الصبر مر على النفس الإنسانية لأنه ضد هوى النفس.. الإنسان ليس بطبيعته صبوراً فلقد خلق الإنسان من عجل، فالإنسان بطبيعته يريد ما يظنه خيراً له، فهو طفل صغير لا يعرف ما الذى ينفعه وما الذى يضره. والصبر أنواع: الصبر على الابتلاء، والصبر على المعصية، ولكن الأصعب منه الصبر على الطاعة، وأسوأ أنواع الصبر هو الصبر عن الله.. أصعب المصائب هى المصيبة التى ليس لها حد المصيبة فى الدين.. الغضب من الشيطان والشيطان من النار والنار تطفأ بالماء، فبالوضوء تنزل حرارة الغضب.. فيوم القيامة يدخل هؤلاء الذين صبروا على ظلمة فى الدنيا بدون حساب، بمعنى يذهبون من أرض المحشر من قبورهم إلى الجنة، فَيقول لهم رضوان خازن الجنة: كيف تدخلون الجنة ولم ينشر لكم ديوان ولم ينصب لكم ميزان ولم تنتظروا الحساب، فَيقولون للرضوان ويسألونه: أما قرأت القرآن؟! فَيقول: وما فى القرآن؟ فَيقولون: قال عز وجل «إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب»، يقول لهم: كيف كان صبركم..!
يقولون: نحن كُنا اذا أُسئ إلينا غَفرنْا.. وإذا جُهل علينا حَلمنْا.. وإذا اُبتُلينا صَبرنا.. واذا أعطينا شَكرنا.. فَيقول لهم: ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون. هؤلاء هم أهل الصبر، هؤلاء هم الذين يصبرون على أذى الناس وظلمهم. قال على ابن أبى طالب «سأصبر حتى يعجز الصبر عن صبرى، سأصبر حتى ينظر الرحمن فى أمرى، سأصبر حتى يعلم الصبر أنى صبرت على شىء أمرّ من الصبر»..
فعندما تأتينا المصائب لابد أن نأخذ منها المكسب أى الثواب اللاحق بها. اللهم احشرنا مع الصابرين، واجعلنا من أهل الصبر يارب العالمين، اللهم يا راحم الراحمين عاملنا بما أنت أهله ولا تعاملنا بما نحن أهله، أنت أهل التقوى وأهل المغفرة، ارفع عن مصر كل مكروب وسوء، ووفق ولى أمرها ومن يعينه على طاعتك ورخاء هذا الشعب يارب العالمين، وأنزل علينا برحمتك رزقا من السماء لا يجعل يدنا أبدا سفلى بل يجعلها عليا كما هى دائما يارب العالمين، اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، اللهم فك الكرب عن المكروبين وسد الدين عن المديونين ووفقنا بما تحبه وترضاه يارب العالمين.