تصاعدت ردود الأفعال نحو عرض مسلسل «عمر» على شاشات «إم بى سى» و«تليفزيون قطر»، بعد انضمام مفتى السعودية إلى الأزهر الشريف فى موقفه الرافض لتجسيد الخلفاء الراشدين، وعدم إجازة المسلسل، وعلى إثره اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعى المطالبة برفض عرض المسلسل، الذى وصلت تكلفته إلى 50 مليون دولار، «المصرى اليوم» اقتربت أكثر من الأحداث وتحدثت مع الشركة المنتجة وعدد من الممثلين المشاركين فى العمل لمعرفة رأيهم فيما يحدث، وموقفهم لو تم وقف عرض العمل.
ونفى مصدر مسؤول فى مجموعة قنوات «إم بى سى» لـ«المصرى اليوم» فى تصريحات خاصة ما تردد مؤخرا حول قرار المجموعة بوقف عرض المسلسل لو وصل عدد التصويت ضده إلى مليون صوت على أحد مواقع الإنترنت، وقال: كل ما يثار حول المسلسل من تصريحات وخلافه ليس له أى أساس من الصحة، حيث إن مجموعة «إم بى سى» ومؤسسة «قطر للإعلام» وفرتا جميع الإمكانيات لخروج المسلسل بأفضل شكل ممكن، لدرجة أنه سيذاع فى خمس قارات، وفى عدد كبير من الفضائيات فى دول العالم، وقد تم إنفاق مبالغ مالية طائلة على التصوير والإخرج والرسوم المتحركة والديكور، حيث تمت إعادة بناء مكة والمدينة بالشكل القديم، وتمت الاستعانة بشركات عالمية فى الرسوم المتحركة والجرافيك، وشارك فى العمل أكثر من 300 ممثل، لذلك يعتبر المسلسل أضخم عمل درامى فى تاريخ التليفزيون العربى، وهو يجسد سيرة الخليفة والصحابى عمر بن الخطاب، ونسعى من خلاله إلى توصيل رسالة سامية وقيم نبيلة، ويتطرق إلى ما يحمله «الفاروق» من قيم وصفات تحلى بها، منها: العدل والحكم الصالح والحكمة والتسامح والروح القيادية والبطولة، كما يسلط الضوء على الصفات الشخصية للخليفة، إضافة إلى البيئة الاجتماعية التى كانت سائدة وقتها: من حيث القيم والمفاهيم، وكذلك البيئة الجغرافية الطبيعية، والعمل بشكل عام يرتقى للعالمية لعدة أسباب: أولها تناول سيرة شخصية بارزة بهذا الحجم هو «الفاروق عمر» وبتكلفة إنتاجية هى الأكبر فى تاريخ الدراما العربية، وكتبه وأخرجه كل من وليد يوسف وحاتم على، بخلاف لجنة قيمة من العلماء والشيوخ أشرفوا على كتابته وتدقيق الوقائع التاريخية وتعمقوا فى تفاصيل العمل من كل جوانبه.
أضاف مسؤول «إم بى سى»: السبب الثانى فى وصول المسلسل للعالمية هو تهافت أكبر تليفزيونات العالم على عرضه فى القارات الخمس، نظرا لتفهمها أهداف المسلسل السامية، على سبيل المثال لا الحصر: «شبكةATV» التليفزيونية التركية الرائدة، التى ستعرضه لمشاهديها مدبلجا باللغة التركية، وأبرمنا عقدا مع تليفزيون«mcn» لعرضه فى إندونيسيا، هذا إلى جانب دبلجته إلى الإنجليزية والفرنسية لعرضه فى أمريكا وبريطانيا، لذلك يعتبر «عمر» أول مسلسل عربى يتخطى حواجز اللغة ويتيح الفرصة للمسلمين وغيرهم للاطلاع وفهم مسيرة عمر بن الخطاب والصفات التى تحلى بها.
وتابع: عمل بهذا الحجم لم يكن وليد المصادفة، بل نتاج سنوات طويلة من العمل المتواصل لأنه يسعى إلى إعادة كتابة التاريخ عبر الدراما، فلابد أن يكون دقيقا ومحترفا وحريصا على توثيق كل معلومة.
عبدالعزيز مخيون، الذى يجسد شخصية «أبى طالب» عم الرسول قال: لا أعلم لماذا أثيرت كل هذه الضجة قبل عرض المسلسل، فمن المفترض أن ننتظر ونشاهد، ثم نصدر الأحكام بدلا من رفع أسنة الحراب، لكن للأسف الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى يتم استخدامها فى منطقتنا العربية بطريقة خاطئة، بعد أن أصبحت متنفساً لأى شخص يرغب فى التعبير عن رأيه حول قضية أو موضوع محدد، وبناء على ذلك يبدأ الآخرون فى تكوين رأى ومواقف مضادة لما يقال، ثم تنتشر الشائعات بشكل غريب جداً، لذلك أطالب الجميع بالتمهل والانتظار لحين عرض المسلسل، ثم نبدأ فى انتقاد العمل أو مهاجمته.
وعن رأيه فى ظهور الصحابة على الشاشة قال: لا أرى مانعا، طالما التطرق يكون لحياة أشخاص أفادوا المجتمع ومن الممكن التعلم منهم والاقتراب من شخصياتهم، كما أن الممثل الذى جسد دور «الفاروق عمر» تم التعاقد معه بعد أن وضعوا له شرطا جزائيا بألا يشارك فى أى عمل آخر لمدة 5 سنوات مقبلة، حتى لا يجسد أدوارا قد تسىء للشخصية الجليلة التى قدمها، إضافة إلى أن العمل تم تصويره بطريقة محترفة جدا، ويكفى أن من كتبه هو أكبر كاتب فى الوطن العربى، الدكتور وليد يوسف، وأخرجه المبدع حاتم على، بخلاف لجنة المراجعة المكونة من 12 عالما جليلا، على رأسهم الشيخ يوسف القرضاوى وعدد من شيوخ السعودية.
وقالت ألفت عمر، التى تجسد دور زوجة «الفاروق عمر» لـ«المصرى اليوم»: عندما تلقيت عرضاً لتجسيد الشخصية بادرت وسألت الشركة المنتجة عن إمكانية ظهور شخصية عمر بن الخطاب على الشاشة، فأكدوا لى ذلك، فقلت لهم هذا مخالف للشرع، فأجابونى بأنهم حصلوا على جميع الموافقات، وبالفعل عندما وصلنى السيناريو وجدت فى الصفحة الأولى قائمة من علماء المسلمين من عدد من الدول العربية أجازوا خلالها العمل، لذلك لم أتردد فى التعاقد وخوض التجربة التى أعتبرها الأضخم إنتاجا على مستوى الوطن العربى، حيث تم التصوير بين عدد من الدول العربية بتقنيات عالية جدا فى التصوير والإخراج، هذا بخلاف الديكورات الضخمة، وتمت الاستعانة بمصمم الملابس والماكيير من إيران، وبصراحة شديدة هما على درجة عالية من الاحترافية لدرجة أن أى شخص سيشاهدنى فى المسلسل لن يتعرف على شخصيتى بعد تغيير ملامح وجهى بشكل كامل.
وأضافت: العمل يحمل رسائل كثيرة سوف يستفيد منها الحاكم والشعب فى الوقت نفسه، لأنه يتطرق إلى كيفية معالجة «الفاروق عمر» للأزمات وكيف يتعامل مع المرأة ومواقف كثيرة تظهر سماحة الإسلام، ومن وجهة نظرى أعتبر أن عرض المسلسل سيكون مهماً جدا حتى يعرف الجيل الجديد حقيقة حقبة تاريخية مهمة للإسلام.