ستكون خواطرى اليوم مختلفة. أقتبس فقرات ومعانى من مقالات ورسائل. انتبهت لعدد من المقالات فى «المصرى اليوم» على مدى يومين. وصلتنى رسائل عديدة فى الفترة الماضية لم أكن قرأتها. أبدأ بنص من رسالة مرشد الإخوان الأسبوعية. لا أتوقف أمام قوله إن الشرطة ستستخدم الأسلحة الثقيلة ضد اعتصام «رابعة العدوية». أتوقف أمام توصيفه لما حدث. كما لو أن محمد مرسى يتكلم فى خطابه الأخير.
يقول د.محمد بديع: «وقع الانقلاب العسكرى الدموى على الدكتور محمد مرسى، بعد أن كانت مواقفه الوطنية وسعيه الدؤوب لتحقيق أهداف الثورة مثار غضب قوى كثيرة فى الداخل والخارج عليه، فقامت بالتآمر ضده، لإفشاله، ثم عزله، ففى الداخل، قام أتباع النظام السابق بما يمتلكونه من أموال باهظة نهبوها من دم الشعب وعرقه باستخدامها فى استئجار البلطجية الذين يخربون ويحرقون ويثيرون المشكلات اليومية، حتى لا تستقر الأوضاع، وكذلك السيطرة على وسائل الإعلام التى شنت حربا من الأكاذيب والافتراءات والتشويه لا هوادة فيها، للإساءة للنظام الجديد، كذلك قام السياسيون الذين فشلوا فى خمسة انتخابات واستفتاءات متتالية بمناورات وانسحابات، لإحداث فراغ دستورى فى البلاد، وتعاونوا مع فئة من القضاة فى حل المؤسسات الدستورية».
قول «بديع» يؤكد أن الإخوان لم يتغيروا. لن يتغيروا. الدكتور ناجح إبراهيم كتب مقالا فى «المصرى اليوم». قال: «بات فى حكم المؤكد أن السلطة قد ضاعت من الإسلاميين، وأن عودة د. مرسى أصبحت فى حكم المستحيل». ذكَّرنا الدكتور «ناجح» فى مقاله بما فعل نجم الدين أربكان فى تركيا. قال: «اختير الدكتور مهندس (أربكان)، رئيسا لوزراء تركيا، بعد انتخابات نزيهة.. ولم يكن له عهد بالسياسة والحكم من قبل.. ولم يكن من رجالات الدولة.. ولكنه كان أكاديميا من الحركة الإسلامية التركية الوليدة.. ولم يتفاعل مع الأحزاب السياسية التركية الأخرى أو تتفاعل معه.. ولم يبدأ بحل مشكلات رجل الشارع التركى.. أو يتفاعل مع المنظومة الإقليمية والدولية لتركيا.. كان يريد حكم تركيا بمنظومة حزبه الإسلامى.. لم يفقه سُنَّة التدرج كسُنَّة كونية ماضية.. فقد بدأ بفكرة إعادة الخلافة العثمانية، وأراد الانفتاح على العالم العربى والإسلامى الذى لم يتجاوب معه.
لم يشعر بالمواطن التركى ولم يبدأ بقضاياه.. وعاش فى قضايا غير قضاياه الحياتية.. أراد أن يحكم تركيا بفكر إسلامى لم يتهيأ له المواطن التركى ولا الأحزاب التركية.. انقلب عليه الجيش التركى.. ترك الحكم، وكوَّن حزباً آخر لم ينجح أيضا.. سُجِن خمس سنوات».
قرأت مقال ثروت الخرباوى «مشهد الختام». قال: «هم مجرد أدوات أو عرائس خشبية يحركها اللاعبون من وراء الستار، وقد كان اللاعب الأكبر متحكماً فى مسارها على المسرح، كان من رحمة ربنا بنا أن وصل الإخوان للحكم، فاكتشفناهم، وعرفنا خبيئة نفوسهم، فى البداية كان التعجب، أعقبه التساؤل، ثم أخذنا نسبر غورهم خطوة خطوة، بعد مائة يوم من حكمهم قام اليهود الصهاينة بتدنيس المسجد الأقصى، ولكن لا حياة، لم يأخذ حاكمهم موقفا يرضى الله، ولكن استمروا على ما كانوا عليه، إذ كانوا فى المعارضة الصراخ والتشنج، أما فى الغرف المغلقة فالأقداح تلتقى وتتقابل بمودة، من ذا الذى قال إن القدس عروس الإخوان، القدس لعبة من ألاعيبهم العديدة والمتنوعة من أجل وصولهم للحكم، صدَّعوا رؤوسنا بأنهم إذا حكموا فسيطبقون فينا الإسلام، فطبقوا فينا القتل والتنكيل والكذب والسرقة وخيانة الأمانة والترويع، ولايزالون يفعلون».
وتوقفت أمام مقال على سالم. تساءل: ماذا كان الخطأ. وضع يده على نقطة مهمة فى المشكلة. قال: «إن الخطأ هو أننا نتكلم عن ديمقراطيتين مختلفتين: الأولى هى تلك التى يمارسها الغرب، والتى دفع ثمنها غاليا على مدى مئات السنين، والتى يحاول الآن أن يحاسبنا بموجبها، والثانية هى تلك التى اختار بها الشعب المصرى جماعة الإخوان، ليكتشف منذ اللحظات الأولى أنه عاجز عن تحملها. كان الخطأ هو السماح بأحزاب على أساس دينى، أو فى تلاعب لطيف بكلمات ذات مرجعية دينية. لم تكن الديمقراطية التى اخترعها الغرب إذن، كانت ديمقراطية من اختراعنا نحن، لا شأن لها بالسياسة كما يعرفها العالم. هى ديمقراطية على الطراز الغربى، ولكن بنكهة شرقية».
أعد النظر فى تلك المقتطفات. ناجح إبراهيم يشرح لماذا فشل «أربكان»؟. ثروت الخرباوى يتكلم عن التغييب والخداع. على سالم يحذر من نتائج الأحزاب الدينية. العقل المصرى يفكر. العقل المصرى لم يستسلم لأن حكم الإخوان انتهى. مرشد الإخوان خارج العقل المصرى. يعيش فى عالم مختلف. أُكمل غدا بقية المقتطفات.
newton_almasry@yahoo.com