أعلن أعضاء ائتلاف شباب الثورة، الذين يمثلون التيارات السياسية الليبرالية والإسلامية واليسارية والقومية، السبت، حل الائتلاف وغلق صفحته الرسمية على «فيس بوك»، التي تضم نحو 200 ألف مشترك.
وقدم أعضاء الائتلاف في مؤتمر صحفي عقدوه بساقية الصاوي، السبت، كشف حساب عن مواقفهم السلبية والإيجابية، خلال عام ونصف العام من الفترة الماضية، التي تواجد فيها الائتلاف على الساحة السياسية.
وخلال المؤتمر بعث الدكتور محمد البرادعي، وكيل مؤسسي حزب الدستور، والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وحمدين صباحي، المرشحان السابقان في الانتخابات الرئاسية، بـ«3» رسائل أكدت على استمرار الثورة، والحفاظ على حقوق الشهداء والمصابين.
وأشار أعضاء الائتلاف إلى انقسامهم لثلاثة أقسام بعد حله، حيث سينضم القسم الأول منهم، والذي ينتمى للتيار الليبرالي والوسطي والإسلامي، إلى الجبهة الوطنية التي تم تدشينها قبل إعلان النتيجة النهائية للانتخابات الرئاسية، أما القسم الثاني فينتمي إلى التيار اليساري، وأعلن أعضاؤه الانضمام إلى التيار الثالث الذي يقوده المرشح الرئاسي السابق، حمدين صباحي، أما القسم الثالث فسيعود أعضاؤه إلى الكيانات السياسية التي انضموا من خلالها إلى عضوية الائتلاف.
وقال خالد السيد، ممثل حركة شباب من أجل العدالة والحرية في الائتلاف، وعضو المكتب التنفيذي، إن «الائتلاف شاهد على 4 مشاهد منذ إعلان تأسيسه، الأول منها في 11 فبراير، ويتعلق بخداع القوى السياسية للجماهير، من خلال إقناعهم بتحقيق مطلب مهم وضروري، وهو رحيل رأس النظام وترك الميادين للتفاوض».
وتابع: «المشهد الثاني كان في 19 مارس، حيث استقطاب علماني وديني تسببت فيه قوى الإسلام السياسي، للاستفتاء على التعديل الدستوري، والمشهد الثالث المتعلق بالانتخابات البرلمانية وكيفية حدوثها، حيث كانت انتخابات حرة ولم تكن نزيهة، بعد أن تم توجيه الناخبين فيها، أما المشهد الرابع والأخير، فيتعلق بالانتخابات الرئاسية، حيث عاقبت الجماهير تيار الإسلام السياسي من خلال منحه نصف الأصوات الانتخابية، التي حصل عليها في الانتخابات البرلمانية، وذلك يعكس استمرار المصريين في الحفاظ على ثورتهم».
وأضاف: «َآن الأوان لتشكيل تيار ثوري مدني ، يجمع من يلجأ إلى الثورة الحقيقية، لا من يذهب إلى الإسلاميين خوفًا من المجلس العسكري والعكس، خوفًا من الطرف الآخر»، مجددًا دعوته إلى البرادعي، وأبو الفتوح، وصباحي، للتوحد في ذلك التيار.
وأوضح زياد العليمي، عضو المكتب التنفيذي، أنه تم الإعلان عن حل الائتلاف في 12 فبراير من العام الماضي، عندما تعهد أعضاؤه بذلك حال انتخاب رئيس للجمهورية تسلم إليه السلطة من المجلس العسكرى، قائلا: «خلال العام ونصف العام، الذي ظهر فيه الائتلاف حصلنا على خبرة تضاهي خبرة 10 سنوات في العمل السياسي».
فيما أشار عمرو عز، ممثل حركة شباب 6 إبريل «الجبهة الديمقراطية»، إلى أن حل الائتلاف ليس نهاية المطاف، مشيرًا إلى أن المرحلة الحالية خلقت كيانات جديدة، ودورها قادم في المرحلة المقبلة.
وقال خالد تليمة، أمين اتحاد الشباب التقدمي السابق، إن صفحة الائتلاف سيتم غلقها، السبت، بعد أن تم عرض كشف الحساب عليها، لمدة 24 ساعة، على «فيس بوك»، موضحًا أنه ترك منصبه برئاسة اتحاد الشباب التقدمي، التابع لحزب التجمع، بعد الخلاف مع قيادات الحزب «الفاسدة»، التي ربطتها علاقات قوية بالنظام، حسب وصفه.
وقدم شادي الغزالي حرب، وباسم كامل، وإسلام لطفي، رسائل وجهها البرادعي وأبو الفتوح وصباحي، إلى أعضاء الائتلاف، فقال البرادعي إنه «يتطلع لمستقبل أفضل لأعضائه»، مذكرهم في الوقت نفسه باستمرار الثورة، ومتمنيًا ألا يكون حل الائتلاف نهاية المطاف، فيما قال صباحي: «أدعوكم لتجديد العهد عليّ، أن تظلوا أوفياء لدماء شهدائنا»، بينما اعتذر أبو الفتوح عن عدم المشاركة لأدائه مناسك العمرة، وقال: «كل الخيارات مفتوحة، طالما تؤدي إلى مصلحة مصر، والثورة مستمرة».