«زي النهارده».. انتحار رئيس وزراء سوريا محمود الزعبي 21 مايو 2000

كتب: ماهر حسن الخميس 21-05-2020 08:26

محمود الزعبي سياسي سوري وصاحب أطول فترة رئاسة وزراء في سوريا، وهو مولود في درعا بقرية خربة غزالة في 1935 وحصل على شهادة الهندسة الزراعية وعمل بوزارة الزراعة ثم عين مديرا عاما لمشروع حوض الفرات في محافظة الرقة ومنها إلى وزارة الزراعة، ثم انتخب رئيسا لمجلس الشعب من 16 نوفمبر 1981 م إلى 18 فبراير 1987 ثم عين رئيساً للوزراء في 1 نوفمبر 1987 م خلفاً لعبدالرؤوف الكسم.

احتفظ بالمنصب حتى 7 مارس 2000 م حيث قدم استقالته بسبب اتهامات بالفساد وسوء الإدارة وطرد لاحقًا من عضوية حزب البعث الحاكم، ووضع تحت الإقامة الجبرية في منزله حيث قرر الرئيس السوري حافظ الأسد في مايو 2000 طرد محمود الزعبي من حزب البعث نتيجة تفشي الفساد في الحكومة لدرجة باتت تهدد النظام.

كما قرر محاكمته بسبب فضيحة طائرات الـ إيرباص الفرنسية وقد وجهت التهم رسمياً إلى محمود الزعبي وعدد من كبار الوزراء بتقاضي عمولات غير مشروعة تقدر بـ 124 مليون دولار أمريكي فيما يتعلق بشراء 6 طائرات إيرباص للخطوط الجوية السورية في 1996وقد ورد في لائحة الاتهام أن التكلفة العادية للطائرات كانت 250 مليون دولار أمريكي، لكن الحكومة دفعت 347 مليون دولار، وأن شركة «إيرباص» أرسلت 124 مليون دولار لكبار الوزراء وكان الوزراء المتورطون بالصفقة هم وزير النقل ووزير الاقتصادوقد حـُكم عليهما بالسجن لمدة 10 سنوات، أما شركة «إيرباص» فقد أنكرت دفع أي أموال للمسؤولين السوريين.

ومن المثير للاهتمام أن الحكومة السورية لم توقف تعاملها مع شركة إيرباص فقد أعلنت في سبتمبر 2003 عن نيتها شراء ست طائرات إيرباص أخرى للخطوط الجوية السورية رغم أن البيان الرسمي للمحاكم السورية ذكر أن شركة إيرباص دفعت أكثر من مائة مليون دولار أمريكي على شكل رشاوى للمسؤولين السوريين.

و«زى النهارده»، في 21 مايو 2000 وعندما كان محمود الزعبي تحت الإقامة الجبرية في منزله، قام بالانتحار بطلقة نارية حتى لا يواجه المحاكمة وقد شكك الكثيرون في أن يكون قد أقدم بنفسه على الانتحار ويقولون إن عناصر من الحكومة والمخابرات هم من قاموا بتصفيته بعد أن هدد بكشف كل صفقات الفساد مع المتورطين فيها.