شيخ الأزهر: اجعلوا من رمضان فرصةً للتضرُّع إلى الله أن يُزيحَ الوباء

كتب: أحمد البحيري الجمعة 24-04-2020 08:06

قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن الله تعالى يشهد على ما في قلوبنا نحن المسلمين من ألمٍ وحُزنٍ جرَّاءَ تعليق الصلواتِ بالمساجد، حتى مع يقيننا التام بأن حفظ النفس من مقاصد الشريعة الغرَّاء، ولكنها القلوبُ إذا تعلَّقَت بالمساجدِ صعُب عليها هجرُها، فاللهم اتمم علينا نعمتك بكشف غمة هذا الوباء، وردَّنا إلى بيوتِك ردًّا جميلًا يا علىّ يا قديرُ.

وقال «الطيب» في كلمة مصورة وجهها للشعب المصرى والأمة الإسلامية بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك: «أيها المسلمونَ في مشارق الأرض ومغاربها: السلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاته، وكلَّ عامٍ والأمةُ الإسلاميةُ بكل خيرٍ بمناسبة حلولِ شهر رمضانَ المباركِ، أعاده الله علينا وعليكم وعلى الإنسانية جمعاء بالأمن والأمان واليُمن وِالخير والبركات».

وأضاف: «إن المتأمل في أحداث هذا الشهر الكريم عبر التاريخ الإسلامى تطالعه أمورٌ عجيبة، وكلُّ شىء منها عند الله- عز وجل- بمقدار، منها أن المسلمين عبر تاريخهم قد انتقلوا من مرحلة إلى مرحلة أخرى في شهر رمضان.. نعم، انتقلوا من ضعفٍ إلى قوةٍ، ومن ضيقٍ إلى سعة.

واستطرد: «أيها المسلمون! اجعلوا من هذا الشهرِ الكريم فرصةً للتضرُّعِ إلى الله عزَّ وجلَّ أن يُزيحَ هذا الوباءَ، فالمؤمنُ ليس له ملجأ غيرَ الله تعالى يلجأُ إليه ويطمعُ في رحمته وعفوه، ولا ينفكُّ المسلمُ مُفتقِرًا إليه في جلبِ المنافعِ، ودفعِ المضارِّ، والأخذِ بالأسبابِ، إن أصابتْه سرَّاءُ كان من الشاكرينَ، وإن أصابته ضراءُ كان من الصابرينَ، وعليكم بحسن الظن بالله، وثقوا بأنه سبحانه سيرفع البلاء وستعود حياة الناس إلى طبيعتها دينًا ودنيا، فهو سبحانه القائل عن نفسه في الحديث القدسى: «أنا عند ظن عبدى بى، حافظوا على الصلواتِ المفروضةِ وسنةِ التراويحِ في منازلِكم، وصلُّوا جماعةً مع أبنائكم وزوجاتِكم، واستغِلُّوا الوقتَ في العبادةِ وتلاوةِ القرآنِ، وغرسِ القيمِ والأخلاقِ في أفراد الأسرة». وأردف: «اعلموا أن وجوب صومِ شهرِ رمضانَ ثابتٌ بنصٍّ قطعى، معلوم من الدِّينِ بالضَّرورةِ، وهو واجبٌ على كلِّ مكلَّفٍ مقيمٍ صحيحٍ خالٍ من الأعذار الشَّرعيةِ التي تمنعه من الصوم، كالمريض مثلا كما في قوله تعالَى: {فمَن كان منكم مريضًا أو على سفرٍ فعدَّةٌ من أيام أُخر} ولا عبرةَ بما يُشيعُه بعض الناس من أنَّ الصوم يُضعِفُ مناعةَ الإنسانِ الصحيحِ، ويُعرِّضه للإصابةِ بفيروس كورونا، فهذه كلُّها دعواتٌ متهافتةٌ لا أساسَ لها عند علماءِ الطبِّ وأساتذته المختصِّينَ، ولا عند ممثلى منظمة الصِّحَّة العالميَّة وقد عقدوا اجتماعًا خاصًّا لمناقشة هذا الأمر في الأزهر الشريف، وانتهوا إلى أنه لا علاقة بين الإصابة بمرض كورونا وصوم رمضان».

وقال: «أُهيبُ بالمسلمينَ بألَّا يلتفتُوا إلى مثلِ هذه الدعواتِّ الشاذَّةِ، وأن يتقيَّدوا بقولِ العُلماء والهيئاتِ الدِّينيَّة المعتمدةِ، والتى ترجِعُ في تقديرِ الحكمِ الشرعى إلى أهلِ الاختصاصِ بهذه الجائحةِ {ذلكَ ومَن يُعظِّمْ شَعَائِرَ الله فإنَّها مِنْ تَقْوَى القُلُوبِ}».

واختتم كلمته: «أيها المسلمون: إنَّ الفقراءَ أمانةٌ في أعناقِكم، فكونوا لهم عونًا وسندًا.