الرب.. من تعاريف معنى اسم الرب أنه يربى، ونحن الآن نتربى نحن أمام اختيارين إما أن نتابع أخبار البلد المتلاحقة بإحباط، أو اتباع سنة رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام وسط الأزمات المتلاحقة، فقد وعظنا رسول الله موعظة بليغة ذرفت منها العيون حيث قال (من يعش منكم بعدى فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بِسُنَّتِى، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذ).. فالنفوس تختلف عن النفوس أيام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فعلينا التمسك بسنته.. سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام علمنا أن نأخذ بالأسباب فى الظاهر والوقوف على باب الله فى الباطن.. فلقد تعلمنا ألا نترك المشاكل تجتاح حياتنا، أى لا تسيطر على كل شىء فيها، وأن ننشغل بمساعدة الأمة إن استطعنا. لقد جعلنا الله فى مصاف الأنبياء وطلب منا التشبه بهم قال تعالى «وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين» فقد أوصانا الله تعالى بفعل الخير.. ففى عز النكبات التى نمر بها نحاول أن نفعل أى عمل خير، فلا نترك هذه النكبات تجتاح حياتنا.. إن فعل الخيرات وإنصاف الفقراء والمساكين والعمل على راحتهم وسد جوعهم وكساء فقيرهم لهو أكثر ثوابا من التشاحن والتعارض والصراع السياسى فما أعظم هذا الإنسان الذى يعطى دون أن يأخذ، يمنح دون أن ينال، وما أتعس هذا الإنسان الذى يضن على نفسه بعمل الخيرات، فالرسول عليه الصلاة والسلام كان نموذجا للعطاء فى وقت المحن، وسار على دربه من بعده الخلفاء والصحابة. أقول لكل مصرى فقد البوصلة للطريق الصحيح إنه آن الأوان أن تتجه لخدمة أناس من حولك يحتاجون ولا يطلبون، ولا تحرم نفسك من عمل الخير فى ظل تلك الشدائد والمصاعب التى نعيشها. إنها دعوة لعمل الخير أوجهها لجميع المتشاحنين: افعلوا الخير وقدموه على أى صراع سياسى، اشعروا بالفقراء والمحتاجين وانزلوا لهم، وأعدوا جميعا لمليونية لمكافحة الفقر ورفع المعاناة عن الفقراء، حاولوا أن تضعوا ابتسامة على وجوه حزينة يكسوها البرد والجوع .. يا رب يا من يرى ما فى الضمير ويسمعه، أنت المعد لكل ما يُتوقع، أنت المرجو فى الشدائد كلها، امنن، فإن العطف منك أوسع يا الله، يا واسع نج مصر والمصريين يا رب يا رب أزفت الآزفة ليس لها من دون الله كاشفة يا الله انظر لبلد أنت أحببته وجعلت حبيبك يحبه ودفن به آلاف الصحابة، يا الله يا رب العالمين، وصل الله وسلم وبارك على راحم المساكين.
ellissyamr@ymail.com