قرر بنك مصر– ثانى أكبر بنك حكومى بالسوق المحلية– تأجيل الاحتفال بمرور مائة عام على تاريخ إنشائه وتأسيسه، والذى وافق أمس الأول، إلى ما بعد انقشاع أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد.
وقال محمد الأتربى، رئيس البنك، بمناسبة مرور مائة عام على إنشاء وتأسيس هذه المؤسسة العريقة «بنك مصر» كأول بنك مملوك بالكامل للمصريين على يد الاقتصادى العظيم طلعت باشا حرب: فى هذا المقام كان البنك يعد لاحتفالية تليق بمكانته خلال يونيو المقبل.
وأضاف الأتربى، فى رسالة وجهها إلى العاملين بالبنك، وحصلت «المصرى اليوم» على نسخة منها، أنه بالنظر إلى الأحداث الراهنة وتداعياتها، تم إرجاء تنظيم هذه الاحتفالية إلى حين تجاوز هذه المرحلة وعودة الحياة إلى سابق عهدها.
وتابع رئيس بنك مصر: «شرف وفخر لنا جميعا الانتماء إلى هذه المؤسسة، التى أسهمت بقوة فى دفع عجلة الاقتصاد، وكان لها دور وطنى فى جميع المجالات، وأثبتت متانتها وقوتها فى جميع مراحلها، ويجب علينا أن نفتخر بما قدمه المعلمون السابقون والحاليون فى نهضة هذا الصرح، وأننا جميعا أبناء لبنك مصر».
ووجه محمد الأتربى رسالته إلى جميع العاملين، قائلا إنكم فخر بنك مصر، وما يشهده البنك من الحصول على جوائز التميز فى جميع المجالات يرجع إليكم جميعا، وما يتم بذله من جهد خلال الظروف الراهنة إنما هو أمر يدعو إلى الفخر والاعتزاز بجميع أفراد أسرة العاملين بالبنك، ولاسيما أصحاب الخطوط الأمامية، لدورهم الفعال والحيوى خلال هذه الفترة العصيبة.
من جانبه، أكد عاكف المغربى، النائب الأول لرئيس بنك مصر، ل«المصرى اليوم»، استمرار الدور الريادى فى دعم الاقتصاد المصرى والمسؤولية الاجتماعية، وكذا التكنولوجيا، مشيرا إلى تخصيص البنك نحو 750 مليون جنيه لتنمية المجتمع، ومشاركته فى جميع مبادرات البنك المركزى واتحاد البنوك، حيث تبرع بنحو 80 مليون جنيه مؤخرا لمواجهة التأثيرات الاقتصادية لفيروس كورونا.
«المصرى اليوم» تجولت داخل المقر التاريخى لبنك مصر، ومتحف طلعت حرب المقام داخله، والذى يضم العديد من المقتنيات النادرة الخاصة بالاقتصادى الراحل العظيم، والبنك ومنشآته التابعة منذ إنشائه.
وتم افتتاح المتحف بعد إعداده هندسيا وفنيا وأمنيا، فى 11 مايو 2011، فى حفل كبير احتضن رؤساء البنك السابقين وأسرة المرحوم طلعت حرب باشا. ومنذ ذلك التاريخ وحتى الآن أصبح متحف بنك مصر قبلة للزائرين العرب والأجانب من الشخصيات العامة والعادية.
ويزخر متحف بنك مصر بمقتنيات شخصية ووثائق ترتبط بطلعت حرب باشا، وترصد جوانب مهمة من تاريخ مصر تكشف العديد من أسراره كمؤسس أول بنك وطنى. ومن أمثلة بعض المقتنيات كتاب «علاج مصر الاقتصادى ومشروع بنك المصريين» و«قناة السويس»، وهما كتابان أحدهما باللغة العربية والآخر ترجمة له باللغة الفرنسية، عبارة عن أعمال المؤتمر المصرى الأول، والذى تمت فيه مناقشة أحوال البلاد الاقتصادية والاجتماعية.
كما يضم المتحف أيضا خريطة لقناة السويس وتقارير عن البلاد المقدسة، وملحقا خاصا بمجلة اللطائف المصورة، والعديد من محاضر اجتماع مجالس الإدارة ويتضمن أيضا نص خطاب استقالة طلعت حرب.
ويضم المتحف أيضا بعض المقتنيات الشخصية لطلعت حرب، مثل علبة لعبة الدومينو، وعصا من الخشب، يدها محلاة بنقوش من الذهب مع الحروف الأولى من اسم طلعت حرب بالإنجليزية MTH، بالإضافة إلى مجموعة فناجين وأطباق خاصة به، وتحمل الأحرف الثلاثة الأولى من اسمه «م ط ح»، وعلبة النشوق الخاصة بطلعت حرب باشا، والمصنوعة من الخشب المطعم بالصدف، وساعة مكتبة ذات وجهين، محفور عليها اسم طلعت حرب باشا، وساعة أثرية كبيرة بالبندول، تعمل حتى الآن، ومقياس للضغط الجوى والحرارة، وفوقه جزء من كسوة الكعبة المشرفة، مهداة من العاهل السعودى الراحل، الملك عبدالعزيز آل سعود، لطلعت حرب عام 1937م. كما يضم المتحف قلادة النيل العظمى، التى منحت لاسم طلعت باشا حرب، من الرئيس الراحل محمد أنور السادات، عام 1980م، خلال الاحتفال بالذكرى 60 لتأسيس بنك مصر، وتوجد أيضا صورة شهادة الباشاوية من الملك فؤاد، ملك مصر، إلى محمد طلعت حرب.
ويحتوى المتحف على سجل خاص، يضم توقيع الملك فاروق والرئيس الفرنسى ألبير لوبرون، بمناسبة افتتاح جناح شركات بنك مصر بالمعرض الدولى بفرنسا عام 1937م، وسجل خاص يضم توقيع الملك فاروق خلال زيارته لبنك مصر فى يوليو 1944م ونوفمبر عام 1945م.