اندلعت حرائق قرب البيت الأبيض وتعرضت متاجر للنهب واخترقت شاحنة مسيرات في مدينة منيابوليس الأمريكية، في الوقت الذي تكافح فيه الولايات المتحدة لاحتواء احتجاجات فوضوية بشأن التمييز العرقي وأساليب الشرطة.
وجرى نشر قوات الحرس الوطني في 15 ولاية أمريكية وواشنطن العاصمة في محاولة لاحتواء الليلة السادسة من العنف الأحد. وبدأت الاضطرابات باحتجاجات سلمية على وفاة جورج فلويد، وهو رجل أسود، أثناء احتجازه لدى الشرطة.
قال يافون كرافن (18 عاما) وهو يراقب المتظاهرين على الطريق السريع 35 في وسط مدينة منيابوليس قبل بدء حظر التجول الساعة الثامنة مساء: «أكره أن أرى مدينتي بهذا الشكل ولكننا في النهاية نحتاج إلى العدالة».
وتوفي فلويد (46 عاما) يوم الاثنين 25 مايو بعد أن أظهر مقطع فيديو ضابط شرطة أبيض في منيابوليس وهو يجثو على رقبته لما يقرب من تسع دقائق.
وفجر المقطع حالة من الغضب اجتاحت أمة منقسمة سياسيا وعرقيا في خضم حملة رئاسية اتمست بالاستقطاب وتسببت في مظاهرات خرجت مرارا في السنوات القليلة الماضية احتجاجا على قتل الشرطة لأمريكيين سود.
وفرضت السلطات حظر التجول على عشرات المدن في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وهو أكبر عدد منذ عام 1968 في أعقاب اغتيال مارتن لوثر كينج الابن، والذي حدث أيضا خلال حملة انتخابات رئاسية ووسط اضطرابات المظاهرات المناهضة للحرب.
وندد الرئيس دونالد ترامب بقتل فلويد ووعد بالعدالة لكنه وصف المتظاهرين بأنهم «بلطجية»ـوقال ترامب الجمهوري على تويتر يوم الأحد «تعاملوا بصرامة يا رؤساء البلديات وحكام الولايات الديمقراطيين،هؤلاء الأشخاص فوضويون. استدعوا الحرس الوطني الآن».
وفي لويسفيل بولاية كنتاكي، ذكرت قناة (دبليو.إل.كيه.واي تي.في) التابعة لشبكة سي.بي.إس أن الشرطة قتلت بالرصاص رجلا في وقت مبكر اليوم الاثنين. ولم يتضح إن كان من المتظاهرين. وأضافت القناة أن الشرطة قالت إنها تعرضت لإطلاق نار قبل الواقعة.
*مشاهد فوضوية حول البيت الأبيض
وفي واشنطن العاصمة، أضرم محتجون النار قرب البيت الأبيض الأحد. وامتزج الدخان بسحب من الغاز المسيل للدموع فيما سعت الشرطة لإخلاء المنطقة من الحشود التي أخذت تردد هتاف «جورج فلويد».
واندلعت أعمال متفرقة في بوسطن بعد احتجاجات سلمية فيما ألقى متظاهرون زجاجات على أفراد الشرطة وأشعلوا النار في مركبة. وأعلنت مدينة فلادلفيا حظر تجول من الساعة السادسة مساء حتى الساعة السادسة صباحا.
وبعد ظهر يوم الأحد، اخترقت شاحنة حشدا من المتظاهرين في على الطريق السريع 35 في منيابوليس، الذي كان مغلقا أمام حركة المرور. وسحب المتظاهرون السائق من الشاحنة وضربوه قبل أن تحتجزه شرطة منيابوليس. ولم يبد أن الشاحنة أصابت أي متظاهرين.
وفي الساحل الغربي، وقعت اشتباكات في بورتلاند بولاية أوريجون حيث أظهرت لقطات تلفزيونية حرائق صغيرة مستعرة فيما أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على متظاهرين أطلقوا ألعابا نارية.
وتعرضت المتاجر الفاخرة في سانتا مونيكا للنهب في شارع شهير للمشاة قبل أن تتدخل الشرطة وتعتقل بعض الأشخاص. وجاءت أعمال التخريب في أعقاب مظاهرة سلمية بدرجة كبيرة في وقت سابق في المدينة الساحلية. وباتجاه الجنوب في ضاحية لونج بيتش في لوس انجليس، حطمت مجموعة من الشبان والشابات نوافذ مركز تجاري ونهبوا المتاجر ثم تفرقوا قبل بدء حظر تجول من السادسة مساء.
واتسمت المظاهرات بالتنوع وهي نقطة أبرزتها متظاهرة من السود في كاليفورنيا قائلة «يعني الكثير أن ترى أشخاصا غير السود ينضمون للمظاهرات».
واندلعت الاحتجاجات في مختلف أرجاء العالم فشهدت لندن وبرلين فعاليات مناهضة لما حدث في الولايات المتحدة إلى جانب نيوزيلندا وأستراليا وهولندا اليوم الاثنين.
ولم تهدأ أعمال العنف رغم القبض على ديريك تشوفين (44 عاما) الضابط السابق بشرطة منيابوليس. واتهم بارتكاب جريمة قتل من الدرجة الثالثة. ولم توجه اتهامات بعد لثلاثة ضباط آخرين شاركوا في اعتقال فلويد.
وفي نيويورك اعتقلت الشرطة 350 شخصا وأصيب 30 شرطيا بجروح في اشتباكات. وقال بيل دي بلاسيو رئيس بلدية نيويورك إنه يجري التحقيق في أساليب الشرطة بما في ذلك تسجيل فيديو انتشر على نطاق واسع يظهر مركبة شرطة تخترق حشدا من المتظاهرين كانوا يلقون عليها الحجرة في بروكلين.
وقال دي بلاسيو إنه لم يشاهد مقطعا مصورا منفصلا يظهر فيه ضابط شرطة وهو ينتزع كمامة محتج أسود ليرش شيئا على وجهه، وكان من بين من ألقي القبض عليهم مساء السبت ابنه رئيس البلدية البالغة من العمر 25 عاما، وفقا لمصدر في شرطة نيويورك قال إنها تلقت تحذيرا قبل إخلاء سبيلها،واندلعت احتجاجات كذلك في شيكاجو وسياتل وسولت ليك سيتي وكليفلاند ودالاس.