أدى العشرات من أهالي قرية بولين، التابعة لمركز كفر الدوار بالبحيرة، صلاة الجنازة متباعدين عن بعضهم على جثمان أحد أبناء القرية المتوفى في مستشفى بلطيم للحجر الصحي، والذى تم تحويله إليها، يوم 4 أبريل، من مستشفى الصدر بدمنهور، متأثرًا بإصابته بفيروس كورونا، وشارك 2 من الجيران في إحضار الجثمان من المستشفى ودفنه.
وقال جلال عبدالهادى، من أهالي قرية بولين، إن الأهالي أصروا على أداء صلاة الجنازة على جثمان المتوفى، وأدوا الصلاة متباعدين عن بعضهم ولم يكن هناك تقاربًا من الأهالي، موضحًا أن السيارة التي كان فيها المتوفى كانت تبعد عن الإمام حوالى 4 أمتار، وأن الإمام كان يبعد عن أول صف من المأمومين حوالى مترين، بينما يبعد كل من المأمومين عن الآخر حوالى متر عن الذي بجواره، ويفصل كل صف عن الآخر مترين.
وأشار «عبدالهادى» إلى أن أحد المواطنين قام بإمامة صلاة الجنازة مع التنظيم، وقام المصلون بتنظيم أنفسهم ذاتيًا لأداء الصلاة، وأتم جميع المشاركين في الجنازة كانوا يرتدن الكمامات ومن كان منهم بلا كمامة قام بتغطية الأنف والفم بواسطة «شال»، وراعوا في أداء صلاة الجنازة احتياطات الأمان من خلال التباعد عن بعضهم، وانصرفوا عقب أداء صلاة الجنازة، دون سلام باليد أو تقارب.
وأوضح أن الأهالي اصطفوا على الطريق المؤدى للمقابر لأداء صلاة الجنازة، قبل حوالى نصف ساعة من حضور الجثمان للقرية من مستشفى بلطيم في محافظة كفر الشيخ والتي كان محتجزًا فيها للعلاج من فيروس كورونا، وأصيب به 6 من أبناء القرية، تم نقلهم إلى مستشفيات الحجر الصحى.
وأضاف «عبدالهادى» أن نجلي المتوفى وشقيقه واثنين من جيرانه هما اللذين استلما الجثمان، وقاما بنقله إلى المقابر لدفنه فيها، موضحًا «المتوفى مالوش غير أخ واحد وكلنا جيران والجيران لبعضها وماحدش ضامن عمره، وإحنا عندنا 6 من أبناء القرية أصيبوا بالفيروس منهم المتوفى الله يرحمه»، مشيرًا إلى أنه عقب صلاة الجنازة قام نفس الأشخاص الذين أحضروا الجثمان بدفنه، وفق قواعد وتعليمات وزارة الصحة.
من جانبه، قال النائب محمود عادل شعلان، عضو مجلس النواب عن دائرة بندر ومركز كفر الدوار بمحافظة البحيرة، إنه تم دفن ضحية فيروس كورونا المستجد بمسقط رأسه في قرية بولين، مساء الجمعة، والذى توفي في مستشفى العزل ببلطيم، وتم الدفن وفقًا لتعليمات وزارة الصحة والإجراءات الوقائية الخاصة بعمليات دفن الضحايا بحضور مشرفين من الحجر الصحي.
وأضاف «شعلان»، في بيان له، أن «أطباء الطب الشرعي أكدوا أن الفيروسات لا تتكاثر داخل جسد الميت ولا تعيش داخل الخلايا الميتة، ولكن الفيروس ينتقل من الشخص الحي عن طريق الرذاذ، وليس هناك خطورة على الإنسان من جثمان المتوفى المصاب بفيروس كورونا بعد دفنه».
وِأشاد «شعلان»، بوعي الأهالي في قرى كفر الدوار، وأهالي قرية ضحية فيروس كورونا، مشيرًا أن الإصابة بفيروس كورونا ليست جريمة، ويجب على الجميع التزام المنازل حتى تمر تلك الفترة الحرجة.
ونعى عضو مجلس النواب، ضحية فيروس كورونا، والذى قال إنه «شهيدًا» متقدمًا بخالص العزاء لأسرة الضحية في الفقيد تغمده الله واسع رحمته.