حلمي بكر عن مهرجانات دراما 2020: «هتجيب الغناء الأرض»

الكبار يتنافسون على تترات المسلسلات
كتب: مادونا عماد الثلاثاء 05-05-2020 13:58

التنافس بين الأعمال الدرامية الرمضانية، لا يقتصر على الممثلين بل خلق المُغنيين بأصواتهم المساحات على تترات المسلسلات، منذ سنوات، ولأن نغماتهم الصوتية تظل عالقة بالأذهان بإعادتها وتكرارها طوال 30 حلقة، بات التواجد الغنائي خلال شهر رمضان، علامة فارقة ودافع نفسي لكِبار المُغنيين حتى يقبل هؤلاء بالمُنافسة على لقب «التتر الأكثر تأثيرًا خلال الشهر».

فتجد تدافع المغنيين تجاه الدراما، سمة تسيطرعلى غالبية مسلسلات 2020، تراها بوضوح بإنضمام الفنانة سميرة سعيد إلى تتر مسلسل «لمُا كُنا صغيرين»، بطولة الفنانة ريهام حجاج والفنانان محمود حميدة وخالد النبوي، فبأغنيتها تلك تستكمل مشوارها الغنائي للأعمال الدرامية، إذ غنّت في 2017 تتر مسلسل «أرض جو» بطولة الفنانة غادة عبدالرازق وتتر مسلسل مغربي يدعى «هي».

تليها الفنانة نوال الزغبي، فيبدو أن نجاح أغنيتها «الناس العزاز» في افتتاحية مسلسل «لأعلى سعر»، منذ أربعة سنوات، بطولة الفنانة نيللي كريم والفنان أحمد فهمي والفنانة زينة، زادها تشويقًا نحو إعادة التجربة بغنائها لمسلسل «سلطانة المعز»، بطولة الفنانة غادة عبدالرازق، وتأتي الفنانة أنغام قبل أيام من السباق الرمضاني، بإعلان غنائها تتر مسلسل «جمع سالم» للفنانة زينة، بعنوان «كُنا بنضحك».

فللمرة الثانية، تتعاون أنغام مع زينة، بعد أغنيتها «بياعة ومِتباعة» كتتر لمسلسل «ممنوع الإقتراب أو التصوير»، في عام 2018، وهي ليست الأغنية الدرامية الأوحد لأنغام، بل العام الماضي، غلّفت مسلسل الفنانة غادة عبدالرازق «حدوتة مرة»، بصوتها العذب.. وقدّمت عام 1994 تتر مسلسل «العائلة» التلفزيوني، بطولة الفنان عبدالمنعم مدبولي والفنانة خيرية أحمد وميمي جمال.

تنافسهن اللبنانينة نانسي عجرم، حاصدة النجاحات على التترات بداية من مسلسل «حكايات بنات» و«حالة عشق»، 2015، وصولًأ إلى مسلسل «سكر زيادة» بأغنيتها وتحمل اسم «العُمر»، عامنا الحالي. ويتخلل الطابور النسائي، المغنيين الرجال، فيضع الفنان مدحت صالح بصمته بغناء تتر مسلسل «ونحب تاني ليه!»، بطولة الفنانة ياسمين عبدالعزيز والفنانان شريف منير وكريم فهمي، قبلها غنى تتر مسلسل «رحيم» و«طلقة حظ».

ويملك الفنان تاريخ وأرشيف من الغناء الدرامي، على سبيل المثال، يطربك صوت «صالح» قبل مشاهدتك مسلسل «جحا المصري»، حيث يغني تتر العمل الدرامي، على نغمات موسيقى عمار الشريعي، ويعود زمن عرض المسلسل إلى عام 2002، بطولة الفنان يحيى الفخراني، من بعد «مدحت» يتألق الفنان رامي صبري بتتر مسلسل «فرصة تانية»، بطولة الفنانة ياسمين صبري، وهي ثاني تجربة بعد غناء تتر مسلسل «الخروج» في 2016، بطولة الفنان ظافر العابدين وشريف سلامة والفنانة درة.

وبطابع فريد، يقود الفنان هيثم شاكر بطولة مسلسل «حُب عمري»، ويزين تتر العمل الدرامي بالغناء، ليصبح ممثلًا ومغنيًا في آن واحد، وتشاركه بطولة الدراما الفنانة سهر الصايغ، ويحصل الفنان محمد عدوية على تتر مسلسلين «2 في الصندوق» ويسند «عدوية» الفنانان على ربيع ومصطفى خاطر بالغناء معهما تتر مسلسهما «عمر ودياب»، ويختتم الفنان أحمد سعد التتر الآخير بمسلسل «البرنس»، بطولة الفنان محمد رمضان؟

أما الفنانة آمال ماهر تسعى هذه الأيام للحاق بالسباق الرمضاني على تتر مسلسل «ليه لأ؟»، والذي سيعرض منتصف الشهر الكريم، وهو بطولة الفنانة أمينة خليل. ووسط حالة التزاحم على التترات، يا ترى ما الأسباب خلف الظاهرة؟، لذا يكشف المُلحن حلمي بكر أن تراجع حالة الغناء، يمثل العامل الأساسي.

وقال «بكر» لـ«المصري اليوم»: «السبب هو مشكلة الركود في حال الغناء، لذلك على كبار المغنيين الغناء بالتترات وإلا سيجلسون في منازلهم دون عمل.. واللي ركبوا الموجة مغنيين المهرجانات لذلك أصبح بين الفريقين صراع إلى حد القتال».

وتابع: «الغناء بالتتر أو داخل المسلسل ليس جديدًا، لكن كان بعيد عن الفنانين الكبار، فمثلًا نجد سميرة سعيد نزلت إلى الملعب وغيرها..»، وأشاد المُلحن بمسلسل الفنان هيثم شاكر واصفًا غناءه للتتر بصوته: «لا بأس به»، موضحًا أنه في انتظار الحلقة الـ15 لمعرفة أي الأغاني لا تزال شعبيتها قائمة.

وعبّر المُلحن عن رأيه في تتر مسلسل «الفتوة»، والذي يقدمه الفنان أحمد شيبة: «المغني جميل على عيني ورأسي لكن أشعر أنني سمعت التتر من قبل وأنه مُكرر»، وحول معايير التتر الدرامي قال: «التتر يرتكز على المفهوم الدرامي للمسلسل ثم موقع التصوير والبيئة الثقافية في المكان، فتخرج الجملة الغنائية، وهو لافتة يعرض عليها ما يدور داخل العمل الدرامي.. ومن الواضح أن أغلب الملحنين لم يطلعوا على سيناريوهات المسلسلات».

وعلّق المُلحن على الاستعانة بأغاني المهرجانات، مثل مسلسل بـ«100 وش»، ويغني التتر «المدفعجية» ويقدّم مُغني المهرجانات حسن شاكوش، تتر البداية بمسلسل «البرنس»، قائلًا: «المهرجانات ستأتي بالأغاني أرضًا، فهم يأتون بالخراب على الغناء والمغنيين بسبب المحتوى والكلمات الذي يقدمونها، فهم يحملون فيروسات أخطر من (كورونا) بالتعبير عن الجنس والمخدرات عبر المهرجانات، ولن يستمر هذا طويلًا لأن الحرب بين مطربي المهرجانات نفسهم قد بدأت».

واستكمل: «هناك أصوات جيدة بين مغنيين المهرجانات مثل (شاكوش).. وعن أسباب اختيار أغاني المهرجانات للتترات هو الترويج للعمل». في حين، لفتت الناقدة الموسيقية إيناس جلال، إلى أن تترات المسلسلات بالسنوات الآخيرة، لا تعلق بالأذهان مقارنة بأغنية تتر مسلسل «المال والبنون»، في تسعينيان القرن العشرين، وتتر مسلسل «الليل وآخرة»، وهما غناء الفنان على الحجار، وتتر مسلسل «العائلة» للفنانة أنغام.

وتابعت: «لاحظت وجود فكرة موحدة في أغاني المسلسلات، حول غدر الإنسان وليس هناك سمو بالكلمة.. وأصبح التتر لا يلخّص أحداث المسلسل مثل التترات القديمة على موسيقى عمار الشريعي، لكنني أحب صوت سميرة سعيد والحياة التي تبثها عبر صوتها وأنغام.. الموسيقى التصويرية لبعض المسلسلات (لعبة النسيان وفلانتينو والنهاية وليالينا 80) تجربة جيدة.. ولم أميز بين أصوات المغنيين الرجال فالأغاني متشابهة».

وعن الدفع بالمهرجانات تجاه الدراما، قالت: «أنا في حيرة فنحن ننتقد طوال الوقت المهرجانات، وحينما نعرضها 30 يومًا إذًا هنا نضع علامة استفهمام كبيرة؟، وخلو كلمات المهرجانات بمسلسلات رمضان من الألفاظ الخارجة ليس معيار يقاس على أساسه تبدّل حال هذه الأغاني بل لابد من تغير التجربة الكلية حتى بعد انتهاء الموسم الرمضاني».