نشرت وزارة الأوقاف، الخاطرة السادسة عشرة، من الخواطر الرمضانية للدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، بعنوان: «فن كتابة البوست».
وقال «جمعة» إن «البوست أحد أساليب فنون التعبير العصرية، ولا يعني إساءة بعض المغرضين والمنحرفين استخدامه الإساءة إلى الفن نفسه، فهو كسائر فنون التعبير التي يمكن أن تكون حمالة للخير أو للشر، ولا يمكن أن تكون كثرة استخدام أهل الشر لها مدعاة للنفور منها وترك الساحة خلوا لهم، بل على العكس من ذلك، واجبنا أن نضيق على الخونة والمجرمين أنفاسهم أينما وجدوا، وأن نحاصرهم حيثما كانوا، بأسلحة من جنس أسلحتهم وأكثر فتكًا منها، لأننا نتسلح بسلاح الحق والعدل، والوطنية والشرف، والشهامة والنبل، والقيم ومكارم الأخلاق، نبنى ولا نهدم».
وأضاف وزير الأوقاف: «ويوم أن نضطر إلى الهدم فإنما نهدم قلاع وحصون أهل الشر والغدر فوق رؤوسهم بكل أمانة ووطنية وشرف، لا نألوا على شيء إلا مصلحة ديننا ووطننا، ولا عزاء للخونة ولا العملاء ولا الجبناء، فلا قرت أعين الجبناء».
وتابع: «نستطيع أن نقول إن فن البوست يعد نوعًا من التطور الكتابي لفن التوقيعات في العصر العباسي، غير أنه لا يأتي تعليقًا أو تعقيبًا على كتاب معين إنما هو تعليق أو تعقيب على واقع معين أو تعبير عنه، ويمكن النظر إليه إذا تضمن معنى حكميًا أنه بمثابة تطوير لفن الحكمة، إذا ما تحلى كاتبه بما ينفع الناس وما يمكث في الأرض».
واختتم وزير الأوقاف بالقول «وإذا كان بعض الناس يبحثون عن الشر ويسعون إليه ويلهثون نحوه، فإننا نقاوم الشر بالخير، ولن نبحث عن الخير، لأن نفوسنا ملأى به، ولله الحمد والمنة في ذلك، وهو ما نسأله سبحانه أن يثبتنا عليه، وأن يجعلنا له أهلا، إنه سبحانه هو مولانا ومقصدنا، فنعم المولى ونعم النصير، وهو حسبنا وكافينا وحافظنا، فنعم المولى ونعم النصير» .