يقدم الفنان على الحجار،، حفلًا أون لاين، الثامنة مساء اليوم، وكان «الحجار» قدم قبل أيام حفلا أون لاين عبر حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعى لمؤازرة الجمهور خلال فترة العزل المنزلى بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، ومؤخرا حصل «الحجار» على جائزة السلطان قابوس من بين أكثر من 20 مطربا عربيا رشحوا لنيل هذه الجائزة، «الحجار» يؤمن بقناعة أن يكون الفنان صاحب موقف، وأن ينحاز للقيم الإنسانية ومن ثم فإننا نجده يتبنى مشروع 100 سنة غنا للحفاظ على التراث الغنائى بمعالجات معاصرة دون مساس باللحن الأصلى، كما تبنى مشروع مدرسة «صوت الموسيقى لتعليم الغناء والعزف»، ومشروع اكتشاف المواهب ومشروع «ابن البلد» وهى حلقات غنائية عن الحرف والصناعات المصرية التي أوشكت على الانقراض.
وعبر مسيرته الفنية قدم نحو ألفى أغنية ما بين ألبومات وتترات مسلسلات وغنائيات مسرحية، ولم يمنعه حرصه على الحفاظ على التراث عن التجديد في كل مرحلة من مسيرته.
وكان لـ«المصرى اليوم» مع على الحجار هذا الحوار، الذي ضم في سياقه وقفات عند محطات مهمة في مسيرته، وشهادته عن المشهد الغنائى العربى وأهم رموزه، وتلك الظواهر الغنائية الهابطة، والتى يطلق عليها البعض غناء شعبيا، وغير ذلك من شؤون وشجون غنائية.. وإلى نص الحوار:
■ الغناء وتقديم حفلات أون لاين لتحدى حصار كورونا.. حققت في حفلاتك نسبة مشاهدة عالية في ساعتها الأولى حدثنا عن هذه التجربة؟
- أولا كان هناك حفل الموسيقار عمر خيرت، وكنت ضيفا عليها بأغنية «عارفة» من ألحانه وكلمات الشاعر بهاء جاهين، أما عن حفلتى أون لاين على السوشيال ميديا فقد حققت مشاهداتها في الساعة الأولى 120 ألف مشاهدة، وكنت «تريند» على تويتر، وأرى أن جدية الوضع الحالى وإحساس الناس بخطورة موضوع الفيروس وعظم الأزمة، جعلتهم بالتأكيد يلتزمون بالتواجد في منازلهم وأصبحت وسيلة اتصالهم بالعالم ومتابعة الأحداث وحتى لجوئهم لوسائل الترفيه هو عبر مشاهداتهم للقنوات التليفزيونية والإذاعية وبالطبع الاهتمام بالسوشيال ميديا، وأعتقد أن الحفلين أقيما في توقيت كان الناس في حاجة إليهما، لأن لا عمر خيرت ولا العبدلله حنقدم شيئا يخجل الجمهور من الاستماع إليه، والحمد لله فإن الأغانى التي غنيت في الحفل كانت معدة بإتقان وبساطة حتى إن الموسيقيين الذين عزفوا معى كانوا حافظين بشكل جيد وعملنا بروفات وتحضيرات كثيرة جدا قبل ظهورنا أمام الناس، ولم يكن عددنا كبيرا في الاستوديو، الأمر الذي حقق الألفة والحميمية بيننا وبين الجمهور، ووعدت الناس بحفل كل أسبوعين وربنا يقدرنى وغيرى من الفنانين إننا نحقق جزءا من السعادة للناس، لأن الفن والجمال سلاح يقاتل الإحباط والتعاسة، ولعل حفل يوم 16 يناير 2020 في دار الأوبرا المصرية كان من أهم الحفلات التي غنيت فيها من بعد الحفلة التي قدمنى فيها الموسيقار بليغ حمدى ليلة رأس السنة عام 1977، لأنها كانت تكريما من وزيرة الثقافة الفنانة الدكتورة إيناس عبدالدايم بسبب حصولى على جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب في مجال الطرب لأول مرة في تاريخ الجائزة، والحقيقة أن الوزيرة أتاحت لى فرصة الغناء على أوركسترا كبير مكون من 82 عازفا تحت قيادة المايسترو أحمد عاطف وغنيت في الحفل 23 أغنية، والحفل حقق دخلا كبيرا.
■ ما الذي مثلته لك جائزة السلطان قابوس وحصولك عليها من بين أكثر من 20 مطربا عربيا رشحوا لنيلها؟
- أعتبر فوزى بجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب عن الطرب العربى بمثابة شهادة عظيمة أتشرف بها مدى حياتى ويتشرف بها أولادى من بعدى، وكان من حسن طالعى أنها أول جائزة تعطى لمطرب منذ إنشاء الجائزة وكنت محظوظا بحلاوة ترحيب أهل عمان بى في كل الأماكن التي ذهبت إليها خلال الأسبوع الذي قضيته هناك كأنهم يقولون لى: «إن السلطان قابوس وضع قلوبنا في قلب هذه الجائزة التي معك»، وكان معظم من قابلتهم من العمانيين يتعمدون أن يغنوا أمامى «اللى بنى مصر كان في الأصل حلوانى» حتى أصبحت سلطنة عمان وشعبها جزءا أصيلا في ذاكرتى ووجدانى لا يمكن نسيانه.
■ لو خططت لأغنية لمصر الآن فما هو مضمونها العام؟
- ستكون «يامصرى قوم هش الوطاويط، كفاياك تبليط، صعبة الحياة والحل بسيط.. حبة تخطيط».
■ طرح الألبومات والإنتاج الغنائى حاليا أصبحا أزمة.. فما مردها؟
- مشكلة الألبومات تتلخص في بوار صناعة الأسطوانات بسبب سهولة الحصول على أغانى المطربين عن طريق الإنترنت بلا مقابل مادى، مما ترتب عليه غلق أكثر من 400 شركة إنتاج موسيقى بالتتابع منذ عام 2000 حتى أصبح لدينا في مصر عدد محدود من شركات الإنتاج لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة، وهم يتعاقدون على عدد من الحفلات يتقاسمون أجرها مع المطرب، بجانب تسويق الأغانى في شكل «رنات» على التليفون المحمول، لقد بارت صناعة كانت تدر أرباحا كبيرة للبلد بداية من تشغيل الأستوديوهات ومهندسى الصوت والموسيقيين والموزعين والملحنين والشعراء والمطربين، بل وعامل البوفيه وسايس السيارات أمام الأستوديو والمطابع الخاصة بطباعة الأسطوانات ومطابع الأغلفة والبوسترات وعمال تغليف الأسطوانات وأصحاب محال وأكشاك بيع الكاسيت والمواطن الذي كان يشترى الأسطوانة، كل هذه أموال حرم منها الاقتصاد المصرى فضلا عن العبء الذي يتحمله المطرب في ظل غياب شركات الإنتاج، فكان من الطبيعى لكى يظل المطرب متواجدا على الساحة الفنية أن ينتج أغنياته بنفسه، وأن يتحمل أجور الأستوديو ومهندس الصوت والموسيقيين والكورال والشاعر والملحن والموزع وتصوير فيديو كليب حتى ينشر أغنيته على السوشيال ميديا، التي لا تعوضه عن تكلفة الأغنية إلا في حالة أن تكون الأغنية تحتوى على ألفاظ ذات معان غريبة أو على تلميحات إباحية تحقق مشاهدات بالملايين، ولأنه لا توجد الآن أي من القنوات التليفزيونية لديها برنامج يومى أو حتى أسبوعى متخصص في إذاعة الأغانى «فيما عدا المناسبات الوطنية»، أو أن تقبل القناة إذاعة الأغنية كإعلان مدفوع «بالطبع من قبل المطرب»، فلا أمل للمطرب كى ينشر أغانيه حتى يظل متواجدا على الساحة الفنية سوى طريقين كلاهما مر الأول أن يغير جلده ويتجه لغناء كل ما هو تجارى ورائج على السوشيال ميديا في الوقت الحالى، أو أن يقبل بالخسارة المادية بأن ينتج لنفسه إذا كانت لديه القدرة المادية، وإن لم تكن لديه الإمكانية فعليه أن ينتظر، حتى يأذن الله بعودة حفلات أضواء المدينة وليالى التليفزيون والإنتاج الإذاعى.
■ المشهد الغنائى وتراجعه.. ما أسبابه؟ وهل سيستمر؟
- سيتغير المشهد الغنائى السائد مع اهتمام أجهزة الدولة بتحسين التربية والتعليم والاهتمام بالثقافة والفنون عن طريق قصور الثقافة وعودة الإذاعة لإنتاج الأغانى والبرامج الثقافية، وأيضا عودة حفلات أضواء المدينة وليالى التليفزيون وبرامج تليفزيونية تعنى بالطرب والغناء العربى مثل التي كانت موجودة من قبل.
■ مارأيك فيما رصدته المواقع الإلكترونية من أن حسن شاكوش هو ثانى مطرب من حيث نسبة الاستماع على مستوى العالم؟
- المثال السائد الذي يروى دائما لإثبات فكرة سهولة الشهرة هو أن تجعل العالم يرى صورك وأنت تجرى في الطريق عاريا، بالضرورة ستصبح أكثر شهرة من أن تمشى بملابسك نظيفا متأنقا، وليس كل ما يلمع ذهبا.
■ غنيت لـ«مبارك» أغنية «النسر المصرى شق السما».. فهل أعجبته هذه الأغنية.. وهل مازلت راض عنها وقد حسبت على تاريخك الفنى؟
- كل من فهم أن أغنية «النسر المصرى» كانت للرئيس الأسبق مبارك بمن فيهم مبارك نفسه هو شخص استمع فقط لجملة «النسر المصرى شق السما»، ولم يستمع إلى الأغنية كاملة، فالأغنية تتحدث عن كل أسلحة الجيش المصرى التي اشتركت في حرب أكتوبر 1973 «الصاعقة والمدرعات والمظلات والبحرية والمشاة»، وإذا كان الرئيس مبارك فهمها كغيره فبالضرورة أن الأغنية أعجبته، والحقيقة أنى أعتبرها أغنية مهمة فقد كتبها الشاعر عبدالسلام أمين بشكل رائع وأبدع في لحنها الموسيقار عمار الشريعى، وهى من الأغانى التي أحب أن أستمع إليها كثيرا بسبب التحويلات والحيل اللحنية الصعبة التي تفنن «عمار» في وضعها وأذكر عندما سألته: «ليه يا عمار عامل كل جمل اللحن الصعبة؟»، رد بجملة واحدة «أنا بلحن لعلى الحجار».
■ أصدرت ألبوما عن ثورة 25 يناير.. فلو أصدرت ألبوما جديدا عنها ما الجديد الذي يمكن قوله؟ وهل ستراجع قناعاتك بالنسبة لها؟
- أصدرت ألبوم «إصحى يناير» من إنتاجى وقت ثورة 25 يناير، لأننى كنت سعيدا بأن الشعب المصرى استطاع أن يقول «لأ» سواء كانت هذه الـ«لأ» لرغبته في ضرورة تداول السلطة أو لرفضه لفكرة التوريث أو لكرهه للفساد وانتهاك حقوقه أو لرغبته في أن يرى حياة جديدة مشرقة أو لكل هذه الأسباب مجتمعة، ولكن بعد أن ابتعدنا سنوات قليلة عن الثورة اكتشفنا أننا خدعنا في أشخاص كنا نسير معهم ونحن نعتبرهم رموزا للوطنية اتضح فيما بعد أنه كانت لهم مصالح أخرى، ولم نفهم بسرعة أن جيش مصر هو الذي حمى الشعب المصرى لأن جيش مصر هو شعبها والحقيقة أيضا أنه لولا ثورة 25 يناير لما جاء حكم الإخوان وانتهى بعد عام واحد، وما قامت ثورة 30 يونيو، ومازلت أغنى في حفلاتى أغنيات الألبوم «اتبسمى يا بلدنا من تانى والشهيد وحرية وفجر بلادى»، وغيرها وأضيف إليها الأغنيات التي أنتجتها في العامين السابقين ومنها «أنا مصرى، وشعبنا جيش، والإمضا مصرى، وكلنا واحد، ولا تهيننى ولا أهينك».
■ انت خريج كلية الفنون الجميلة.. فهل مازلت ترسم بين وقت وآخر؟.. ألا تفكر في خوض تجربة إقامة معرض؟
- بالفعل أحضر لمعرض موضوعه «رباعيات صلاح جاهين» التي غنيتها من ألحان الشيخ سيد مكاوى، وسأضيف إلى اللوحات بعض الأغنيات الأخرى التي أرى لها تصورا بالرسم وأنتوى أن أغنى هذه اللوحات في افتتاح أو ختام المعرض بإذن الله.
■ كنت من أكثر مطربى جيلك حظا في فرص الوقوف أمام النجوم الكبار، كما نعرف أنه وقعت لك بعض المواقف الطريفة أثناء العمل معهم فحدثنا عن ذلك؟
- بالفعل كنت محظوظا بأن أتيحت لى هذه الفرص فمثلت أمام الفنان العظيم محمود المليجى في مسرحية «زباين جهنم»، وكانت من إخراج مخرج كبير في السينما والمسرح وهو فؤاد الجزايرلى، ومثلت أمام الفنان الكبير يحيى شاهين في مسلسل «اللاعب والدمية» وأمام النجمة الجميلة بوسى والنجم الكبير جميل راتب في نفس المسلسل، ومثلت أمام الرائع أحمد مظهر والرائعة مريم فحر الدين في مسلسل «عصر الفرسان»، وأمام ليلى فوزى في مسلسل «ألف ليلة وليلة» وأمام الممثل القدير حمدى غيث في نفس المسلسل، كما غنيت معه في أوبريت «بوردة البوصيرى» الذي أخرجه عبقرى الإخراج المسرحى كرم مطاوع، واستمتعت في هذا العمل الكبير بصحبة الكبار جدا عبدالوارث عسر وعبدالرحيم الزرقانى ومحمد السبع ومحمد الطوخى ومثلت أمام العظيم يحيى الفخرانى المسرحية الاستعراضية «ليلة من ألف ليلة»، وكانت بطلة العرض المطربة الكبيرة أنغام التي مثلت أمامها أيضا بطولة مسرحية «رصاصة في القلب» إخراج حسن عبدالسلام، ومثلت أمام الفنان القدير صلاح السعدنى وعبدالله فرغلى وسماح أنور في المسرحية الاستعراضية «اتنين في قفة» إخراج مراد منير، وأمام العملاق محمود مرسى في مسلسل «أبوالعلا البشرى» للمخرج الكبير محمد فاضل الذي أخرج لى مسلسل «السائرون نياما» مع الفنانة القديرة فردوس عبدالحميد ومثلت مع سوسن بدر في مسرحية «آه يا غجر» ومع الفنان توفيق عبدالحميد والكوميديان علاء ولى الدين والفنان سامى مغاورى في أول إنتاج مسرحى لى في المسرحية الاستعراضية «عيال تجنن»، ومثلت أمام النجم عزت العلايلى وعبدالله فرغلى ونجاح الموجى وجورج سيدهم وأحمد راتب وحسن مصطفى وميمى جمال والمطربة الكبيرة إيمان الطوخى والكبير عبدالله غيث في مسلسل «بوابة الحلوانى» وأمام النجم الكبير نور الشريف في فيلم «الفتى الشرير» وأمام الفنان الكبير حسن يوسف في مسلسل «الشراع المكسور» وأمام النجم الكبير محمود يس في فيلم «أيام الشر» وأمام الكبار شكرى سرحان وصلاح منصور وسهير المرشدى وملك الجمل ومحمد توفيق ومحمود الجندى والمنتصر بالله في فيلم «المغنواتى»، وأمام الملك فريد شوقى والنجم عزت العلايلى وحسين فهمى والعظيمة مديحة يسرى والممثلة القديرة سناء يونس في مسلسل «الباقى من الزمن ساعة»، ومثلت مع العملاقة أمينة رزق والنجم أحمد عبدالعزيز في مسرحية «طيور الرعد».
■ هناك موقف طريف وقع لك أثناء تمثيلك مع الفنان الكبير محمود المليجى حين كان ثالثكم أسد فما تفاصيل وملابسات هذا الموقف؟
- هو موقف أغرب من الخيال حدث لى أثناء عرض مسرحية «زباين جهنم» على مسرح البالون، وكنت أقوم بدور «حارس الجنة»، وكنت في أحد المشاهد أقف في منتصف المسرح وخلفى يجلس أسد على طاولة مستديرة ضخمة تتسع لجلسته، والأستاذ محمود المليجى يقوم بدور الشيطان ويقف عن يمينى والأستاذ القدير محمود التونى يقوم بدور ملك ظالم عمل عملا صالحا كبيرا قبل أن يتوفى، يقف عن يسارى، وبالرغم من وقوف مدرب الأسود محمد الحلو على الجانب الأيمن للأسد والمدرب حسن الحلو على الجانب الأيسر إلا أنى اعتدت أن أقول لنفسى في كل يوم «أنا ليه جيت النهارده؟»، وأعتقد أن جميع المشتركين في هذا العرض المسرحى من ممثلين وموسيقيين وكورال وراقصين وعمال وموظفين كانوا يشاركوننى نفس الشعور، وكان المشهد يقول إننا في الآخرة يوم الحساب وهذا الملك حائر لا يجد لنفسه مكانا في الجنة أو في النار، وكنت في المشهد أشرح للملك الظالم قصة هذا الأسد الرابض خلفى «أسد الناصرة»، وقبل أن أبدأ الكلام فوجئنا بكلب يدخل على خشبة المسرح من ناحية الكواليس، وإذا بالأسد يقفز من فوق طاولته ليمسك بالكلب مزمجرا بزئير مرعب جعل الجمهور والموسيقيين والراقصين، وكل إنسان موجود في مسرح البالون يجرى إلى شارع كورنيش النيل بمنطقة العجوزة، والتى سمع كل سكانها زئير الأسد الذي كان يزداد علوا مع غضبه وإصراره على الإمساك بالكلب الذي كان يحاول أن يحتمى بالعبدلله، بأن يجرى حولى ومن خلفه الأسد ومن ورائهما المدربان، أحدهما يمسك بسوط والآخر يمسك بشوكة ضخمة يحاول أن يصل بها إلى رقبة الأسد كى يمسك به، وأنا أقف ثابتا وسط هذا المشهد العجيب لا أجد مكانا أو فرصة أو قدرا ضئيلا من الشجاعة للجرى، وأذكر أننى كنت قد فقدت القدرة على التركيز أو حتى التفكير لدرجة أننى قرأت كل ما كنت أحفظه من آيات قرآنية دفعة واحدة بشكل غير مرتب وغير صحيح، إلى أن استطاع المدربان محمد وحسن الحلو السيطرة على الأسد وإدخاله لقفصه الذي كان قد أعد له خلف الكواليس، وانتهى المشهد، وبعد ثلاثة أيام رسم الفنان صلاح جاهين في كاريكاتيره اليومى بجريدة الأهرام صورة للأسد يجلس على طاولته في يمين اللوحة وأنا أقف على أقصى شمال اللوحة، وكنت نحيفا جدا، والأسد يشير إلى ويقول: إيه ده.. جايبينلى هيكل عظمى يقف جنبى في المسرحية؟، أنا عايز محمد نوح الذي كان يمتلك جسدا كبيرا.
■ أين على الحجار ممثلًا في الدراما والسينما والمسرح؟
- اهتمامى بالبحث عن كلمات وألحان غنائية له الأولوية، وإذا عرض على عمل تمثيلى جيد فسأقبله حتى إذا كان العمل بدون غناء، وحدث أن عرضت على أعمال كثيرة في الفترة الماضية، ولكنى لم أجد فيها ما يشجعنى على قبولها.
■ لماذا لم نسمع عملاً جديدًا لك من ألحان أحمد الحجار؟
- غنيت من ألحان أحمد الحجار على مدى السنوات الخمس الماضية أكثر من أربعين عملا غنائيا، ولكنك لم تسمع بها لأنها لا تذاع، برغم أنى أنتجها وأهديها للقنوات الإذاعية والتليفزيونية، هذا فضلا عن إنتاج 5 ألبومات بمعدل ألبوم كل عام يحتوى كل منها على 12 أغنية من كلمات وألحان شعراء وملحنين كبار وشباب من عباقرة فنانى مصر، ولكنك أيضا لن تستمع إلى تلك الأغنيات.
الغناء في زمن الكورونا أو الغناء يتحدى حصارالكورونا تعبير ينطبق على حفلات «أون لاين» التي تحييها حدثنا عن هذه التجربة؟
■ أولا كانت هناك حفلة الموسيقار عمر خيرت منذ 3 سنوات في دار الأوبرا وأنا كنت ضيفا عليها بأغنية «عارفة» من ألحانه وكلمات الشاعربهاء جاهين، أما عن حفلتى أون لاين على السوشيال ميديا فقد حققت مشاهداتها في الساعة الأولى 120 ألف مشاهدة، وكنت «تريند» على «تويتر» وأرى إن جدية الوضع الحالى وإحساس الناس بخطورة موضوع الفيروس وعظم الأزمة جعلهم بالتأكيد يلتزموا بالتواجد في منازلهم وأصبحت وسيلة اتصالهم بالعالم ومتابعة الأحداث وحتى لجوئهم لوسائل الترفيه هو عبرمشاهداتهم للقنوات التلفزيونية والإذاعية وبالطبع الاهتمام بالسوشيال ميديا وأعتقد إن الحفلتين حصلوا في توقيت كانت الناس في حاجة إليهم لإن لا عمر خيرت ولا العبدلله حنقدم شىء يخجل الجمهورمن الاستماع إليه.
والحمد لله فإن الأغانى اللى غنيت في الحفل كانت معدة بإتقان وبساطة حتي أن الموسيقيين الذين عزفوا معي كانوا حافظين بشكل جيد وعملنا بروفات وتحضيرات كثيرة جدآ قبل ظهورنا أمام الناس ولم يكن عددنا كبيرا في الاستوديو الأمر الذي حقق الألفة والحميمية بيننا وبين الجمهور,وبإذن الله لن تكون آخرحفلة لأنى وقد وعدت الناس بحفل كل أسبوعين وربنا يقدرنى أنا وغيرى من الفنانين إننا نحقق جزءا من السعادة للناس لأن الفن والجمال سلاح يقاتل للإحباط والتعاسة ولعل حفل يوم 16 يناير 2020 في دار الأوبرا المصرية كانت من أهم الحفلات اللى غنيت فيها من بعد الحفلة اللى قدمنى فيها الموسيقار بليغ حمدى ليلة رأس السنة عام 1977 لإنها كانت تكريما من وزيرة الثقافة الفنانة الدكتورة إيناس عبدالدايم بسبب حصولى على جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب في مجال الطرب لأول مرة في تاريخ الجائزة , والحقيقة إن الوزيرة أتاحت لى فرصة الغناء على أوركستر كبير مكون من 82 عازف تحت قيادة المايسترو أحمد عاطف وغنيت في الحفلة 23 أغنية , والحقيقة إن الحفلة حققت دخل كبير لدار الأوبرا.
هل هناك مشروع دويتو مع الكينج منير؟
■ كنت طلبت من الشاعر سالم الشهبانى إنه يكتبلى دويتو لإنه لون غنائى جميل مابيتعملش كتير أيضا نجد أن معظم الأغانى الحديثة التي غناها اثنان من المطربين نجد موضوعها يمكن أن يغنيه شخص واحد ولكن نجد إتنين يغنونها ولانفهم ما الداعي هنا للدويتو!! إذا كان بالإمكان أن يعنيها مطرب واحد، وعلينا أن ندلل على ذلك بالأغاني الدويتو «بتاعة زمان» سنجد أن الدويتو له مبرر فني يستدعيه موضوع الأغنية مثل شحات الغرام أو تعالى أقولك أو حكيم عيون أو غيرها حيث المقطع الذي بيغنيه الحبيب مختلف عن المقطع اللى يخص الحبيبة، المهم إن سالم البشهباني كتب دويتو «باضحك من قلبى» ولحنه شادى مؤنس فلما سمعناه لقينا إن الصوت النسائى المناسب للحن هو صوت حنان ماضى وخصوصا إنه كانت لن تجارب غنائية ناجحة سابقة معها غنينا من ألحان الموسيقارعمر خيرت ( دويتو مسلسل اللقاء التانى) ومن ألحان الموسيقار ياسر عبدالرحمن (دويتو نهاية مسلسل المال والبنون) وحين طلبت من حنان ماضي أن تغنى معي هذا الدويتو وسمعت الكلمات واللحن أعجبها الموضوع وبالصدفة سجلنا الأغنية قبل الحفلة بأيام قليلة، وحين اقترحت عليها إن تشاركني الغناء في حفل التكريم وافقت وغنينا للجمهور ثلاث أغانى والناس كانت سعيدة جدآ بهذه الفقرة تحديا، والحقيقة أن موضوع الدويتو القادم هو مشروع مؤجل بينى وبين الملك محمد منير أرجو إنه يتم عن قريب بإذن الله.