«أسوشيتد برس»: مرسي يطرح الوعود «السخية» رغم شكه في تحقيقها

كتب: فاطمة زيدان الثلاثاء 03-07-2012 18:57

لايزال المشهد السياسى فى مصر في أعقاب فوز الدكتور محمد مرسي برئاسة الجمهورية، يهيمن على تغطية الصحف الأجنبية، التي رأت أنه يسعى لمحاكاة أسلوب حكم الخلفاء المسلمين، الذين في ظل حكمهم شهد الإسلام عصره الذهبى، كدين لا يوفر الإرشاد الروحى فقط ولكن وسيلة للحياة أيضاً.

وأكدت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية أن مرسي يسعى لكسب تأييد ومحبة الشعب المصري عن طريق إظهار نفسه على طبيعتها بأنه رجل بسيط ومتواضع لا يهتم بزخارف الحياة.

وأوضحت الوكالة أن وقوف مرسي أمام عشرات الآلاف فى ميدان التحرير، وفتح صدره لإثبات أنه لم يكن يرتدى سترة واقية من الرصاص، رسالة واضحة مفادها أنه ليس لديه ما يخشاه، لأنه يرى نفسه الممثل الشرعى للثورة فى مصر.

وأضافت أن خطاباته تكشف عن «سياسة شعبوية» حيث كانت مليئة بالوعود السخية على الرغم من أن الكثيرين يشككون فى أنه قد يتمكن من تحقيقها، موضحة أن أسلاف مرسي في الحكم كان لديهم بعض المميزات، فمبارك كان بطل حرب وبقي فى السلطة لفترة كافية ليصبح اسمه مألوفاً فى العالم، وكان أنور السادات محبوبا من قبل الغرب، فقد فك الارتباط بين مصر والاتحاد السوفيتى، وصنع السلام مع إسرائيل، وجمال عبدالناصر كان قومياً عربياً، والبطل المناهض للاستعمار الذى يحظى باحترام وإعجاب فى أنحاء العالم العربى.

وتابعت: «أما مرسي، على النقيض من ذلك، فقد كان قبل عدة أشهر غير معروف، بدون مهارات خطابية، ولا تاريخ عسكرى، ولا مكانة دولية، ولكن يسعى لمحاكاة أسلوب حكم الخلفاء المسلمين، لإحياء عصرهم الذهبى».

وأكدت مجلة «فورين بوليسي» إنه على الرغم من أن مبادئ الرئيس المنتخب بعيدة كل البعد عن قيم الغرب الليبرالية إلا أنه لابد من إعطائه الفرصة كاملة للحكم عليه، معتبرة أنه أصبح زعيماً لأكبر دولة عربية فى العالم، ولديه منبر قوى، وقراراته ستؤثر على مستقبل الشرق الأوسط بأسر ومسار الصراع الفلسطينى - الإسرائيلى، محذرة من أن «أى محاولة لمعاقبته أو عزله ستكون خطأ فادحاً».

وتابعت المجلة: «يتعين على العالم احترام وعوده، المالية والسياسية على حد سواء، لمصر»، محذرة من أن «حجب المساعدات الأمريكية سيؤثر على الشعب المصرى نفسه وليس على مرسي، وليس هناك أى سبب لإيذاء هذا الشعب، الذين عانى من الفقر والفوارق الاجتماعية».

كما اعتبرت مجلة «نيوزويك» الأمريكية أن السياسة التى تتبناها إدارة الرئيس باراك أوباما الحالية إزاء مصر تعد دليلاً على مدى نجاح الإدارة فى التعامل بشكل جيد مع تراجع نفوذ الولايات المتحدة وتأثيرها عالمياً.

وأضافت المجلة أن مصر كانت منذ السبعينيات أحد أعمدة الهيمنة الأمريكية فى الشرق الأوسط، فقد ساهم «حكامها المستبدون» فى تحقيق السلام مع إسرائيل، وتعاونوا مع الجهود التى تقودها الولايات المتحدة لإجبار الفلسطينيين على أن يحذوا حذوها، وساعدوا أمريكا فى معاركها المتعددة ضد الإسلاميين واليساريين، وتابعت: «صحيح أن مبارك وسلفه السادات لم يكونا مثاليين، فقد عززا من العداء لأمريكا وإسرائيل، وأحرجا واشنطن بسياسات القمع والفساد، لكن على مدار أكثر من 3 عقود، كانت مصر يقودها رجال أكثر دعما للسياسات الأمريكية».

وفى السياق نفسه، أكدت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية أن مرسي يواجه معركة مريرة مع القيادة العسكرية حول تشكيل الحكومة المقبلة، مشيرة إلى أن الجيش الذى تنازل عن السلطة فى احتفال كبير، السبت الماضى، يمثل الآن شريكاً غير مريح له، مع تنافس كل طرف على السلطة فى ظل نظام حكم غير واضح المعالم علاوة على حالة التخبط التى تسود المرحلة الانتقالية.

وأكدت الصحيفة أن المهمة العاجلة التى تنتظر مرسي هى اختيار مجلس وزراء، وهى مهمة صعبة للغاية، لأنها تخضع لتدقيق ورقابة القادة الليبراليين الذين وافقوا على دعمه فى مواجهة «شفيق».

فى حين كشفت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية أنه يجب على الرئيس الجديد أن يكون زعيماً لكل المصريين، مشيرة إلى أنه لأول مرة فى العصر الحديث يصبح لمصر رئيس إسلامى، وهو ما يعد بمثابة تحول زلزالى فى تاريخها حيث أثار آمال المسلمين المحافظين، وألقى الرعب فى قلوب المسيحيين والليبراليين.