أخرجُ ذات يومٍ دون أنْ أفتحَ البابَ
الغرابُ لا يحترزُ
والحصانُ النَّاصعُ
يجرُ عربةَ الرَّوثِ
يمحو وجُودى بدَخَنهِ
مِثلَ غَبرة تَتَلاشَى
فى تعَامُدِ الأُفُقِ
.
يخفقُ عطرُه بصَدْري
يرتَدُ عَن ذاتِه
يُحيلُ الشَّجرَ أحمر قان
أَبقَى كالأبكم فى الخَارِج
أنصتُ إليكِ تتعرينَ فى خُفُوتِ الضَّوءِ
لستُ الذى كانَ، أو الذى سيكُون
أتمخضُ بالتجرِبَةِ
يَطُولُ خُسُوفِي
غير أنَّكِ أنتِ دليلي
بينَ الجموعِ الضَّجِرةِ
تدفعِينَنى نَحوَ المَخْدَعِ
بينَ جدرانٍ نَسَقُها عَجيبٌ
تَكشِفينَ صَدرَكِ يَسطعُ
لا مُدعاة لسَترهِ
يشقُ رُدفَاك الأرضَ
فتهوى إلى فَمي
يَهذى المُتيقظون
مَعَ قيثارةِ الموتِ
ماتَ النائمون، يتسمَّعونَها،
ينتظرون البَعثَ أو لا يَفعَلون
عَلى هذا النَّحو
لا يقدرُ أيٌ عَلى مُراوغَةِ العَدمِ
مثلمَا هُو مَعَ الخليلةِ المَسْتورةِ
يكفيِه عَدمُ البُوحِ باسمِها المُوجِعِ
عليكَ أنْ ترغبَه
بجوارحِ نَفسَك مجتمعة
بسَرَيانِ النَّملِ فِى أوصَالِكَ
وإذا ما خُدعتَ
إذا ما أدارتْ لك إحداهنَّ ظَهرَها
كلمةً، لحظةً،
فلن تنالَ ضالَتَك
.
المدينةُ العجفاءُ تنتبه
دونَ صَيحات ديوك الصَّباحِ
واللّحَّادون ببزاتِهم الزرقاء
ينشقونَ عن الفَرَاغِ
بحوزتِهِم الهَوانُ والكلسُ
زَهراتُ القُرُنفلِ السَّليبة
والأعمارُ تَتَعرّى
دونما ظلٍ، دونما خَفرٍ
عظامٌ مَكسيةٌ بالعُشبِ
فوقَ أجوالِ القنَّب
بشكلٍ أو بآخر
تبحثُ عن مقبرةٍ
تبحث بيقين يدفَعُها
على عجلٍ، الصَّحراوات المَاضى المُستَقبل
وحَاضرُ ذاك الضّباب
حيثُ يشقُ
تلك البَقايا المَكشوفة بَين يَداي
يعودُ للبيتِ من البَابِ المُغلقِ
واستعارَة الضَّوءِ القديمة
مسمارٌ معقوفٌ
عاجزٌ عن دَعمِ أعمدَة السَّماءِ
فتتفرقُ الظلالُ
بلا هيئة
بأنفاسِها مثلَ شجرِ الصنوبر المحترق
فالموتُ ليس مضاد الحياة
:
.