أتيا إلى مصر في العام ذاته، بغرض الدراسة والعمل ولكن حال بينهم وبين العودة إلى الوطن الحروب التي نشبت في أيام واستمرت لسنوات، فقد جمعت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بين سيدة، وهي لاجئة بمصر من اليمن، والفنانة كندة علوش ليقضيا يومًا يفيض منه المرح، وتتعالى به أصوات الثقافات المختلفة إلى جانب وصفة لذيذة محملة بالذكريات عن دفء الأوطان؛ كل ذلك من خلال برنامج 'مش مجرد أكلة' المذاع يومي الأربعاء والسبت من كل اسبوع في شهر رمضان الكريم على وسائل التواصل الاجتماعي.
يُبرز البرنامج فصلاً من حياة اللاجئين وطالبي اللجوء في مصر حيث يفسح المجال لست لاجئات من ست جنسيات مختلفة لتعبرن عن أنفسهن وثقافاتهن في تجربة مميزة، من خلال طهي أكلة شعبية تمتد لأصولهن. ويظهر في البرنامج كل من الفنانة كندة علوش، والفنان خالد أنور، والفنانة عُلا رشدي، والفنان طارق صبري، والفنانة لارا اسكندر، والفنانة ليلى عز العرب، إلى جانب مقدمة البرنامج الفنانة وصانعة المحتوى شيرين عرفة. وقام بتصوير وانتاج الحلقات ستوديو زيست، المتخصص في انتاج محتوى خاص بالطهي، في شهر ينايرالماضي بدعم من المفوضية.
تقول كندة عن برنامج مش مجرد أكلة: «يهدف البرنامج إلى التعرف على وصفات جديدة شهية في شهر رمضان برعاية عدد من السيدات اللاجئات في مصر، والتعرف على ثقافات مختلفة مما يدعم التعايش السلمي في المجتمعات المضيفة للاجئين.» وأضافت كندة: «الآن، هو الوقت المثالي لدعم اللاجئين في ظل أزمة كورونا التي كان لها آثارها السلبية على مختلف القطاعات والأسر في العالم أجمع، خاصة ملايين اللاجئين وطالبي اللجوء حول العالم.»
استمر تصوير الحلقة لمدة تعدت الثلاث ساعات مع الفنانة كندة، مما أتاح لسيدة وكندة أن يكتشفا أنهم وصلا إلى مصر في نفس العام، 2009. كما تعرفا يتعرفا على عادات بعض المختلفة في إعداد الطعام، وقاما بالغناء معًا وتبادل أطراف الحديث عن حياة كل منهما في مصر. وتقول كندة «أكثر شيء أحببته عند قدومي إلى مصر؛ هو طيبة الناس وترحابهم بغيرهم، فلم أشعر يومًا أنني غريبة. فهناك دائمًا من يحتضنك في مصر.» وأضافت كندة: «كلما قابلت سيدات لاجئات من مختلف الجنسيات، أشعر معهن بالفخر والحماس، فهن دائمًا يتحدن الصعاب بعزيمة وإرادة دون كلل.»
تستضيف مصر، وفقًا لإحصائيات المفوضية حتى شهر فبراير 2020، أكثر من 258 ألف لاجىء وطالب لجوء مسجل مع المفوضة من 58 جنسية مختلفة. ويحصل اللاجئين من مختلف الجنسيات على الخدمات الصحية الحكومي دون تفرقة بينهم وبين مواطني الدولة، كما يحصل اللاجئين وطالبي اللجوء من سوريا، واليمن، والسودان، وجنوب السودان على حق اللإلتحاق بالمدارس الحكومية.
يرمي البرنامج إلى زيادة رفع الوعي بقضايا اللاجئين وجنسياتهم وثقافتهم والعمل على توفير الدعم لهم، إلى جانب إفساح المجال لبعضهم ليعبروا عن أنفسهم وتطلعاتهم من خلال وصفة شعبية تشكل جزء من هويتهم.