5 أطفال في «عزل كفر الدوار».. وطبيب بـ«الحجر»: «حاسس إن القيامة قربت»

كتب: حمدي قاسم الإثنين 20-04-2020 20:28

فجّرت مشاهد سيارات الإسعاف وهى تنقل أطفال لمستشفى العزل في كفر الدوار مشاعر الأطباء وعبروا عن مشاعر الألم والحزن التي اتنابتهم من مشاهد وصول الأطفال إلى المستشفى الذي بدأ استقبال الحالات للعلاج من فيروس كورونا المستجد اعتباراً من يوم الخميس الماضى، ووصل عدد الأطفال فيها إلى 5 حالات.

يقول الدكتور محمد شاهين، مدير الأمراض الصدرية بمحافظة البحيرة، رئيس فريق الصدر بمستشفى كفر الدوار للحجر الصحى، إنه يوجد 5 أطفال في المستشفى منهم 3 أطفال تتراوح أعمارهم بين 6 و9 سنوات وحالتين أعمارهم 13 و15 سنة، وجميعهم حالتهم مستقرة، وكان الطفل الأصغر يعانى من ارتفاع طفيف في درجات الحرارة، ولكن حالته مستقرة، موضحًا أن الطفل الأصغر والده مصاب أيضًا وتم حجره معه في المستشفى، ومن حظ الأربعة إخوة الباقين أن والدتهم محتجزة في المستشفى.

وفجرت مشاهد الأطفال في المسشتفى شجون أطباء مستشفى العزل، فكتب الدكتور محمد بشير معتوق أخصائي الجراحة العامة، عضو الفريق الطبي بالمستشفى، على صفحته بموقع «فيس بوك» في الأيام الماضية: «الواحد شاف عدد قياسي من سيارات الإسعاف على مدار عمره كله أكثر من ١٢٠ سيارة في ٣ أيام، الواحد بقي حاسس إن القيامة قربت، أم تيجي بأولادها الأربعة وتسيب طفل رضيع في البيت مع حد من قرايبها، أطفال سنهم صغير 6 سنوات جايين من آخر الدنيا لوحدهم، ويكون حظهم كويس لو في حد من أهلهم محجوز، أو رجالة وستات فوق ال ٧٠ سنة جايين الفجر من المنوفية ولا دمياط ولا الدقهلية.

ويضيف «معتوق»: «إحنا كفريق طبي بنحاول نشد من أذر بعض، إحنا بردوا بشر، أحيانا بتخلص طاقتك الإيجابية مهما كانت عظيمة في وسط سيل من المشاعر المتضاربة والمشاهد الصعبة اللي عمرك ما تخيلت إنك تشوفها.. فكرة الحجر نفسها قاسية خاصة إن في شبه انعزال».

وكتب الدكتور أحمد السنهوري، عضو الفريق الطبى بالمستشفى على صفحته: «منذ قليل، وأنا في الإستراحة بالمستشفى، تأتى سيارات الاسعاف واحدة تلو الأخرى، ويلفت انتباهنا طفلتين ست سنين وتسع سنين، نازلين من عربيات الإسعاف محولين بتحليل إيجابى، تخيل كده معايا كميه القهر والحزن اللى احنا بقينا فيه ساعتها، بجد حاجة تعبت نفسيتنا، وإحنا عارفين مصيرهم إيه بنتين هيتحجزوا في أوض عزل لمده ١٤ يوم بدون خروج، جرب بس تقعد كده في أوضة لوحدك بين أربع جدران بدون أي وسائل ترفيه، بدون أشخاص، جرب تكون في حجرة فقط لمدة ساعات كمية أذى نفسى غريب، إحنا في نعم كبيرة حاولوا تحافظوا عليها حاولوا تحافظوا على أولادكم، ادعوا كتير للناس المريضة إن ربنا يرفع عنا البلاء».