حزر فزر.. من هو «القرموط»؟.. قد يكون واحداً بعينه.. قد يكون أكثر من واحد.. ربما يعبر عن تيار كبير.. يقول فى الصباح شيئاً.. يقول فى المساء شيئاً آخر.. يعيش دور البطولة.. يتهمك بأشياء غريبة، ويقلب عليك الرأى العام، ثم يشهد لك إذا ظهر غير ذلك.. الأغرب أنه ينكر ما قاله جملة وتفصيلاً.. بالعربى «بيتزفلط» كلما أردت أن تمسك به.. أسهل حاجة أن ينفى.. ما قلتش خاااالص!
منذ أيام قال، «القرموط» كلاماً خطيراً.. حرض على عزل النائب العام.. اتهمه بأنه ثورة مضادة.. فى بعض الفضائيات قال إنه «خايب».. ليس هذا هو محامى الشعب.. من حق الرئيس إقالته.. اتهمه بأنه يحمى الفساد.. قال إنه من ضمن نظام مبارك.. لابد أن يرحل.. خدع الناس بحجة الدفاع عن الشهداء والثورة.. اصطنع بطولة كبرى.. ربما كان ذلك لأسباب انتخابية ضيقة، وليس دم الشهداء!
استمر «القرموط» يمارس مواهبه الخطابية.. لا يعرف الرأى العام، أن الهدف هو إبعاد النائب العام، لتعيين آخر إخوانى.. يسمع ويطيع.. احبس يا زكى قدرة، يحبس زكى قدرة.. لا يعرف الكثيرون أن هناك تحقيقات، يحتمل تورط القرموط فيها.. ربما تأتى رجله فى قضية موقعة الجمل.. فاجأهم النائب العام بأنه لن يرحل ولو تم اغتياله.. مؤسسة الرئاسة تتورط من جديد، بسبب لعب «القرموط»!
المثير للدهشة أن «القرموط» يتغنى بشجاعة الرئاسة، فى الإقالات السابقة.. بدأت بالمشير طنطاوى والفريق عنان.. ثم توالت الإقالات لرموز النظام.. أعتبرها إنجازات الرئيس.. أعتبر أن هذه الإقالات، أهم من كشف الحساب.. راح يسبح بحمد الرئيس، فى كل قناة فضائية.. يتغنى بأفضاله وإنجازاته.. يريد أن يكون له دور أكبر، وأن يكون مستشاراً وشريكاً للرئيس فى الحكم.. لكنه «يتزفلط» فجأة!
يتصور خطأ أن عندنا سوء نية لما يقول.. يتصور خطأ أننا لا نفهم.. عندنا سوء تفاهم.. طوال الوقت نحن الذين لا نفهم.. حضرة «القرموط» عبقرى زمانه.. الإعلام يمارس التضليل.. الليبراليون يريدون حرق مصر.. يريدون تعويق الرئيس.. هناك من يصدق كلامه..هناك من كشفه.. لو نجحت إقالة النائب العام، يصبح له الفضل.. لو فشلت، يبقى الرجوع إلى الحق فضيلة، لا نقيصة!
قرأت بالأمس تصريحاً لـ»القرموط» يقول: لا أحد يملك إقالة النائب العام.. سبحان الله..! اتغير 180 درجة.. قال أيضاً: لم يصدر منى أى تهديد بإقالة المستشار عبدالمجيد محمود، ولا أحد يملك إقالته، أو إقالة أى مستشار من منصبه.. عفارم علييييك.. كده بقى إنت قرمووووط.. التصريحات الاستباقية لقرار الرئيس كانت إيه؟.. يكذب «القرموط» كأنه يتنفس.. هل يحاكمه النائب العام؟!
على مدى الأيام الماضية، سبقت «تغريداته»، قرارات الرئيس.. نوعاً من تهيئة الرأى العام.. بالأمس قرأنا تغريدة أخرى بعد هزيمة الرئاسة.. كان يبرر الهزيمة المنكرة.. قال: التراجع عن القرار الخاطئ فضيلة، وليس نقيصة، يا واد يا حكيم.. اتهم المستشارين بالمسؤولية.. أعطى البراءة للرئيس.. زعم أنه يتفاعل مع الأحداث كمواطن.. سبحان اللى خلاك مواطن.. لم يقل إنه قرموووط (!)
الآن يمكنك أن تعرف من هو «القرموط»؟.. يمكنك أن تحدد شخصيته بسهولة.. قد ترى أن هناك أكثر من قرموط، تنطبق عليه هذه المواصفات.. قد تراه محرضاً، وتراه كاذباً.. يحرض على الإعلام، ويرهب المسؤولين، والمستثمرين.. يهدد النائب العام، ويعتبره من كراكيب الماضى.. حزر فزر، من هو «القرموط»؟!