك على أطلال قصر السلطان نجم الدين الذي يرجع إلى العصر الأيوبى، والذي كان ضمن مباني قلعة الروضة التي شيدها الملك الصالح نجم الدين في سنة 638 هـ، بالإضافة لقيام المانسترلى باشا بإنشاء جامع صغير بدلًا من جامع المقياس الذي شيد في العصر الفاطمى وتوجد لوحة بالجامع تضم تاريخ وفاة حسن فؤاد باشا المانسترلى في 6ربيع الأول 1276 ه والذي كان يشغل في ذلك الوقت منصب وزير الداخلية.
يوجد بالقصر أيضًا مقياس النيل والذي يعتبر من المنشآت المعمارية الوثيقة بحضارة مصر وما شيد منها لقياس مناسيب المياه في نهر النيل، وقد إقامة في جزيرة الروضة أسامة بن زيد عامل الخراج من قبل الوليد بن عبدالملك سنة 96 ه «715 م»، ثم أعاد عمله في السنة التالية في خلافة سليمان بن عبدالملك.
وأجمع المؤرخون على أن هذا المقياس قد بني في سنة 247 ه «861 م» بأمر المتوكل الخليفة العباسي. ونسبه البعض إلى الخليفة المأمون، غير أن المؤرخ ابن خلكان صاحب «وفيات الأعيان» قد ذكر ما يؤكد أن اسم الخليفة المتوكل كان محفورا في الحجر في نص تسجيلي على شريط يحيط بفوهة البئر من أهلاها ومعه تاريخ بنائها في رجب سنة 247 هـ، وأن البئر قد بنيت على يدي أحمد بن محمد الحاسب.
وجرى إطلاق هذه الجولة الافتراضية بالتعاون بين وزارة السياحة والآثار وشركة Virtual Mid East.