يوميات ممرض

كتب: اخبار السبت 30-05-2020 05:12

مهما كان وصف المعاناة التى يواجهها الفريق الطبى، وهو يتعامل مع المريض المصاب بكورونا، لا نستطيع وصفها. حتى لو كانت الحالات سهلة، أو بالمعنى الطبى مستقرة. لأن المشقة لا تكمن فى خدمة المريض فقط، وإنما كيفية التعامل معه، بدون أن تشعره أنه معد. وتكون أيضا حذر بقدر الإمكان على نفسك من العدوى. وأن تتحمل الواقيات الطبية التى يتم ارتداؤها التى تكاد تراه بالكاد حين يرتديها. كل هذه الظروف قد تكون سهلة، ولكن الأصعب أنك تعيش كابوس الإصابة، وهاجس أن فلان زميلك أصيب، أو فلانة التى كانت تعمل معك منذ الأمس القريب. وتقول لنفسك قد ترجع سليما إلى أهلك بإذن الله. ثم يأتى آخر يوم لك فى الحجر، وتنتظر نتيجة المسحة، ما بين هل انتهت حياتى أم سأنجو؟. وكل ذلك بعد أن تعيش أربعة عشر يوما من الرعب. وتعيش حيرة هل ألم زورك شىء عادى.

هل أنت دافئ هل الكحة عابرة أم لا؟ ومهما كانت حجم المشقة التى تكابدها، فأمام واجبك نحو مهنتك ووطنك وأهلك يهون كل شىء. فأنت تشعر أنك مسؤول ويجب أن تكون على قدر المسؤولية. لأن لكل واحد منا سلاحه لكى يحمى بلده وأهله. مثل الجندى الذى يحمى بسلاحه ومهما حصل عمرنا ما سمعنا إن جندى رمى سلاحه فى الميدان. فلن نتخلى عن واجبنا ولا مقدسات مهنتنا. لأن هذا هو قدرنا. ولنتكاتف جميعا من أجل أن نعبر هذه المرحلة. لتبقى مصر صامدة أمام كل المحن.

مراد عزمى- الإسكندرية