«رام الله» تستقبل وفودًا طبية عربية وغربية لمتابعة الفحوصات على رفات «عرفات»

كتب: محمد أبو الرب الأربعاء 11-07-2012 17:08

 

تتطور الأحداث بشكل متسارع في ملف الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، الذي عاد إلى الأضواء، ليثير الجدل مجددا على الساحة الإقليمية، حول ملابسات وفاته الغامضة التي وقعت في نوفمبر 2004.

وفي وقت يصل فيه الطبيب الأردني عبد الله البشير إلى مدينة رام الله، الأربعاء، في إطار مساعي السلطة الفلسطينية لاستكمال التحقيقات بخصوص ظروف استشهاده، أكدت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حنان عشراوي، أن الزيارة كان من المفترض أن تكون «سرية» لأنها متعلقة بالتحقيقات بملابسات استشهاد أبو عمار.

كانت القضية قد أعيد فتحها بعد تحقيق استقصائي بثته فضائية «الجزيرة»، قبل بضع أيام، اعتمد على فحوصات طبية أجريت في أحد المختبرات السويسرية، بعد أخذ عينات من متعلقات عرفات، وأثبتت أنه توفي بمادة البولونيوم المشعة. وعلى الإثر، قررت سهى عرفات، أرملة الزعيم الراحل، رفع دعوى قضائية في فرنسا.

كما قرر الرئيس محمود عباس (أبو مازن) بدوره السماح باستخراج رفات عرفات لإجراء الفحوصات اللازمة عليه وتبين الحقيقة.

وحول استقدام طبيب نفسه أردني للغرض ، قالت عشراوي لـ«المصري اليوم»: «زيارة الطبيب تأتي لتقييم الأمور الطبية جنبا إلى جنب مع لجنة التحقيق الفلسطينية المختصة في هذا الموضوع، فيما يبقى توقيت قدوم الوفد السويسري غير معلوم لحين ترتيب أمورهم وإعطاء موعد لذلك».

وأوضحت عشراوي أن أبو مازن قرر استخراج رفات الشهيد أبو عمار، بعد الحصول على فتوى شرعية من مفتي فلسطين الشيخ محمد حسين بجواز ذلك، خدمة لمجريات التحقيق، مضيفة أن دعوة وجهت أيضا للمعهد السويسري لزيارة فلسطين وأخذ العينات اللازمة لاستكمال تحقيقاتهم.

بدوره، قال رئيس لجنة التحقيق الفلسطينية، توفيق الطيرواي، إن الأمور تسير بشكل متسارع، وهناك تجاوب من القيادة بالعمل على مختلف الأصعدة من أجل إظهار الحقيقة، مضيفا أن هناك أدوات فلسطينية تم استخدامها من قبل إسرائيل في تسميم الشهيد أبو عمار ويجري العمل لكشفها، على حد قوله.

وأوضح الطيراوي لـ«المصري اليوم» أن القيادة الفلسطينية اتخذت قرارا بتقديم كل التسهيلات التي تخدم التحقيق، سواء باستخراج الرفات أو تقديم كل الدعم والعون لصالح كشف الفاعلين.

وأكد نمر حماد، المستشار السياسي للرئيس عباس، أنه تم توجيه دعوة إلى المعهد السويسري لإرسال من يرونه مناسبا لإجراء الفحوصات، التي تؤكد تعرض الشهيد أبو عمار لمادة البولونيوم في رام الله.

وقال حماد إن القيادة الفلسطينية ستتابع أي مؤشرات أو دلائل من شأنها أن تخدم التحقيقات في كشف الموضوع، بناء على تحقيق قناة «الجزيرة» الفضائية، وما توصلت إليه لجنة التحقيق الفلسطينية.

وقال حماد لـ«المصري اليوم»: «إن تعليمات الرئيس عباس كانت أيضا بضرورة متابعة اجتماعات الجامعة العربية، بناء على طلب تونس تشكيل لجنة تحقيق دولية لكشف ملابسات استشهاد أبوعمار».

وبدوره أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، صائب عريقات، أنه يجري متابعة تشكيل لجنة تحقيق دولية في ظروف استشهاد أبو عمار، على غرار اللجنة الدولية في مقتل الرئيس الحريري في لبنان. وقال: «إن الجامعة العربية تتابع الموضوع مع الجهات الدولية أيضا».

تأتي إثارة هذا الملف في ظروف صعبة تعيشها القيادة الفلسطينية، سواء في انغلاق الأفق السياسي في عملية السلام مع إسرائيل والأزمة المالية التي تعانيها السلطة الوطنية.

وهنا يقول عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الفلسطيني (فتح)، جمال محيسن، إن قناة الجزيرة قدمت خطوة إيجابية يمكن أن تساعد في استكمال التحقيقات وإظهار الحقيقة، «لكن نأمل من القناة أن تستمر في طرحها المهني، ولا نعرف ما إذا كانت هناك مواد أخرى أو تحقيقات سيتم عرضها لاحقا. نطلب توخي الدقة والمهنية في عرضها وليس كيل الاتهامات هنا أو هناك».

جاء ذلك ردًا على سؤال حول توقيت بث التقرير. وأوضح محيسن أن تقرير «الجزيرة» أكد أن عرفات مات مسموما، ونأمل أن يكون ذلك عاملا مساعدا في التوصل إلى الحقيقة».