قال الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية المستشار محمد عبدالسلام، إن هناك وجه آخر للصورة المأساوية لوباء كورونا، يجعلها أكثر ألمًا ومرارة، فهناك الملايين من اللاجئين والمهجرين والمشردين والمتضررين في مناطق النزاعات، الذين يهدد هذا الفيروس حياتهم أكثر من غيرهم، بسبب أوضاعهم المأساوية التي تحول دون توفير سبل الرعاية الصحية اللازمة لهم، وهناك شعوب كاملة عاجزة عن مواجهة الوباء، هناك الملايين ممن باتوا عاجزين عن توفير حاجاتهم الأساسية من الطعام والشراب.
وأضاف في مقال له في جريدة «المصري اليوم»: «والأمر من ذلك كله، هو صدمتنا بظهور أشكال جديدة من التمييز بسبب هذا الوباء، لدرجة أننا سمعنا عن دعوات لإعطاء أولوية في العلاج لبعض الأشخاص دون الآخرين، وأصوات أخرى تنادي بتجربة الأمصال على شعوب بعينها، وكلها دعوات أقل ما يقال عنها أنها تثير الاشمئزاز».
وأكد الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية أننا لسنا بحاجة إلى أكثر من أن ننظر إلى هذه الصورة، لنعرف أهمية الأخوة الإنسانية، فكما تشارك الإمام والبابا كسرة الخبز، فإن العالم اليوم في أشد الحاجة لتشارك الغذاء والدواء والمواد والأدوات الطبية، وأن يتشارك العلماء ومراكز الأبحاث الأفكار والاكتشافات العلمية، لتصبح ملكًا فكريًا للإنسانية كلها، نحن في حاجة أن نتخلى عن النزعات الفردية، والنظرات العنصرية، وأن نتوقف عن تغليب منطق الأرباح وعن التحدث بلغة المال في كل تفاصيل حياتنا.
واختتم المستشار محمد عبدالسلام مقاله قائلًا: «زمن كورونا هو زمن الاعتراف الشجاع: كلنا نأكل في كسرة خبز واحدة.. إذا كانت طيبة طاب العالم وسكانه كلهم.. وإذا فسدت أو تلوثت أحاط الخطر بكل إنسان على ظهر الأرض».