أصحاب حضانات يرسمون سيناريو العودة منتصف يونيو: عندما يتعلق القرار بأرواح أطفال (تقرير)

العودة بـ 25% فقط من القدرة الاستيعابية.. وكواشف حرارية.. وإلغاء خدمة «الباص»
كتب: فاطمة محمد الأحد 07-06-2020 15:09

«سنتابع الوضع وسنحدد»، هكذا تحدثت نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، عن احتمالية عودة العمل في حضانات الأطفال على مستوى الجمهورية، بعد إغلاق أكثر من شهرين، بسبب جائحة كورونا وضمن إجراءات الدولة في مواجهة الفيروس المستجد.

القباج، قالت في تصريحات تليفزيونية مع الإعلامي شريف عامر، مقدم برنامج يحدث في مصر، على قناة إم بي سي مصر: «نسعى إلى إنشاء حضانات للأطفال ورفع كفاءتها وترخيصها كي تكون آمنة على الأطفال، كنا سنفتتح الحضانات ولكن بعد تطورات انتشار فيروس كورونا تراجعنا عن الأمر».

وتابعت: «نتابع الإجراءات الاحترازية التي تتبعها الدول التي فتحت الحضانات بعد انحسار انتشار فيروس كورونا فيها، من الوارد فتح الحضانات بعد أسبوعين بإجراءات احترازية»، في إشارة منها لمنتصف شهر يونيو.

على الفور بدأت الكثير من الحضانات في الاستعداد لاحتمالية عودة العمل مجدداً، وتطبيق بنود خطة التعايش التي ستعلنها الحكومة الفترة الحالية، ولكن كيف ستسطيع الحضانات تطبيق طرق الوقاية للأطفال؟.

تتحدث مي الرفاعي، مسئولة أحد دور الحضانة في القاهرة، عن إحتمالية العودة قائلة: «في حالة اتخاذا قرار بالعودة للعمل فهناك خطة سيتم تطبيقها لوقاية الأطفال والعاملين، وهي أن الحضانة لن تستقبل سوى 25% من سعة المكان ومن عدد الأطفال، بجانب وضع بوابة تعقيم خاصة على الباب لتعقيم الجميع».

تتابع في حديثها للمصري اليوم: «سيتم وضع كاشف الحرارة على البوابة لمنع دخول أي شخص دون معرفة درجته جرارته، بجانب التزام الأطفال بخلع الأحذية قبل الدخول منعاً لحمل أي جراثيم، ليس هذا فقط بل إجبار العاملين من المساعدين والمعلمين على ارتداء الكمامة والـface shield، بجانب المطهرات والمعقمات كأمور أساسية».

تؤكد مي أن القرار ليس بالسهل ولكن هناك الكثير من الطرق التي من الضروري إتباعها لوقاية الأطفال وحماية الجميع ومنها ان جميع أدوات الطعام والمشروبات تكون أحادية الاستخدام منعاً لنقل أي عدوى.

وأضافت «مى»: «سنتأكد من أن كافة التعاملات الورقية الخاصة بالأطفال وأولياء الأمور من التقارير وغيرها سيكون أحادي الاستخدام ذو استخدام مرة الواحدة».

تتابع: «هناك مسئولية على أولياء الأمور وهي عدم إرسال الأطفال في حالة ارتفاع درجة الحرارة، حيث لن يتم استقبال أي طفل مصاب بارتفاع وإن كان بسيط في درجة الحرارة».

تكمل عن طرق الوقاية للعاملين وهيئة التدريس، تقول: «هناك مسئولية على الجميع وليس فقط على شخص دون الآخر، من بداية تعقيم وتطهير اليدين كل نصف ساعة للعاملين، المدرسين والأطفال، عودة المساعدين ستكون بالحد الأدني منعاً للتزحام في المكان وتقليل العدد، التشديد على العاملين بالباص الخاص على تطبيق طرق الوقاية من الكمامة والقفازات».

ولكن ما المقصود بـ25% من سعة المكان؟، تقول مي: «أن استقبال الأطفال سيكون 25% مما كان عليه الوضع قبل كورونا، وهناك أولوية ستكون للأطفال الذين كانوا من قبل في الحضانة، من لديهم مشاكل تأخر في الكلام، من سينقلون لمرحلة تعليمية آخري، لأن الحضانة يجب أن لا تكون مزدحمة بأي شكل من الأشكال».

على جانب آخر، كان لـ سحر مصطفى صاحبة أحد الحضانات، في حي التجمع الخامس، رؤية آخرى لعودة عمل الحضانات، في ظل جائحة كورونا، حيث تؤكد أن القرار بالعودة صعب لأنه يتطلب مسئولية كاملة على الجميع خاصة أن الأمر مرتبط بالأطفال مباشرة.

تقول سحر في حديثها: «لن نعود فوراً للعمل، فإن تم إتخاذ القرار بفتح الحضانات، فسيتبعها العديد من طرق الوقاية والاجراءات الإحترازية، أولها أن العودة ستكون بنسية 20% من السعة الكلية للمكان».

تضيف سحر: «من المؤكد في البداية وجود كواشف للحرارة، بجانب تطبيق اليونيفورم الموحد على العاملين لمنع تعاملهم مع الأطفال مباشرة بملابس انتقلوا بها من مكان لمكان، تطبيق التباعد الإجتماعي باكبر صورة ممكنة بين الأطفال وتوزيعهم على جروبات صغيرة للعمل، كما سيتم إلغاء خدمة الباص خوفاً وحفاظاً على الأطفال بجانب تواجد الطبيب المختص بشكل يومي في الحضانة».

وأكدت سحر أن القرار مسئولية الجميع وخاصة أولياء الأمور فعليهم التعاون مع الحضانة في الإبلاغ عن شكوى الطفل من أي أعراض مرضية، أو الإبلاغ عن ظهور أي حالات اشتباه في محيط الأسرة، تؤكد أن وجود المطهرات والمعمقات أمر بديهي وملزم على الجميع في قرار العودة.

وعن تحديد أولويات استقبال أطفال في الحضانة، قالت سحر: «ستكون الأولوية للأمهات المضطرات للعودة للعمل وليس هناك مكان بديل لبقاء أطفالها فيه».

وتابعت: «القرار صعب ومش سهل على أي حضانة والمسؤلية أكبر بكتير، على الجميع من أصحاب الحضانات في ذلك التوقيت عدم التفكير في المكسب أو تعويضه فالخسارة ستكون كبيرة خاصة إنها مرتبطة بالأطفال.. حاول متكسبش علشان متخسرش كتير».

في منتصف شهر مارس الماضى، أصدرت نيڤين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعى، قرارًا بتعليق كافة الأنشطة المتعلقة بالحضانات في كافة محافظات الجمهورية لمدة أسبوعين، تزامنا مع القرار الذي أصدره الرئيس عبدالفتاح السيسى بتعليق الدراسة في المدارس والجامعات، وامتد قرار الغلق دون تحديد وقت محدد لنهايته، بالتزامن مع الإجراءات الاحترازية التي أقرها مجلس الوزراء لتفادى انتشار فيروس كورونا المستجد، وهى القرارات التي أدت إلى غلق كامل لكافة الحضانات من مرحلة الرضاعة حتى مرحلة التعليم قبل المدرسى، بالإضافة إلى غلق كافة مراكز تنمية المهارات الخاصة بذوى الإعاقة.

وبلغ عدد الحضانات المرخصة وفق بيانات التضامن الاجتماعى للفئة العمرية من «0-4 سنوات»، 14 ألفا و272 حضانة، ورغم ذلك بلغ عدد الأطفال المسجلين بدور الحضانات 847 ألفا و423 طفلا، كما بلغ عدد الأطفال الملتحقين برياض الأطفال التابعة لوزارة التربية والتعليم في الفئة العمرية من «4- 6 سنوات»، مليونا و359 ألفا و238 طفلا بنسبة تغطية تقدر الفجوة بنحو 91% من إجمالى عدد الأطفال في هذه المرحلة العمرية إضافة إلى أن معدل الالتحاق الصافى في التعليم الابتدائى 92% من إجمالى عدد الاطفال في سن 6 سنوات.