لم يتردد اسم على ألسنة جماهير الكرة هذا الأسبوع أكثر مما تردد اسم فهيم عمر.. فالأحداث والمفارقات التى شهدتها مباراة غزل المحلة والأهلى، وأدارها فهيم عمر، أثارت الكثير جداً من الصخب والجدل والظنون والشكوك.. والمفارقات أيضا..
ففهيم عمر الذى كان متهما طول الوقت من كل الناس إلا جماهير الأهلى بالانحياز للأهلى باعتباره موظفا فى إعلانات «الأهرام» التى يرأسها حسن حمدى.. أصبح فجأة مغضوبا عليه من جماهير الأهلى باعتباره حكما تلقى توجيهات وتعليمات بإيقاف الأهلى.. وقناة الأهلى برئاسة خالد توحيد التى كان الجميع يخشونها ويحاربونها باعتبارها ستصبح قنبلة للتعصب والجنون تنفجر فى وجه الجميع كانت هى الأكثر هدوءاً وحكمة بل ظهر على شاشتها زكريا ناصف يؤكد صحة ضربة الجزاء التى احتسبها فهيم عمر ضد الأهلى..
وحسام البدرى الذى تحول إلى فارس يمنحه جمهور الأهلى ثقته المطلقة تحول - لمجرد خسارة مباراة - إلى مدرب بدأ متعصبون قليلون يهاجمونه باعتباره لا يصلح وأخطأ فى استغلال توقف الدورى.. وبينما كانت جماهير كثيرة للأهلى تهاجم فهيم وتشتمه وتتهمه بالتسبب فى هزيمة الأهلى كانت إدارة الأهلى تعترف بأن مستوى الفريق السيئ لم يكن يؤهله للفوز..
ووائل جمعة الذى طرده فهيم عمر لاعتدائه على أحد لاعبى المحلة وانتقدته وهاجمته جماهير المحلة لم يعد مع الأهلى وبقى فى الغربية ليكرمه المحافظ باسم كل الناس فى المحلة وطنطا والغربية كلها.. وحكايات أخرى كثيرة حملت كلها هذا الأسبوع عنوانا واحداً هو فهيم عمر.. الحكم الذى فوجئ قبل المباراة بجماهير المحلة تشتمه وتقذفه بالطوب باعتباره أحد أعداء المحلة لأنه فى مباراة سابقة أمام الشرطة احتسب ثلاث ضربات جزاء ضدهم مع طرد اثنين من لاعبيهم..
وقيل إن قرارات فهيم عمر التى أثارت الجدل وأخطاءه التى أجمع عليها كثيرون كانت طبيعية جدا باعتباره إنسانا تأثر بالتأكيد من استقبال جماهير المحلة له بهذا العنف.. وقد حاول محمد حسام الدفاع عن قرارات فهيم عمر وعن اختيار لجنة الحكام لفهيم لإدارة هذه المباراة.. لكن حسام لم يستطع الاعتراف بأنه نسى تماما أحداث مباراة المحلة والشرطة.. ولو تذكرها حسام ما كان أسند لفهيم هذه المباراة الصعبة..
وباختصار.. فإن اختيار فهيم عمر لهذه المبارة كان خطأ.. وفهيم لم ولن يكون ضد الأهلى أو أى ناد آخر.. وليست هناك أى تعليمات بإيقاف الأهلى.. وضربة الجزاء لم تكن صحيحة والأهلى كان يستحق الهزيمة.. ومتى نفهم كلنا أن أخطاء الحكام ليست بالضرورة فساداً أو سوء نوايا.. ومتى نتخلص من كثير من تناقضاتنا الكروية؟
yayoub@gmail.com