أهداف كثيرة تسجل في البطولات الكبرى، بعضها يصعد بفرق إلى أدوار متقدمة، ويغير مسار تلك البطولات، ولا تمحى أبدًا من ذاكرة عشاق اللعبة، ومن بين 76 هدفًا هزت الشباك في «يورو 2012»، ساهم بعضها في رسم اللوحة النهائية للبطولة.
وقبل أن تصبح مجرد تاريخًا، توقفنا عند أهم الأهداف التي غيرت مسار كأس الأمم الأوروبية لتصل في النهاية إلى خزائن البطل الإسباني الرهيب، الذي حطم كل الأرقام القياسية والتاريخية بفوزه بتلك البطولة الكبرى.
الماتادور يسحق الأتزوري بأربعة أهداف نظيفة
لم يكن أبدًا يوم الطليان، فالماتادور الإسباني ثار منذ الدقيقة الأولى في المباراة النهائية، وأجهز على منافسه بلا رحمة، بعد أن هز شباكه برباعية نظيفة، ولم يتمكن الأتزورى من إيقاف موجات الهجوم المتتالية، والتي بدأت مبكرًا فى الدقيقة 14 برأسية قوية لـ «ديفيد سيلفا»، قبل أن ينهي «ألبا» المباراة تقريبًا في الدقيقة 41 من الشوط الأول بهدف ثانٍ، عقب إختراق رائع استقبل فيه تمريرة حريرية بقدم ساحر الوسط تشافي هيرنانديز، والغريب أن الإسبان لم يتراجعوا للحفاظ على النتيجة، بل ظلت ثورتهم مستمرة بهجوم متواصل وسيطرة تامة على أحداث اللقاء، الذي استمرت فيه الأهداف متوالية على مرمى إيطاليا لتزيد النتيجة إلى «4-0»، بعد هدفين لـتوريس وخوان ماتا، في آخر 6 دقائق من عمر المباراة، ليتوج الإسبان بطلًا للمرة الثانية على التوالى والثالثة في تاريخهم.
«سوبر ماريو» حطم الماكينات
كل الترشيحات كانت تصب في مصلحة الألمان خلال هذه المواجهة، إلا أن الثعلب الإيطالي «برانديللي» فاجأ الجميع، وأولهم المنافس، بتكتيك دفاعي متوازن مع هجوم خاطف، نجح معه المشاكس بالوتيللي، في أن يهز الشباك مرتين متتاليتين في ربع ساعة فقط لينهى اللقاء مبكرًا، بعد أن وضع الهدف الأول برأسية ماكرة قوية، ثم أتبعها بصاروخ مدمر من خارج منطقة الجزاء في الهدف الثاني الذى كاد أن يمزق الشباك.
«ألونسو» يتقمص دور البطل أمام فرنسا
ربما هى إحدى المرات النادرة التى يسجل فيها شابي ألونسو هدفين في مباراة واحدة، وتكفل هو بالقيام بدور رأس الحربة، بعد أن تواجد في مكان ساحر بفضل تحركه المميز داخل منطقة الجزاء، ليسجل الهدف الأول، برأسه وبمهارة فائقة، ليمنح الماتادور السبق طوال المباراة، حتى أنهاها هو تمامًا برصاصة الرحمة من ركلة جزاء في الدقيقة 90، ويصعد بفريقه إلى مباراة الدور قبل النهائي بسهولة، ثم التأهل إلى المباراة النهائية.
«كريستيانو» اخترق حصون التشيك
في مباراة تقريبا كانت من جانب واحد، تفوقت البرتغال تمامًا على منافستها في المباراة، وظهر رونالدو بشكل رائع، بعد أن صال وجال وسدد العديد من الكرات وضاعت فرص بالجملة، إلا أنه تمكن قبل النهاية المباراة بعشر دقائق تقريبًا فى أن يحرز هدفًا رائعًا برأسه صاروخية تخترق متاريس الدفاع التشيكي وحارسه المخضرم بيتر تشيك، مستغًلا عرضية بيريرا المتقنة من الجناح الأيمن، وتتقدم البرتغال إلى الدور نصف النهائي، قبل أن يغادر مع فريقه البطولة أمام الماتادور الإسباني.
«كاراجونيس» يهز جبل الأوليمب فرحًا
لأن الأساطير اليونانية القديمة تمتلئ بسير الأبطال والبطولات، فإنه لم يكن غريبًا على اللاعب الإغريقى المخضرم كاراجونيس أن يتحول إلى أسطورة جديدة في هذه الليلة، التي كادت أن تغادر فيها اليونان البطولة بعدما حصدت فقط نقطة واحدة من مبارتين في إطار مباريات المجموعة الأولى.
ولم يصدق أحد أن لاعب باناثينايكوس سيصعد بفريقه إلى دور الثمانية على حساب الدب الروسي المتأهل نظريًا، ويخطف الكرة مستغلًا خطأ دفاعي ويتوغل من الجبهة اليمنى داخل منطقة الجزاء ويودع الكرة بيمناه أسفل الحارس، وتصعد اليونان إلى ربع النهائي.
هدف ذهبي للتشيكي «ييراسيك» في بولندا
مواجهة صعبة أمام أصحاب الأرض والجمهور، وكانت النصف ساعة الأولى من المباراة كلها لصالح المنتخب البولندي بالفعل، إلا أن منتخب التشيك بدأ يستعيد توازنه وشعر بالخطر، خاصة مع نتيجة المباراة الأخرى في نفس المجموعة بين «اليونان وروسيا»، وكانت الدقيقة 72 من عمر الشوط الثاني كافية ليسجل «ييراسيك»، لاعب فولفسبورج الألماني هدفًا ذهبيًا بالفعل في توقيته وتأثيره، بعد هجمة مرتدة نموذجية رائعة، راوغ فيها المدافع ببراعة ويسجل بقدمه اليمنى هدف الصعود إلى الدور ربع النهائي، قبل اصطدامه ببرازيل أوروبا ثم مغادرة البطولة.
الأتزوري ..ملوك الركلات الثابتة
لأنها إيطاليا، ملوك الكرات الثابتة في هذه البطولة، فسجل كاسانو والنجم الذهبي الأسمر بالوتيللي من ركلتين ركنيتين هدفين حاسمين لصعود الأتزوري إلى دور ربع النهائي، ومن ثم الاستمرار حتى نهائي البطولة، فسجل الأول فى الدقيقة 35 من رأسية متقنة، ثم ركلة خلفية مهارية من سوبر ماريو، في الدقيقة 90، ليحسم نجم مانشستر سيتى الأمر، ويضع أولى بصماته المؤثرة في تلك البطولة يومها.
نافاس ينقذ الماتادور من غدر الكروات
بالتأكيد كان الأسبان هم الأقرب لمواصلة المشوار في البطولة، لكن لم تستسلم كرواتيا أبدًا في تلك المباراة في نهاية مباريات المجموعة الثالثة، وكادت أن تهز الشباك في آخر ربع ساعة، لولا براعة كاسياس، ولم يرغب البديل خيسوس نافاس، في تعليق الأمور كثيرًا، بل أنهى الأمر تمامًا لصالح الماتادور قبل نهاية المباراة بدقيقتين، بعد تمريرة حريرية من زميله إنييستا، لم يجد أى صعوبة في وضعها في المرمى الخالى من حارسه، ليؤكد على صعود الإسبان متصدرًا المجموعة إلى الدور ربع النهائي.
بصمة «روني» الوحيدة فى البطولة
غاب الفتى الذهبي الإنجليزي عن أول مباراتين لمنتخب بلاده في المجموعة الرابعة، وكان عليه أن يستهل مشاركاته في مواجهة أصحاب الأرض والجمهور في مباراة صعبة، ولم يرغب واين روني في أن يغادر البطولة مع فريقه بلا بصمة، فسجل هدف تأكيد صعود إنجلترا إلى دور ربع النهائي برأسيه سهلة مستقبلًا عرضية من الجناح الأيمن مرت من الجميع لتصل إليه يودعها الشباك، لتكون هدفه الأول والأخير في البطولة له ولفريقه، حيث خرج منتخب الأسود الثلاثة من دور الثمانية بركلات الترجيح أمام إيطاليا بعد تعادل سلبى بينهما.
«كريستيانو» يهدم الطواحين
إذا كانت البطولة هى الأسوأ في تاريخ مشاركات الهولنديين، إلا أن كريستيانو رونالدو لم يرحم ضعف الطواحين، وهز شباكهم الممزقة مرتين، ليضمن فريقه الصعود إلى الدور ربع النهائي، وسجل هدفًا في كل شوط، وضع الأول في الدقيقة 28 ليعادل به النتيجة بعد تحرك رائع في عمق دفاعات هولندا، ثم ينهى المباراة تمامًا في الدقيقة 74، بعد استقبال رائع ومرواغة أكثر روعة قبل أن يسكن الكرة بقوة في الشباك بقدمه اليمنى الساحرة، التي سجل بها أيضا هدفه الأول، وربما هى واحدة من أفضل مشاركات الساحر البرتغالي مع منتخب بلاده.