«للخلف در»، كلمة من الممكن أن يصف بها المتابع لتصريحات منظمة الصحة العالمية خلال الفترة الأخيرة والخاصة بانتشار جائحة كورونا التي أصابت العالم أواخر ديسمبر الماضي ومستمرة حتى الآن، والتي أدت بحياة 407 آلاف و914 شخصاً على الأقل حول العالم حتى مساء الثلاثاء، وفق تعداد أجرته وكالة فرانس برس، بجانب تسجيل رسميّاً أكثر من سبعة ملايين و169 ألفا و550 إصابة في 196 بلداً ومنطقة منذ بدء تفشي الوباء.
تراجعت منظمة الصحة العالمية تراجعت في 3 مواقف أساسية بشأن الفيروس، البداية كانت:
أولا الكمامة وهل هي مفيدة في الوقاية من الفيروس؟:
مع بداية انتشار الفيروس، ذكرت منظمة الصحة العالمية، على موقعها الرسمي إنه لا توجد أدلة حالياً تؤيد أو تنفي جدوى ارتداء الكمامات الطبية أو غيرها، للأشخاص الأصحاء في المجتمع عموماً. غير أن المنظمة تعكف على دراسة المعارف العلمية السريعة التطور بشأن الكمامات وتحدّث إرشاداتها في هذا الشأن بشكل مستمر.
مطلع الأسبوع الجاري، تراجعت «الصحة العالمية»، وأصدرت توصية للحكومات بمطالبة الناس بارتداء كمامات الوجه، المصنوعة من القماش في الأماكن العامة، للمساعدة في الحد من انتشار الفيروس.
وشددت المنظمة في التوجيهات الجديدة المدعومة بنتائج دراسات أجريت خلال الأسابيع الأخيرة على أن كمامات الوجه، ما هي إلا واحدة من مجموعة من الأدوات التي تقلل خطر انتشار الفيروس.
وقال تيدروس أدهانوم غيبريسوس المدير العام للمنظمة في تصريحات صحفية له «الكمامات وحدها لن تحميكم من كوفيد-19، ننصح الحكومات بتشجيع الناس على ارتداء الكمامات، ونقصد بالتحديد كمامات القماش، أي الكمامات غير الطبية».
ثانياً: ماذا عن نقل العدوى من شخص مصاب ولا تظهر عليه الأعراض؟
مع بداية انتشار الفيروس، قالت المنظمة عبر موقعها الرسمي، في نص إجابتها على سؤال هل يمكن التقاط عدوى كوفيد-19 من شخص لا تظهر عليه أعراض المرض؟:
الإجابة: تنتشر عدوى «كوفيد-19» أساساً عن طريق القطيرات التنفسية التي يفرزها شخص يسعل أو لديه أعراض أخرى مثل الحمى أو التعب، ولكن العديد من الأشخاص المصابين بعدوى كوفيد-19 لا تظهر عليهم سوى أعراض خفيفة جداً.
وينطبق ذلك بشكل خاص في المراحل الأولى من المرض، ويمكن بالفعل التقاط العدوى من شخص يعاني من سعال خفيف ولا يشعر بالمرض. وتشير بعض التقارير إلى أن الفيروس يمكن أن ينتقل حتى من الأشخاص الذين لا تظهر عليهم أي أعراض، وليس معروفاً حتى الآن مدى انتقال العدوى بهذه الطريقة، وتواصل المنظمة تقييم البحوث الجارية في هذا الصدد وستواصل نشر أي نتائج محدّثة بهذا الشأن.
منذ يومين، تراجعت المنظمة مجدداً، وأفادت أن إمكانية انتقال فيروس كورونا من أشخاص حاملين للفيروس دون ظهور أعراض عليهم «نادر جدا»، وذلك في تناقض لما سبق وصرحت به المنظمة.
وخلال مؤتمر صحفي من جنيف، قالت ماريا فان كيركوف، مدير وحدة الأمراض الناشئة والأمراض الحيوانية المنشأ بمنظمة الصحة الدولية، إن ما تصرح به هو حقائق تعتمد على تقارير مفصلة تم الحصول عليها من عدة دول.
وتابعت: «يجب أن تركز على المرضى الذين يظهرون أعراضا.. فإذا عزلنا هذه الحالات، ووضعنا المخالطين لهم في الحجر الصحي، فيمكننا بالتأكيد الحد من انتقال الفيروس، ويحتاج الأمر إلى المزيد من البحث من أجل تأكيد الدور الذي تلعبه حالات الـ(لا أعراض) وحالات (ما قبل الأعراض) في نشر الوباء. وفي حال أن المعلومة تأكدت، فإن ذلك سيكون له تأثير كبير على الآليات المتبعة من قبل الحكومات في مكافحة الجائحة.
مساء أمس، وبعد وقت قصير من التصريح السابق، حاولت ماريا فان كيركوف، الخبيرة البارزة في منظمة الصحة العالمية توضيح «سوء الفهم» بشأن أن الأشخاص المصابين بكورونا والذين لا تظهر عليهم أعراض كورونا نادرا ما ينقلون عدوى الفيروس التاجي. وأوضحت أنها كانت تقصد في حديثها السابق عدد محدود من الدراسات التي تحاول متابعة مصابي كورونا الذين لا تظهر عليهم أعراض.
وتابعت: «ما كنت أشير إليه بالأمس في المؤتمر الصحفي كان عددًا قليلًا جدًا من الدراسات- بعض دراستين أو ثلاث دراسات تم نشرها في الواقع عن متابعة الحالات غير المصحوبة بأعراض والتي تشير عن مدى فاعليتها في نقل الفيروس».
ثالثاً: الهيدروكسي كلوركين علاج فعال أم لا في مواجهة الوباء؟
بعد تسعة أيام على تعليق التجارب السريرية حول عقار «الهيدروكسي كلوروكين»، قررت منظمة الصحة العالمية استئناف هذه التجارب، التي أوقفتها في 25 مايو إثر نشر دراسة في المجلة العلمية «ذي لانسيت»، تفيد أن العقار غير مفيد للصحة ومضرعند استخدامه لمعالجة كوفيد-19.
وكان الهدف من التعليق السماح للمنظمة بتحليل المعلومات المتوافرة على أن تصدر قرارا في منتصف يونيو، وقالت سمية سواميناتان، كبيرة علماء منظمة الصحة العالمية خلال مؤتمر صحفي من مقر المنظمة في جنيف: «نحن واثقون إلى حد كبير الآن بعدم وجود فرق في الوفيات».
وأكد المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أنه بعد تحليل «البيانات المتوافرة حول الوفيات»، رأى أعضاء لجنة السلامة والمتابعة في المنظمة عدم وجود أي سبب لتعديل بروتوكول التجارب السريرية.