مسيحي أدخله عالم الإنشاد وعرف السيسي داخل الأزهر.. معلومات عن الشيخ الطبلاوي

كتب: بوابة الاخبار الثلاثاء 05-05-2020 21:31

قبل 3 شهور، كان الشيخ محمد محمود الطبلاوي، نقيب المقرئين، يقف في سرادق لتلقي العزاء في وفاة زوجته هادية رشاد، وبعدها بشهر واحد نشرت مواقع إخبارية ما يفيد بتدهور صحته، حتى أعلنت أسرته خبر وفاته، مساء الثلاثاء، عن 86 عامًا.

على غرار زوجته، خاض الشيخ محمد محمود الطبلاوي صراعًا مريرًا مع المرض، وجاء خبر وفاته ليكتب فصل النهاية لرحلة طويلة من العطاء في عالم التلاوة، امتدت لأكثر من 60 عامًا، إذ بدأها وهو صبي ولم ينهها رغم اعتزاله المعلن منذ سنوت.

«كنت هاشتغل صايع»، هكذا أجاب الشيخ محمد محمود الطبلاوي «المصري اليوم» عندما سأله محررها في حوار سابق: «لو لم تكن مقرئًا للقرآن ماذا كنت ستعمل؟»، معقبًا: «لم يكن لي هدف آخر غير أن أصبح قارئًا للقرآن، ولم أكن أطمح لعمل آخر».

الشيخ محمد محمود الطبلاوى - صورة أرشيفية

الشيخ الطبلاوي المولود في ميت عقبة بالجيزة عام 1934، بدأ حفظ القرآن الكريم في الكتّاب وعمره 9 سنوات، وكان يتلو حفظه في المآتم والمناسبات، ويقول عن تلك الفترة: «دخلت الكتاب بعد رؤيا أمى لجدي في المنام يخبرها أنها ستضع ولدًا، وسيكون حافظًا لكتاب الله».

كان للشيخ الطبلاوي رأيًا قاطعًا في تلاوة السيدات، وكان يقول: «لما الرجالة يموتوا الستات تقرأ قرآن»، ولم يمنعه ذلك من التصريح بحبه الشديد لصوت أم كلثوم وسعاد محمد، مؤكدًا في حوار سابق مع «المصري اليوم» أن جيله تربى على الأصوات القوية والجميلة.

من الغناء إلى التلاوة، كان الشيخ الطبلاوي يفتقد أصوات «الزمن الجميل»: «والله هو في كل حاجة، ليس عند المقرئين فقط، الزمن الجميل والناس الجميلة اللي كانت فيه ذهبوا، يعنى هل سيأتى أحد مثل أم كلثوم أو عبدالوهاب أو عبدالباسط، بالطبع لا، ولكننا لا نفقد الأمل».

حوار «المصري اليوم» مع القارئ الشيخ محمد محمود الطبلاوي - صورة أرشيفية

انتقد الشيخ الطبلاوي زحف المقرئين الخليجيين: «الناس تشترى شرائط القراء السعوديين تبركا بالمكان المكرم الذي هم فيه، ولكن انتشار هذا النوع من القراءة خطأ، المصريون في الحقيقة هم الحفظة وهم من علموا السعوديين حفظ القرآن، والشيخ عبدالفتاح القاضي رحمه الله أنشأ كلية القرآن في المدينة المنورة».

دخل الشيخ الطبلاوي عالم الإنشاد بـ11 شريطًا، ويقول: «كان ذلك لسبب معين، كنت أنشد في الإذاعة في السبعينيات، وكنت ذاهبا لأحد الأشخاص أشترى منه شرائط، فوجدته حزينا، وقال لي إنه رجل مسيحي ويريد إنتاج شرائط إنشاد لكن الشيخ فلان يماطل في مساعدته، فقلت له أعمل لك أنا الشرائط».

كان له مأخذ على مسؤولي إذاعة القرآن الكريم، ويقول: «سجلت القرآن مرتلا ومجودا ومعلما الحمد لله سجلته مرات عدة، ولكن فيما يتعلق بإذاعة القرآن بصوتى، فهذا أمر يسأل فيه رئيس الإذاعة، لأنى تقدمت وأرسلت لهم شرائط وإلى الآن لم يذيعوها، وهناك ناس تطالب بإذاعتها، وتقدمت لهم بالشرائط لكنها تذع ولا أعرف السبب».

- صورة أرشيفية

يحتفظ الشيخ الطبلاوي بذكريات مع عدد من الرؤساء، ويقول عن الرئيس عبدالفتاح السيسي: «التقيته في احتفالية ليلة القدر عام 2016، ودعاني للإفطار معه هو ووزير الأوقاف. السيسي راجل محترم وأهل دين، لكن لا يريد أحد ممن حوله مساعدته، وسبق لي أن قابلته قبل توليه الرئاسة حينما كان يصلى بالأزهر كأي مواطن».

عاتب الشيخ الطبلاوي في حوار سابق مع «المصري اليوم» عام 2017 المسؤولين في مصر، قائلًا: «أكبر تكريم بالنسبة لي هو حب الناس والاحتفاء بي في إذاعة القرآن الكريم التي أدخلتني إلى كل بيت، لكن مصر تجاهلتني ولم تكرمني، وأنا أعتز بنفسي ولا أطلب شيئًا من أحد».