مأتم على كورنيش النيل انتظارًا لخروج باقي ضحايا «لنش المعلم»

كتب: حسن أحمد حسين, عاطف بدر السبت 07-07-2012 18:06

تحولت منطقة الكورنيش المواجهة لماسبيرو إلى مأتم كبير، حيث تعالت صرخات أهالى ضحايا المركب النيلى «لنش المعلم»، وسقط بعضهم، فاقدا القدرة على الحركة والكلام – بصورة مؤقتة - وواصلت قوات الإنقاذ النهرى جهودها، للتوصل إلى الجثتين المختفيتين، فيما صرحت نيابة بولاق أبوالعلا بدفن 4 جثث من الضحايا، تم انتشالها، وقالت التحقيقات الأولية إن الحادث راح ضحيته 6 أشخاص وتم إنقاذ 13 آخرين، وإنهم كانوا فى رحلة نيلية وإن المركب اصطدم بالأعمدة الخرسانية لكوبرى أكتوبر، وحدث به شرخ، وإن قائده صمم على استكمال الرحلة، بدعوى عدم تأثير الحادث على سلامة المركب، وواصل إلى كوبرى 15 مايو، ووقعت الكارثة.

أضافت التحقيقات وأقوال شهود العيان أن المياه غمرت المركب، وسقط الجميع فى النيل، وأن الأهالى ساعدوا فى إنقاذ الضحايا، ومنعوا حدوث كارثة، واستمعت النيابة لأقوال الشهود، الذين أكدوا أن قائد المركب مدحت حسنين بيومى رفض الاستجابة لأوامر صاحب المركب، الذى طلب منه عدم مواصلة الرحلة والعودة إلى الشاطئ، فور علمه باصطدام المركب، حرصا على سلامة مستقليه، وليتم فحص المركب والتأكد من سلامته.

وانتقلت قيادات أمنية إلى مكان الواقعة بإشراف اللواء عبدالعزيز توفيق، مدير إدارة الدفاع المدنى، والعميد طارق ممتاز، وتبين أن المركب كان يستقله 19 شخصاً فى رحلة نيلية، وأن حمولته الفعلية 15 راكباً فقط، ونجحت القوات فور وصولها فى إنقاذ 13 شخصاً، بينما غرق 6 أشخاص هم: على حسنين محمود «54 سنة» وبسنت حنفى «20 سنة» وفتاة مجهولة فى العقد الثالث من العمر، وطفل رضيع، وجار البحث عن شاب يدعى محمد على حسنين «28 سنة» وفتاة فى العقد الثانى من العمر، والطفل فارس محمد على.

«المصرى اليوم» رصدت تفاصيل المأساة، والتقت أسر الضحايا والشهود. فى البداية قال هانى سمير -ابن عم الغريق محمد على حسنين- إن والد الضحية وأقاربه استقلوا المركب فى فسحة نيلية وأثناء تحركه، اصطدم فى أحد أعمدة كوبرى أكتوبر، وحدث شرخ فى جسم المركب، وحضر 2 من المراكبية، وطلبا من قائد المركب المنكوب مساعدته، ونقل الركاب إلى مراكبهم، إلا أنه رفض وأصر على مواصلة الرحلة، مؤكدا أن المركب سليم، وسيكمل الرحلة حتى يأخذ الأجر كاملا.

قال عادل صبرى - أحد الباعة الجائلين - إنه رأى المركب يميل على الجانبين، وإن مجموعة من أصحاب المراكب اقتربوا منه ونادوا على قائده بصوت عال «حاسب المركب بتغرق»، إلا أنه أصر على استكمال الرحلة حتى النهاية، وبالقرب من كوبرى 15 مايو غمرت المياه المركب، وسقط الركاب فى المياه، وبدأت عمليات الإنقاذ من الأهالى، حتى وصل رجال الإنقاذ النهرى، الذين نجحوا فى انتشال 4جثث وإنقاذ باقى الركاب.

وعلى الرصيف سقطت سيدة تصرخ بحالة هيستيرية تنادى على ابنها، الذى لم تنجح قوات الإنقاذ فى انتشاله حتى الآن، وقالت: «أتمنى أن أرى ابنى ولو جثة هامدة»، ثم سقطت على الأرض، وأصيبت بفقدان الحركة والقدرة على الكلام، وقال مقربون منها إنها نصحته بألا يذهب إلى هذه الرحلة، لكنه أصر على أن يشارك أقاربه فسحتهم. وقالت أم حمادة إنها فقدت أعز ما تملك زوجها وابنها وحفيدها فى المركب الغارق، وإنها شاهدت جثتى زوجها وحفيدها، وتنتظر على احر من الجمر رؤية ابنها الذى لن تراه للأبد، ورفضت الحديث بكلمات أكثر من ذلك.

وتواصل قوات الإنقاذ النهرى عملها فى محيط المكان الذى شهد الواقعة، بحثا عن الجثتين المختفيتين، اللتين لم يتم العثور عليهما حتى الآن، وتسود حالة من الفوضى، بسبب التأخر فى العثور على الجثتين، وأكدت أسرتا الغريقين أن القوات تتحرك منذ حدوث الكارثة حتى الآن فى مكان واحد، رغم مرور ساعات طويلة على الحادث، واحتمال تحرك الجثتين بعيدا عن مكان الواقعة بفعل التيار.

فى السياق نفسه، قال اللواء ماهر مراد، نائب مدير أمن القاهرة لقطاع الجنوب، إن القوات وصلت إلى مكان الواقعة، بعد دقائق من البلاغ، وتمكنت من انتشال 14 شخصا، وانتشلت 4 جثث وجار البحث عن غريقين آخرين لم يتم العثور عليهما، وإن الشهود أكدوا أن المركب اصطدم بقاعدة كوبرى أكتوبر، وتعرض لشرخ، وطلب المراكبية من السائق نقل الركاب من المركب، لكنه أصر على الإبحار، حتى يحصل على الأجرة، لأن الأجرة يتم تحصيلها بعد انتهاء الرحلة وليس قبلها. كانت غرفة الحماية المدنية فى أمن القاهرة قد تلقت بلاغا من الأهالى بغرق مركب فى النيل أمام منطقة بولاق أبوالعلا، فانتقل إلى مكان الواقعة مدير إدارة الحماية المدنية، وقيادات من أمن القاهرة، وتبين أن المركب النيلى «لنش المعلم» اصطدم بعمود كوبرى أكتوبر، وتعرض لشرخ، وأن المياه غمرته عند كوبرى 15 مايو، وتمكنت القوات من إنقاذ 14 راكبا وغرق 6 آخرون، تم انتشال 4 منهم، وتواصل قوات الإنقاذ النهرى البحث عن جثتين.