نبيلة عبيد لـ«المصري اليوم»: «سكر زيادة» مثل البلسم يلطّف على المشاهدين خلال العزل (حوار)

كتب: سعيد خالد الخميس 30-04-2020 05:08

اعتبرت الفنانة القديرة نبيلة عبيد أن مسلسل «سكر زيادة» تجربة غريبة وجديدة بالنسبة لها، تخوفت في البداية من تقديمها كعادتها في أي عمل تقدمه، كما اعتبرت أن الجمع بينها وبين نادية الجندى كان تحديا كبيرا لهما، خلال العمل الأول لهما في مشوارهما، وتحدثت «نبيلة» لـ«المصرى اليوم» عن تصوير العمل في لبنان في ظل انتشار فيروس كورونا وقضائها فترة طويلة وطاقم المسلسل لحين انتهاء التصوير في 4 مايو المقبل، مشيرة إلى أن ذلك اعتبرته حلما مزعجا، لما أثر فيه فيروس كورونا في العالم كله وألزم الجميع العزل المنزلى، إلا أنها اعتبرت أيضا مسلسلها «سكر زيادة» مثل «البلسم» الذي يلطف الأجواء على الجمهور خلال تلك الفترة، خاصة أنه ينتمى لنوعية اللايت كوميدى التي كان المخرج وائل إحسان وراء خروجها بهذا الشكل.. وإلى نص الحوار:

■ لنبدأ من مسلسل «سكر زيادة»، ما هو تقييمك لهذه التجربة وسبب حماسك لها في هذا التوقيت؟

- بمجرد أن عرض علىّ المنتج صادق الصباح فكرة الجمع بينى وبين الفنانة نادية الجندى، بعد مشوار طويل وتاريخ من المنافسة، تحمست جدًا، وكانت هذه هي البداية، وانتظرنا بعدها وقتا حتى استقر على الحدوتة، وحصل على حقوق فورمات أمريكى، لتبدأ مرحلة الكتابة، وهو تجربة غريبة وجديدة بالنسبة لى، وكذلك العمل مع المخرج وائل إحسان، الذي أضاف لى وللمسلسل الكثير، الاستعانة بالعديد من ضيوف الشرف في كل حلقة كان من عوامل الجذب أيضًا بالنسبة لى، إضافة لوجود قامة كبيرة في حجم الفنانة سميحة أيوب، والإنتاج لصادق الصباح وفر للعمل كل شىء، ولم نشعر بالغربة للتصوير لفترة طويلة في لبنان، وهو أكثر شىء كنت أحمل همه، ابتعادى عن مصر لفترة طويلة، ومع انتشار فيروس كورونا كان اهتمامه بكل طاقم المسلسل راقيا وبحب على أعلى مستوى.

■ تصنيفك للعمل؟

- كوميدى «فارس»، قائم على الضحك، وهذا هو الوقت المناسب لتلك الأعمال، في ظل تواجد معظم المواطنين في منازلهم، ويعتبر المسلسل مثل «البلسم» يلطف عليهم الأخبار والأجواء المحيطة.

■ هل كانت لك أي تخوفات قبل انطلاق التصوير؟

- مع كل تجربة جديدة في كل تجاربى كنت أشعر بالخوف، وهو شعور إيجابى، وصراحة المخرج وائل إحسان أدخلنى في «الموود» سريعًا، وأحببت كاركتر «كريمة» التي أجسدها ضمن الأحداث وتعايشت معها، وظروفها، ومع أول أسبوع لم تعد الرهبة موجودة.

■ هل كان لديك أي متطلبات من الإنتاج قبل بدء التجربة؟

- لم يكن لدى أي طلبات، والإنتاج لم يبخل على العمل بأى شىء، وتحمل الكثير صراحة في تلك التجربة من مصاريف إقامة ووقف التصوير بسبب حظر التجوال المطبق في لبنان، وكان يبحث دائمًا عن راحتنا.

بوستر مسلسل «سكر زيادة» - صورة أرشيفية

■ المسلسل مأخوذ عن فورمات، كيف ترين ذلك، وهل أسلوب ورشة الكتابة جيد من وجهة نظرك؟

- معه بدون شك، شرط أن يتم «تمصيره» ووضع لمسات في الكتابة على الشخصيات والحدوتة حتى تتوافق مع عادات وتقاليد المجتمع الذي تعرض عليه، ولأن الفورمات أجنبى أمريكى، تمت إضافة وحذف بعض التفاصيل الخاصة بشخصية «كريمة» لأنها كانت مختلفة بعض الشىء في النسخة الأصلية، وهى تجربة جديدة أول مرة أخوضها، وأنا كنت اعتدت في كل أعمالى على الكتابة من الأدب، والمميز في «سكر زيادة» أنها لايت كوميدى.

■ ماذا عن شخصية «كريمة» وتحضيرك لها؟

- قدمت أكثر من 86 فيلما سينمائيا، حققت فيها التنوع بالشخصيات، لكن كان ينقصنى كاركتر مثل «كريمة»، لم أتطرق له أو أجسده من قبل، تركيبة مختلفة، وستكشف الأحداث قصتها مع زوجها وابنتها، وتاريخها، شخصية ثرية، ومنذ قراءتى الأولى للسيناريو حاولت خلق «لازمة» في الحركة لـ«كريمة»، ودربت نفسى عليها، وضمن الحلقات تجد أن «كريمة» تحرك كتفها عفويا للأمام عند الكلام، وتتحدث بتعال، فيها طفولية، تمزج بين حياء الأنثى والطفولية، تلك الحركة جاءت من معايشتى لها، وتخلق ضحكا.

■ الكوميديا سلاح ذو حدين، كيف تعاملت مع هذا الأمر في ظل اختلاف أذواق المتلقى؟

- الموضوع في «سكر زيادة» قائم على الكوميديا، شرط عدم الاستخفاف، والفورمات الأمريكى ناجح في بلده، وبالتالى هذا يمنحك ثقة في شكل الضحك الذي تخلقه الأحداث، حاولت خلق أسلوب مميز في الأداء، وكنت دائمًا أسأل المخرج وائل إحسان، أن نضيف للسيناريو بعض المشاهد، بما يتناسب مع شخصية «كريمة»، وكنت أرفض الكوميديا الفارس في غير مكانها، والضحك كله من المواقف والشخصيات.

سميحة أيوب تتوسط نبيلة عبيد ونادية الجندى فى لقطة من المسلسل

■ هل كان للعمل رسائل يحملها للجمهور؟

- بالتأكيد وهذا هو الهدف من الفن، فمثلا في الحلقة الأولى ظهر ابن «كريمة» يقول لها «إنتى تفكيرك بقى قديم»، وهذا موجود في الحياة حاليًا، كيفية تعامل الابن مع والدته، وفى المقابل تقرر ترك القصر الذي تعيش فيه وتتنازل عن إدارته لتعيش في فيلا صغيرة، وكذلك يرصد كيفية عدم اهتمام البعض بالسؤال عن أهاليهم وآبائهم وأمهاتهم وتأثير ذلك عليهم نفسيًا.

■ كيف ترين فكرة الجمع بـ 4 نجمات كبار في مسلسل واحد وهو أمر لم يعتد المتلقى عليه.. ألا يعتبر مغامرة؟

- التحدى كان في لقائى مع نادية الجندى في عمل واحد، لكن بدون شك الأستاذة الكبيرة سميحة أيوب قامة نتشرف بالعمل معها، ودورها مكتوب جيدًا وقدمته بـ«أستاذية»، وكذلك كاركتر «عصمت» الذي جسدته نادية الجندى اجتهدت عليه جدًا، والجمهور في النهاية يقول كلمته والحمد لله، أنا أكن لمدام «نادية» كل احترام، وكل منا يعلم تاريخ الآخر، وبيننا احترام متبادل.

■ من كان وراء هذه الفكرة في «سكر زيادة»؟

- المنتج صادق الصباح كان صاحب الفكرة، وأيدها وساندها بعد ذلك محمد عبدالمتعال، رئيس قناة mbcمصر.

■ كيف تقيمين العمل مع المخرج وائل إحسان؟

- مدرسة مميزة، «طلع مننا كوميديا عالية جدًا»، ويضيف للشخصيات إفيهات، دائمًا أقول له أنت عندك شيطان كوميديا داخلك، تجده ينفعل بشكل مفاجئ ويطلب من الممثل قول إفيه معين يحقق الضحك، هو مبدع في هذا الاتجاه.

■ ألا تشعرين بأن الوقت تأخر للتعاون مع الفنانة نادية الجندى؟ وهل يمكن أن نشاهدكما معا في السينما قريبًا؟

- كل شىء بييجى في وقته، وبالتأكيد من الممكن أن نتعاون في السينما شرط توافر السيناريو الذي يقبل تواجدنا معًا.

الفنانة نبيلة عبيد مع الفنانة نادية الجندى والفنان أحمد السقا من كواليس مسلسل «سكر زيادة» - صورة أرشيفية

■ فكرة تعدد ضيوف الشرف هل أضافت للمسلسل؟

- بدون شك، والسيناريو يحتمل ذلك، لأن الأحداث التي تشهدها الفيلا من صراعات يومية تتطلب وجود ضيوف من خلفية كوميدية ليشاركوا في الصراع مع كريمة وعصمت المتواجدتين بشكل متواصل داخل الفيلا.

■ ما الذي خرجت به نبيلة عبيد من تجربة «سكر زيادة»؟

- الكورونا كانت شاغلة تفكيرى جدًا «لاخمانا»، وأدعو الله سبحانه وتعالى أن يتجاوز العالم تلك الأزمة العصيبة، واستفدت الكثير من مشاركتى في المسلسل، وما أتمناه أن نكون نجحنا في إضحاك الناس والتخفيف عنهم.

■ هل يرضى طموحك عرض العمل على قناة mbc مصر؟

- لا يعنينى فكرة العرض الحصرى أم لا، ويهمنى أن يكون على محطة كبيرة لها جماهيرية وشعبية، وهو ما تحقق مع mbc مصر، وكم الإعلانات ضخم وهو أمر يسعدنى جدًا، ولا تنسى المنصات الرقمية، فالعمل يعرض على «شاهد» ومفتوح لقاعدة واسعة في الوطن العربى.

■ كيف تعاملتِ مع أزمة كورونا وتعليقك في بيروت لشهور؟ وكيف كنتى تقضين أوقات فراغك؟

- التزمنا غرفنا داخل الفندق، وحظر التجوال كان صارمًا تمامًا في لبنان، وجلست أسبوعا في غرفتى دون مغادرتها، التزام صعب جدًا، وهو ما تسبب في انخفاض عدد الإصابات في لبنان، وكانت درجة الوعى والتفهم عالية جدًا، الخروج في أضيق الحدود جدًا جدًا بدرجة لا تتخيلها، وكنت أقضى وقت فراغى ما بين التواصل مع أهلى وأصدقائى، ومذاكرة السيناريو، وبسبب أزمة الكورونا شعرت بأننى ذهبت لعالم تانى، حلم مزعج، ربنا يخلصنا منه على خير.

■ ما هي رؤيتك للمنافسة في الماراثون الرمضانى في ظل الظروف التي يواجهها العالم؟

- للأسف مازلنا مشغولين في التصوير حتى الآن، ونحن مستمرون حتى 4 مايو، ومن المقرر أن نعود للقاهرة في اليوم التالى، ولهذا السبب كان من الصعب متابعتى لأى من المسلسلات نظرًا لانشغالى في التصوير، وإن كان الماراثون قويا بدون شك، وسوف أتابع معظم الأعمال بمجرد انتهاء التصوير.