رئيس الوزراء يلتقي عددًا من المستثمرين وممثلي الشركات العالمية لبحث «ما بعد كورونا»

«مدبولي»: سيناريوهات لتعظيم فرص الاستثمار في مصر ودفع عجلة الاقتصاد وتوفير فرص العمل
كتب: محمد عبد العاطي الثلاثاء 12-05-2020 20:19

التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الثلاثاء، عددا من المستثمرين وممثلي الشركات العالمية في إطار نهج الحكومة الذي يستند على التواصل مع رجال الأعمال والقطاع الخاص؛ من أجل فتح النقاش والحوار حول التداعيات السلبية لجائحة فيروس كورونا المستجد على الاقتصاد المصري، وطرق التحرك بعد زوال هذه الأزمة وتحويل المحنة إلى منحة.

حضر اللقاء كل المهندسة راندة المنشاوي، مساعد أول رئيس مجلس الوزراء، والمستشار محمد عبدالوهاب، الرئيس التنفيذي لهيئة الاستثمار والمناطق الحرة، وأحمد مجدي، المدير التنفيذي لشركة «سوميتومو»، وأشرف بكري، المدير التنفيذي لشركة «يونيليفير»، وضياء الدين يحيي، المدير الإقليمي لشركة ماجد الفطيم، والدكتور «هيرفيه ماجدييه»، المدير التنفيذي للتجزئة بالشركة، ووليد شتا الرئيس الإقليمي (مصر وشمال إفريقيا) لشركة «شنايدر إليكتريك»، وشريف عبدالفتاح، نائب رئيس مجلس إدارة شركة «شنايدر».

في بداية اللقاء، رحب رئيس الوزراء بالمستثمرين، معرباً عن سعادته بفتح النقاش معهم حول القضية التي تشغل العالم في هذه الفترة الاستثنائية التي يعيش أحداثها حالياً يوما بيوم، وهي جائحة «كورونا»، مؤكداً أننا لن نتوقف عندها، بل عقدنا العزم على المُضي قدماً في التفكير لخطوة استباقية أخرى وهي التخطيط لما بعد زوال الأزمة، والخطوات التي كيف سنحافظ بها على أداء ومعدلات نمو الاقتصاد المصري، ولدينا مجموعة من السيناريوهات المطروحة بالفعل لتعظيم فرص الاستثمار في مصر، ودفع عجلة الاقتصاد، وتوفير المزيد من فرص العمل، وهو ما دعانا للتنسيق مع عددٍ من الشركات الكبرى؛ بهدف بحث سبل التوسع في استثماراتها وحجم أعمالها في مصر.

ووجه الدكتور مصطفى مدبولي حديثه للمستثمرين قائلا: أنتم تمثلون كيانات كبيرة عالمية، وهذا الاجتماع يُعد نموذجاً لعدد من الاجتماعات التي سيتم عقدها؛ بهدف العمل على توسيع حجم أعمال هذه الشركات بمصر، مؤكداً أن مصر تتوسط منطقة الشرق الأوسط، وتحظى بقربها من العديد من الأسواق المهمة، وهو ما يؤهلها لكي تصبح فرصة لدى كبريات الشركات العالمية للتوسع في استثماراتها، قائلا: نحن سنساعدكم، وهذه الخطوات منكم ستعد بمثابة رسائل لجميع المستثمرين بأن مناخ الاستثمار في مصر جاذب للاستثمارات الأجنبية، ومن جانبنا سنشجع كل جهودكم لضخ مزيد من الاستثمارات، وأنا هنا لأستمع إليكم وأتعرف على مقترحاتكم بشأن موضوع النقاش.

بدورهم، عبر المستثمرون عن سعادتهم بتواصل النقاشات مع الحكومة، مؤكدين أنهم يسعون من خلال طرح أفكارهم ورؤاهم على الدكتور مصطفى مدبولي إلى التوصل لنقاط اتفاق كثيرة حول الاستثمار في مصر وزيادة حجم أعمال شركاتهم بها.

من جانبه قال المدير التنفيذي لشركة سوميتومو: «سبق لنا الالتقاء بكم، ووعدناكم منذ شهور بإنشاء مصنعين جديدين في 6 أكتوبر وبورسعيد، ولقد وفينا بالوعود، وتم بالفعل تشغيل المصنعين، وبهما 2500 عامل حالياً»، كما لفت المدير التنفيذي للشركة إلى أن أزمة فيروس «كورونا» المستجد أثرت سلبياً بصورة واضحة على معظم مصانع الشركة حول العالم، لكن الجهود التي بذلتها الحكومة في هذه الفترة أسهمت في أن نقف هنا في مصر على أرضية صلبة.

وأضاف: شركتنا العالمية أكدت أنه سيتم ضخ استثمارات جديدة في مصر، وسنتوسع في إنشاء مصنع جديد بعد 6 أشهر بمدينة العاشر من رمضان لإنتاج الضفائر الإلكترونية للسيارات وسيتم تصدير إنتاجه إلى أوروبا، ونخطط إلى أن يستوعب المصنع 3500 فرصة عمل، باستثمارات تتخطى 4 مليارات جنيه، مناشدا الاستمرار في صرف دعم الصادرات دون توقف.

وفي هذا الصدد وجه رئيس الوزراء بسرعة توفير الأراضي الجاهزة لإقامة هذا المصنع، وأنه سيتواصل بنفسه مع وزير الإسكان؛ لسرعة تخصيص أرض المصنع.

وأوضح المدير الإقليمي لشركة ماجد الفطيم أن الشركة توفر أكثر من 44 ألف فرصة عمل بالمنطقة، وأكثر من 11 ألف منهم من المصريين، موضحاً أنه تم تقديم التيسيرات للمستأجرين في المراكز التجارية الخاصة بشركتنا، كما تم تطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية الخاصة بالتصدي لفيروس «كورونا».

وأضاف: مستمرون في عملنا ولدينا مقترحات للتشغيل التجريبي، ولدى الشركة خطة استثمارات مستقبلية لإنشاء مجتمع عمراني متكامل؛ سكني، وتجاري، وترفيهي، مشيراً إلى أن الشركة لديها مخزون أراض سيتم تطويرها، وتنفيذ عدد من الأنشطة والمشروعات بها، مؤكداً: «ليس لدينا شكوى، ولا أي مطالب؛ فالحكومة قدمت كل الدعم والمساندة للقطاعات المتأثرة بجائحة كورونا المستجد، وأدارت الأزمة باحتراف».

من جانبهم، أكد مسئولا شركة «شنايدر» أن الشركة عازمة على الاستمرار في ضخ المزيد من الاستثمارات في السوق المصري، والتوسع في مصانعها القائمة في كل من مدينتي العاشر من رمضان وبدر، مشيرين إلى أن مصنع الشركة في مدينة بدر يعتبر من أحدث المصانع على مستوى العالم، كما أن الشركة تقوم بتطبيق كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية فيما يتعلق بأزمة فيروس «كورونا» المستجد، بما يحفظ سلامة وصحة العاملين بالشركة، ويضمن استمرار عملية الانتاج، مرحبين بزيارة من رئيس الوزراء لمصانع الشركة خلال الفترة المقبلة، ومجددين الثقة لما يتم بذله من جهود في إطار تعامل الدولة والحكومة مع أزمة «كورونا» وتداعياتها على المستوى الاقتصادي، قائلين:«مصر من الدول التي نرى اقتصادها في حالة جيدة جداً.. وسيكون لنا استثمارات مستمرة بها».

وأشاد مسئولا شركة «شنايدر» بما تقدمه الحكومة من تيسيرات، مؤكدين على أن ما يقدمه صندوق دعم الصادرات من دعم قد أسهم بشكل كبير في تواجد الشركة بقوة في الأسواق الخارجية، كما عزّز من تنافسيتها بين الشركات الأخرى، منوهين في هذا الصدد إلى أن إنتاج مصانع الشركة يتم تصديره إلى أسواق إفريقيا والشرق الأوسط، وأن ما سيتم من توسعات في مصنع مدينة العاشر من رمضان يستهدف زيادة حجم الصادرات إلى إفريقيا.

من جانبه، قال مسؤول شركة «يونيليفر»: ندرس حالياً ضخ المزيد من الاستثمارات والتوسع في قطاع الصناعة بمصر، لما لها من مكانة غير مسبوقة، تمكن الشركة من زيادة حجم الصادرات وخاصة بقارة إفريقيا، مؤكداً أن الشركة، ومصر بوجه عام، لديها العديد من المقومات يأتي على رأسها العمالة الماهرة التي تعمل في مختلف مواقع الانتاج.

وأكد أنه تم خلال الفترة من عام 2015 إلى 2018 مضاعفة رأس مال الشركة، كما أن حجم التصدير في عام 2018 قد فاق حجم المبيعات المحلية، ووصلنا لحوالي 200 مليون دولار، ونستهدف خلال الـ 5 سنوات المقبلة أن نصل إلى مليار دولار صادرات للخارج، مشيداً في هذا الصدد بالإجراءات والتيسيرات التي تم اتخاذها مؤخراً وتتعلق بالإفراج الجمركي، والتي جاءت بمتابعة من رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي شخصياً، ومطالباً باستكمالها؛ لتخفيض زمن الإفراج الجمركي عن البضائع.