جمال في تلال القبح

الدكتور مصطفى النجار الأحد 30-09-2012 21:22

الشعوب ليست معوقاً للتنمية بل المورد الأساسى الذى يغذى إنتاج العمران فالإنسان هو أعلى قيمة فى التنمية والعمران وهو مرجعيتهما

بهذه الكلمات تم تدشين حركة ميثاق التنمية والعمران التى أسسها مهندسون مصريون ومبدعون معنيون بقضية الجمال العمرانى وحق الإنسان فى الارتقاء ببيئته التى يعيش فيها.

يستهدف ميثاق التنمية والعمران مجموعة الحقوق والقواعد الملزمة للمجتمع ومؤسساته ذات الصلة بمجالات التنمية والعمران فى مصر والتى تؤثر فيها سواء بالتخطيط أو وضع السياسات وتطبيقها أو تنفيذ تدخلات تشكل أو تعيد تشكيل المكان. وتشمل الفئات التى يجب أن تعمل بهذا الميثاق جميع المواطنين وبشكل خاص المهنيين فى التخصصات المتعددة التى تصب فى منظومة العمران.

ويعمل مؤسسو الحركة على أربعة محاور تم تحديدها فى البيان التأسيسى للحركة وهى:

المحور التشريعى: ويضم المقترحات الدستورية ومشاريع القوانين من منظور التنمية والعمران، بما تشمله من اللوائح التنظيمية والأكواد ذات الصلة.

المحور المهنى: المشاركة فى صياغة ميثاق شرف المهنة للمهندسين والمهن المتصلة بالعمران والتنمية، وكذلك رفع وعى المهنيين حول الميثاق. المحور التعليمى: استهداف ممارسى المستقبل (من المعماريين والمخططين والمهندسين) فى مرحلة التعليم الأكاديمى والمهنى، من خلال تضمين مبادئ ميثاق العمران والتنمية فى مناهج التدريس بالجامعات ومن ميثاق شرف الطلاب والمدرسين الجامعيين.

المحور المجتمعى: رفع الوعى لدى المواطن بواجباته ومسؤولياته إضافة إلى حقوقه وتحفيز المجتمع على المبادرة لتحسين البيئة والحفاظ عليها والارتقاء بالذوق العام، واختار مؤسسو الحركة عدة مبادئ يرون أنها تمثل رؤيتهم، منها أن الاستدامة هى المبدأ الحاكم والمرجعية فى التنمية والعمران، وأن الموروث الطبيعى والموروث الثقافى حق للأجيال القادمة والحالية يجب الحفاظ عليه فى إطار من التنمية المستدامة وحق المواطن فى الجمال، ويعرف الجمال بأنه التناسق والتناغم بين البنيان والمكان. كما يشمل العمران بمفهوم عمارة الأرض وتعميرها بشكل يحقق التنمية المستدامة والمحافظة على حق الأجيال القادمة فى التنمية.

ومن هذه المبادرة خرجت توصيات للجنة التأسيسية للدستور وللحكومة تعنى بترسيخ معنى الجمال وإقرار حق المواطن فى الحصول على هذا الجمال فى مختلف جوانب العمران.

روعة هذا الميثاق أنه يغرد خارج السرب ويفكر خارج الصندوق ويتحدى تلال القبح التى شوهت وجه الوطن ويصر على أن الجمال قيمة يمكن استعادتها إذا أردنا.

هذه التجربة الثرية لم تحظ بالاهتمام الإعلامى المطلوب وسط زحام الأحداث، ولذلك أحببت أن أسلط عليها الضوء فربما تكون سبباً فى صبغ ملامح الوطن بجمال نفتقده ونتمناه.