خواطر داعية ملّ السياسة والساسة

ناجح إبراهيم الأربعاء 12-12-2012 22:06

مللت الحديث فى السياسة مجدداً، وأردت أن أكتب اليوم عن عشقى وحبى الأثير، وهو الدعوة إلى الله، لأخط لقرائى هذه الخواطر الدعوية:

1- التحدى الأكبر اليوم أمام الإسلاميين هو كيفية الجمع بين الواجب الشرعى والواقع العملى جمعاً لا يخل بأحدهما.. فيقيم الشرع ولا يضيع الوطن.. وقد ندر من يحسن الجمع بينهما.

2- نحن دعاة لا قضاة.. ونحن هداة لا بغاة.. ومهمتنا ليست إخراج الناس من الدين بتكفيرهم أو تفسيقهم أو تبديعهم.. ولكن مهمتنا هى إدخال الناس فى دين الله وهدايتهم إلى طريق الحق.

3- الإسلام هو كلمتان فقط هما: تعظيم الحق (سبحانه) والرحمة بالخلق.

4- الداعية بحق هو الذى يجمع بين الصدع بالحق وعفة اللسان.. وبين التمسك بالدين والإحسان إلى الناس.. وبين مراعاة الحق وملاطفة الخلق.

5- الخلق الكريم لا يتجزأ فلا يكون المسلم حسن الخلق مع قوم سيئ الخلق مع آخرين لأنه يختلف معهم فى الفكر أو الرأى أو الدين أو الموقف السياسى.. وقد قال (صلى الله عليه وسلم) : «وخالق الناس بخلق حسن».. وقال تعالى «وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً».. الناس كل الناس.. مسلمهم وغير مسلمهم.. من معك ومن يعارضك.

6- الداعية الحكيم هو الذى يحدو للناس كى تتحمل الطريق إلى الله، لأنه صعب وطويل.. وذلك مثل الراعى الذكى الذى يحدو لإبله كى تسرع فى المسير.. حتى تصل إلى الغاية «وهى الجنة».

7- الداعية العظيم هو الذى يعمل بالحكمة العظيمة: «جن العسل ولا تكسر الخلية».. فمهمته هداية الخلق وليس تحطيمهم أو تدميرهم.. أما الداعية الفاشل فهو كالنحال الفاشل الذى يكسر الخلية ويقتل النحل أو يطرده ويسكب العسل على الأرض.

8- قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «من يحرم الرفق يحرم الخير».. فهل تريدون أن تحرموا دعوتكم وحياتكم من الخير.. فمن حرم الرفق حرم خير الدنيا.. حيث يرفض الناس دعوته وينفضّون من حوله.. ويحرم خير الآخرة فيعاقب ويعذب على غلظته وجفوته.

9- الحق مر فلا تزده مرارة..لاتزده بجفوتك وغلظتك وعلو صوتك وسوء خلقك، والنصيحة مرة فلا تزدها مرارة بالسب والشتم أو الإهانة أو التوبيخ.. ولكن علينا أن نضع على الحق بعض السكر الذى يحليه ويجعله مستساغاً محبوباً.. كما يصنع الطبيب مع مريضه، فيضع له السكر فى شراب الدواء كى يكون مستساغاً محبوباً.. وليعلم كل الدعاة أن هذا السكر لا يغير من طبيعة الحق ولا يجعله باطلاً.. وهذا السكر هو الرفق والحلم.. فتسوق دعوتك إلى الناس فى ثوب من الأدب الراقى والخلق النبيل.