يريد المصريون دولة مدنية. كادت تسيطر عليهم دولة دينية. حققت لهم الانتصار على الخطر: إرادة شعبية ومؤسسة عسكرية. كان 30 يونيو نهاية حقبة. عاد الأمل. لم تنجرف مصر للدولة الكهنوتية. سقط حكم المرشد. الكرة الآن فى ملعب المدنيين. المصريون يراقبون. الإرادة الشعبية تتابع ما يحدث.
تراجع العسكريون للخلف. قالوا: لا نريد الحكم. لن نمارس السياسة. الشعب مشدوه بهم. فى المقدمة الآن حكومة مدنية. تبدو مرتعشة. كسولة. متأخرة عن حركة الشارع. العسكريون أشد يقظة. أَوْضَح. أَصْرَح. أَجْرَأ. قياديون. حاسمون. ليست لديهم قيود المدنيين. المفترض هو العكس. يظهر العسكرى أمام المواطن مضحياً. لا يريد مكسباً. غير مشغول إلا بمصلحة مصر. يواجه الضغوط. الأداء المدنى سيقرر اتجاه الرأى العام. لا ينتبه المدنيون إلى ذلك. المصرى يراقب ويتابع. سوف يصدر حكماً. تقييماً.
الحكومة ليست مجرد طاقم انتقالى. تواجه اختباراً تاريخياً. لن يكون المجد شخصياً. لن يُضاف الكثير للسيرة الذاتية للدكتور حازم الببلاوى. للدكتور محمد البرادعى. للدكتور زياد بهاء الدين. الإضافة ستكون لنمط الحكم المدنى. الخصم سيكون منه. إذا نجح هؤلاء فلن يكون انتصاراً لحزب أو مجموعة. سيكون لاتجاه وأسلوب أداء. إذا فشلوا فسيفشل لفترة نمط الحكم المدنى. سيطلب الرأى العام من العسكريين أن يتقدموا. لا يدرك ذلك أعضاء الحكومة.
واقع مصر يريد حسماً. يتسق مع الديمقراطية. لا يخالف القانون. تحتاج أوضاع مصر قدرة، قيادة، إدارة للأزمة. الارتعاش لا يدين الأشخاص. يسىء للحكم المدنى. الاهتزاز يسحب من رصيده. يقوض جاذبيته. مصر تبحث عن نخبة سياسية كفء. رؤيتها غير مشوشة. المصريون منتبهون تماماً. يطالبون بالقرار الفورى. لو استجاب لهم الحكم لتحول إلى فاشى فى لحظة. الحكمة هى اتخاذ قرارات صائبة، قانونية، فى توقيت صحيح. الاتجاه العام لا يقبل نقاشات كثيرة. الحكومة يجب أن تكون أسرع.
خلال ستين سنة قدم العسكريون نموذجاً. عليه ملاحظات كثيرة. مزجوا بين صفاتهم العسكرية والحكم المدنى. لم تخرجهم 25 يناير من الصورة بالكامل. أعادتهم 30 يونيو قادرين على المبادرة. انحازوا للشعب. لم يدخلوا منافسة. لكن المسابقة موجودة. قدموا الحكم لمدنيين. الحكومة المدنية تبدو خلف النموذج العسكرى بمراحل. عليها أن تدرك مسؤوليتها. لو ظهرت مرتعشة فسيعود نموذج الحكم ذو الخلفية العسكرية. لا أرفضه. «ديجول» بنى الجمهورية الخامسة. المسؤولية تقع على المدنيين. إذا نجحوا فستبدأ مصر الجمهورية الخامسة. ثلاث جمهوريات مختلفة لناصر والسادات ومبارك. جمهورية شبه دينية لمرسى. الجمهورية الجديدة فى الطريق.
newton_almasry@yahoo.com