«جيفارا» السورية: المجموعات السلمية اختفى دورها وراء الدماء

كتب: حنان شمردل الجمعة 06-07-2012 23:07

تقف فى الصفوف الأولى للمتظاهرين. لا تهاب رصاص عصابات شبيحة النظام، فهى دائما فى قلب الأحداث، لدعم الحراك الشعبى فى سوريا، هى المصورة السينمائية والناشطة السياسية جيفارا نمر، التى اعتقلتها السلطات الأمنية السورية مرتين، خلال مشاركتها فى المظاهرات السلمية، فكان لها من اسمها «نصيب».

ورغم ما شاهدته «جيفارا» من أحداث فإنها حرصت على تعديل صورة الأوضاع فى سوريا، لأنها ترى أنها صورة «مبالغ فيها»، يأخذ فيها «الدم» أكثر من حجمه. «سوريا فيها دماء وفيها حركات سلمية شعبية.. فيها جرائم وتسلح وشبيحة وفيها مظاهرات سلمية سلاحها الوحيد اللافتات، الصورة أكثر سلمية وأقل دموية»، هكذا قالت جيفارا فى محاولة منها لتعديل صورة الوضع فى سوريا. حتى مواجهة العنف يمكن أن تكون سلمية، وعن المجموعات السلمية التى اختفى دورها وراء الدماء، تقول جيفارا: «يخرجون إلى الساحات ويصبغون النافورات باللون الأحمر، للتعبير عن رفضهم للعنف، ثم يوزعون منشورات تؤكد سلمية ثورتهم».

«جيفارا» حرصت خلال زيارتها للبلدان المختلفة على الحديث عما وراء «الكاميرا»، ولم تنس عنصراً مهماً أيضا أخفته «الدماء» التى ملأت الكاميرات، فما فعلته المرأة فى ثورة سوريا لن ينساه التاريخ، من وجهة نظر جيفارا، «هى التى وقفت فى الصفوف الأولى بالمظاهرات، حتى تجبر الشبيحة على التفكير ألف مرة قبل إطلاق النار، والآن تشارك السورية فى فرق الإغاثات وتقديم طعام للثوار»، هكذا عددت جيفارا بطولات المرأة السورية فى الثورة.

ما دفع جيفارا وزميلتها ديانا جيرودى، المخرجة الوثائقية، لإعادة تصوير الثورة السورية فى أذهان الشباب العربى، هو ظلام الصورة الحالية الذى دفعها للانصراف عن متابعة أحداث الثورة، تقول ديانا: «المهتمين بالشأن السورى أصبحوا لا يهتمون بمشاهدة الفيديوهات التى تنشر عنها، لأن كل ما يرفع على الإنترنت الآن هو أعمال وحشية وصور لجرائم بشار».

«جيفارا» و«ديانا» جاءتا إلى مصر فى مهمة فنية ثورية، وأرادتا أن تعودا إلى بلادهما سالمتين، لذا اكتفتا بتصوير المشهد الحقيقى ورفضتا تصوير نفسيهما أو نشر صورهما حتى تستطيعا دخول بلدهما فى سلام.