أحمد الديك لـ«المصري اليوم»: الاحتلال يسعى لتهويد 61% من الضفة لهدم مقومات قيام دولة فلسطينية

كتب: إنجي عبد الوهاب الجمعة 24-04-2020 01:43

قال الدكتور أحمد الديك، المستشار السياسي للخارجية الفلسطينية، إن سرقة الأغوار يعني هدم مقومات وجود الدولة الفلسطينية، مشيرًا إلى أن تصاعد وتيرة التصريحات الرسمية الإسرائيلية المطالبة بضم الأغوار وشمالي البحر الميت تهدد حوالي 61% مساحة الضفة الغربية المحتلة، التي تشكلها المنطقة «ج»، وتنذر باحتمال أن تؤول المنطقة إلى نفس مصير القدس، لا سيما في ظل تمسك كتلي اليمين المتطرف والوسط بصفقة القرن التي تقوم على ضم أجزاء من الضفة الغربية.

ولفت الديك في تصريحات خاصة لـ«المصري اليوم» إلى أن قوات الاحتلال تستمر في استغلال الانشغال العالمي والإقليمي بأزمة كورونا لتنفيذ مخططاتها الاستعمارية التوسعية لضم منطقة الأغوار وشمال البحر الميت، تنفيذًا لصفقة القرن، وإن تلك المنطقة تشهد حربًا مفتوحًا صاعد الاحتلال وتيرتها مستغلًا أزمة كورونا الراهنة لتنفيذ عملية تطهير عرقي واسع النطاق لتهجير الفلسطينيين من المنطقة والسيطرة عليها.

وحذر الديك من مغبة مساعي الاحتلال للسيطرة على المنطقة «ج»، الأمر الذي وصفه بالخطر الذي يهدد المقومات الأساسية لقيام الدولة الفلسطينية، إذ يهدد وجود اقتصاد مستقل لها، مؤكدًا أن سيطرة الاحتلال على منطقة الأغوار التي تعد السلة الغذائية والمائية للفلسطينيين يعني إحكام قبضة الاحتلال على الاحتياطي الاستراتيجي للاقتصاد الفلسطيني من الناحيتين الصناعية والزراعية، لافتًا إلى أن هناك حربا مفتوحة على الوجود الإنساني في الأغوار، وأن الاحتلال يسعى لتحويلها إلى كنتونات منفصلة بعضها عن بعض.

وقال الديك إن السلطة الفلسطينية تأمل أن تشكل جائحة كورونا مبررًا قويًا لطي صفحة الانقسام نهائيًا، وإن الكوارث التي يواجهها الشعب الفلسطيني بشكل يومي مدعاة لأخذ ملف المصالحة بعين الاعتبار، وأن سمة جهودًا مصرية مكثفة ومشكورة في ملف المصالحة.

كما أكد أن الشعب الفلسطيني هو من يدفع الثمن غاليًا في تداعيات جائحة كورونا وعدم سيطرة السلطة على معابرها ومجالها الجوي، فضلًا عن ممارسات الاحتلال التوسعية.

وأشار الديك أن الخارجية الفلسطينية تشهد حالة حراك سياسي ودبلوماسي مستمر لمجابهة ممارسات الاحتلال من جانب وحشد الدعم الدولي على المستويين الصحي والمالي في ظل شح الموارد ووقع فلسطين تحت مطرقة كورونا من جانب آخر، إذ بعثت الخارجية الفلسطينية برسائلها لرئاسة مجلس الأمن، والجمعية العامة للأمم المتحدة، كما خاطبت أعضاء الرباعية الدولية محذرة من مخاطر وتداعيات الانتهاكات الإسرائيلية بخصوص منطقة الأغوار، وإن ممارسات الاحتلال ستغلق الفرصة أمام أي باب لتحقيق عملية السلام ومبدأ حل الدولتين.

ولفت الديك أن الخارجية الفلسطينية تسعى لدفع ملف الأسرى للأمام، إذ التقت بمسؤولي مفوضية الاتحاد الأوروبي للأمن، مطالبة بتحركات ثنائية للإفراج عن الأسرى وفضح الإهمال الطبي الذي يواجهه الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، خاصة في ظل انتشار وباء كورونا.