ترأس البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، صلاة عشية عيد القديس مارمرقس الرسول كاروز الديار المصرية، والذي تحتفل به الكنيسة القبطية يوم ٨ مايو من كل عام، مساء أمس، بكرمة الكينج مريوط غرب الإسكندرية، وذلك من دون حضور شعبي بسبب الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا المستجد.
وخلال صلاة العشية، التي شاركه فيها الآباء الأساقفة أعضاء المجمع المقدس، أتم البابا طقس تطييب رفات «الكاروز» مستخدما الزيوت والأعشاب والعطور المقدسة، حيث قام برفع الأنبوب الذي يحوى الرفات بمشاركة الأباء الأساقفة.
وعقب الصلاة، ألقى البابا تواضروس الثاني عظة روحية حملت عنوان «ماذا صنع مار مرقس الرسول معنا؟»، تحدث فيها عن القديس مارمرقس الرسول، قائلا: «ونحن نحتفل بعيد استشهاد مارمرقس الرسول نحتفل في زمن القيامة الذي يأتي في شهر مايو ونسمي شهر مايو (شهر القديسين) وتذكار استشهاد مارمرقس الرسول وهذا القديس له معزة خاصة في بلادنا وله مكانة كبيرة في تاريخ المسيحية وليس في التاريخ المصري فقط».
واستعرض البابا وضع مصر قبل مجئ القديس مارمرقس بقوله إن «مصر كانت منطقة محتلة من قبل الإمبراطورية الرومانية وكانت تحتل مساحات واسعة في مصر وأفريقيا وآسيا وأوروبا وكانت محتلة العالم كله تقريبًا وبقيت إمبراطورية قوية لمدة ٥٠٠ عام وكانت محتلة العالم احتلال عسكري وكانت الإمبراطورية السابقة اليونانية لازالت تحتل العالم احتلال ثقافي كان العالم كله محتل من الرومان ولكن يتكلم اللغة اليونانية فمصر كانت تتكلم اللغة اليونانية مع لغات أخرى، اللغة اليونانية هي لغة العهد الجديد وكانت اللغة المشهورة في الإسكندرية باعتبارها (مدينة كزموبوليتان) مدينة عالمية شاملة من كل الجنسيات في هذا الزمن جاء القديس مارمرقس ليبشر بالمسيحية».
وأضاف: «مارمرقس كان رجل يهودي من شمال أفريقيا من الخمس مدن الغربية ولازال في ليبيا وادي مرقس ووادي الإنجيل ووادي الأسد ولازالت توجد آثار في هذه المناطق، كان له اسمين يوحنا ومرقس وكان اسم أبوه (ارسطوبولس) وأمه (مريم) وخاله (برنابا الرسول) وكانت أسرته غنية ولهم مكانة اجتماعية وكانت أسرة مرتبطة بالله بدليل أن بيت مريم أمه صار أول كنيسة وإن خاله برنابا (ابن الوعظ، ابن التعليم) كان مشهور في وسط الرسول ونسميه (كاروز مصر) ولذلك نطلق على كنيستنا (كنيسة رسولية) لأنها تأسست من خلال رسول، والإسكندرية نسميها (الكرسي الرسولي) والكراسي الرسولية في العالم معدودة (أورشليم، الإسكندرية، أنطاكيا، روما،القسطنطينية) الخمس كراسي الرسولية في التاريخ المسيحية».
وأشار إلى أن «الأقباط مهتمين جدًا بالتناول لأنه خبز الحياة، ونحن في هذا الزمن بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد وبسبب انتشار العدوى فإن الكنائس كلها مغلقة عن أداء الصلوات المنتظمة مثل ما كان المعتاد وذلك لفترة مؤقتة لكننا نصلي لكي لا يطول هذا الوباء فكلنا متشوقون لحضور القداسات في الكنائس والتناول».
وتابع: «لولا القديس مارمرقس ما كانت المسيحية في مصر، والقديس مارمرقس زرع بذرة ووضعها بإيمان ومحبة ورجاء لذلك أثمرت وأكثرت وملأت الأرض وكل العالم وصار من كرسي الإسكندرية ومن تاريخ القديس مارمرقس والمسيحية بدأت في الإسكندرية وانتشرت في كل الأرض وظهر بعدها بقرنين من الزمان الرهبنة المسيحية وبدأت من المناطق الصحراوية وأيضًا انتشرت رائحتها الذكية إلى كل العالم من خلال كرسي الإسكندرية وصار كرسي الإسكندرية هو الأقدم وكنيستنا كنيسة (رسولية، سرائرية، تقليدية، محافظة) ومازلنا نحمل الإيمان المستقيم (الأرثوذكسية) منذ عهد السيد المسيح حتى اليوم وإلى المنتهى».