وصف الشيخ إبراهيم منير، مسؤول جماعة الإخوان المسلمين في الغرب، المقيم ببريطانيا، تولي الدكتور محمد مرسي رئاسة الجمهورية والمهام الموكلة إليه بـ«المهمة الاستشهادية»، مؤكدا أن «الرجل في مواجهة تحديات صعبة خلال الـ100 يوم الأولى من حكمه».
وقال في حواره مع صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية في عددها الصادر صباح السبت، إن مهمة الرئيس محمد مرسي في الحكم على قمة السلطة التنفيذية أقرب إلى ما يمكن وصفه بـ«المهمة الاستشهادية»، لأنه «أصبح مسؤولا عن بناء مصر الجديدة كأول رئيس منتخب شعبيا طوال تاريخها، وعليه تجاوز عقبات وعوائق ومفاهيم فاسدة تراكمت خلال عقود من حكم الفرد الفرعون، والتي كان فيها الولاء لشخص الحاكم مقدما على الولاء للوطن وللشعب فترسخت ما يطلق عليها الآن الدولة العميقة من ممارسات لا تعرف الفارق بين الحلال والحرام لا في المال ولا في أعراض المحكومين أو دمائهم مع بيروقراطية متخلفة رهيبة تقضي على أي تقدم وكفاءة لا تعرف معنى الشفافية، وتراجع في كل مؤسسات الدولة وعملها الثقافي والمالي والطبي والتعليمي والخدمي والسياسات الخارجية المتعلقة باستقلالها ومصالحه».
وأكد أن «الدكتور مرسي أمامه ثلاثة تحديات أولها إحسان التوكل على الله، واتخاذ البطانة الصالحة ثم تجاوز بيروقراطية العمل في الأجهزة والوزارات بما لا يهدم اللوائح المنظمة للعمل وبما يصحح ثقافة العاملين فيها ثم إخضاع الجميع بدءا من رأس الدولة إلى أدنى درجة في النظام الإداري إلى القانون والدستور ووقوف الجميع أمامهما متساوين، بعد أن انتهى عهد الرئيس المخلوع وما كان يتمتع به هو وأسرته وبطانته بالحصانة المؤبدة».
ووصف مسؤول الإخوان المسلمين في الغرب الدكتور محمد مرسي قائلا: «هو ليس ملتزما بدينه فقط، بل هو محب له مقبل على الله بروحانية طيبة لا مغالاة فيها ولا تفريط، متواضع منكر لذاته، ومن يتعامل معه يشعر بأنه إنسان بسيط أقرب إلى عامة الناس منه إلى النخبة».
وطالب «منير» شعب مصر أن تحمل زوجة الرئيس لقب «أم المصريين» بعد رفضها ورفض الرئيس أن تحمل اللقب البدعة «سيدة مصر الأولى» الذي تم فرضه على مصر خلال أربعين عاما، كما كان لقب زوجة زعيم ثورة 1919م سعد زغلول باشا، مؤكدًا أن بين الرجلين تشابها كبيرا.
واستطرد «منير» قائلا: «سعد زغلول قاد ثورة شعب بكل أطيافه، ومرسي شارك في ثورة لكل أطياف الشعب، استهدفه النظام البائد بالاعتقال كما فعل الاحتلال بالزعيم الأول وخرج من معتقله إلى ميدان التحرير ليصبح قائدا لها بإجماع الشعب عليه».
وأشار «منير» إلى أن الخلاف بين المجلس العسكري والإخوان لم يصل إلى صراع، لكنه خلاف في بعض وجهات النظر بينهما، مضيفا: «ما أتمناه ويتمناه كل المصريين أن تنتهي هذه الفترة الزمنية التي كادت تسقط فيها الدولة بأسرع ما يمكن خصوصا بعد تسليم السلطة للرئيس».