قال الدكتور عزازى على عزازى إنه قدم استقالته لأنه يرفض أن يطبق مشروع الإخوان السياسى الذى لا يقتنع به، وإنه رفض عروضاً للاستمرار فى منصبه، وتولى مناصب وزارية أخرى ومن عدة أطراف فى الحكم، وشدد «عزازى» على أنه سيعود إلى المعارضة لتأسيس تيار سياسى جديد يرمز له المرشح الرئاسى الخاسر حمدين صباحى، لافتاً إلى أن الليبراليين والإخوان مصابون بمرضى الاستحواذ وإقصاء الآخر.
■ ما الذى دفعك للاستقالة؟
- ضميرى هو الذى أخذ القرار ولا أعصى له أمراً.
■ لكن لماذا اخترت هذا التوقيت بالذات؟
- لأننى لو استمررت فى عملى، سأنفذ مشروع الإخوان المسلمين، وهو مشروع ضد قناعاتى، فضلاً عن أن دورى الطبيعى هو داخل المعارضة، رغم أننى لست ضد الإخوان، وأنا تشرفت بأن عملت معهم فى عهد النظام السابق.
■ لكن التوقيت يثير علامات استفهام؟
- من المنطقى أن يحاول المسؤول الاستمرار فى أداء عمله، وأن يقدم فروض الطاعة والولاء للنظام الجديد، لكننى لست من هذا النوع، ولم أكن أستطيع البقاء ولو دقيقة واحدة، لأننى أعلم حجم وشرعية وصلاحية الرئيس الجديد.
■ هل تعرضت لضغوط فى الفترة السابقة من المرشحين أو المجلس العسكرى أو الإخوان؟
- نعم تعرضت لضغوط كثيرة وتم عرض منصب وزير الإعلام والتنمية المحلية علىَّ، ورفضت عرضاً آخر من الفريق أحمد شفيق بتولى منصب وزارى مقابل مساندته فى الانتخابات الرئاسية، ولم أرضخ لأى ضغوط، وأديت واجبى على أكمل وجه ولم أفكر يوماً حتى فى مناقشة الضغوط التى تمت ممارستها علىَّ.
■ لماذا جاء قرارك بعد نجاح الدكتور محمد مرسى فى الإعادة؟
- هذا القرار اتخذته قبل جولة الإعادة وليس فجأة.
■ هل تغيرت علاقتك بالإخوان الآن؟
- هناك جانبان للعلاقة بينى وبين الجماعة، أحدهما مظلم والآخر مضىء، أما الأخير، فالدكتور محمد مرسى هو المرشح الوحيد الذى استقبلته فى مكتبى وهو يستحق ذلك، وأنا تعمدت هذا لأنه رجل «شرقاوى»، ولتبديد أى موقف يمكن فهمه بشكل سلبى تجاه الإخوان.
■ لكن أحمد شفيق «شرقاوى» أيضاً ولم تقابله فى مكتبك؟
- لم أكن أرحب بشفيق أبداً، لأنه يمثل دولة حسنى مبارك الذى أسقطناه ونظامه.
وأعود لأكمل لك الجانب المضىء ففى ذروة هجوم الإخوان على فى مجلس الشعب، عينت أحمد حماد، أحد كوادر الجماعة رئيساً لمدينة القرين، دون النظر لانتماءاته ولكن لكفاءته، كما أننى أوقفت خطيب مسجد كبير لهجومه على حزب الحرية والعدالة قبل الانتخابات البرلمانية، كما أوقفت مديرى إدارتين محلية وزراعية عن العمل فى مركز ديرب نجم لمساندتهم أحمد شفيق، وبالتالى لا يوجد موقف ضد أو ومع الإخوان، لكن هناك موقفاً حيادياً لدى كمسؤول تنفيذى.
■ ما الجانب المظلم معهم؟
- هذا الجانب يتمثل فى مشكلات أساسها سوء الفهم بينى وبينهم، لتحقيق مصالح معينة لصالح الجماعة، ورغم ذلك كنت أتسامح معهم وهم أيضاً كانوا متسامحين، وعلاقتنا لم تنقطع ولم أتخذ منهم موقفاً.
■ البعض يردد أنك تنتمى إلى قوى سياسية لا ترى نفسها إلا فى معسكر المعارضة، وليس لديك أو لديها رؤية للعمل فى مؤسسة الحكم؟
- عملت فى جهاز الدولة بشرف ونزاهة ونفذنا خطة العمل فى المحافظة خلال العام الماضى بنسبة 107%، ونحن نصلح للإدارة التنفيذية، لكن فكرة المعارضة هى أن كلاً منا يعتبر نفسه أميناً على مطالب الثورة، وسنعارض ونراقب كل ما يناقض أهدافها، ومن الناحية الأخرى فإننى بصدد تأسيس التيار السياسى البديل لتنظيم الدولة القديم ولتنظيم الإسلام السياسى، وعندما أتحدث هنا عن تيار وطنى عام وعن طبقة وسطى تنمو، فذلك يحتاج إلى إطار تنظيمى يجمعه ويرمز إلى هذا التيار حمدين صباحى بعد حجم الأصوات الذى حصل عليه فى الانتخابات الرئاسية، بالمقارنة بالآخرين الذين يطلقون التصريحات فقط، وأرى أن هذا التيار كان الأحق بالحكم بعد الثورة، لكنه ظلم بشكل متعمد ومدفوع الأجر فى الانتخابات الرئاسية.
■ لكن تشرذم النخبة والقوى السياسية كان سبباً فى خروج صباحى من المنافسة؟
- أنا أدين النخبة، التى لا تمتلك إمكانيات الإخوان كما أدين الجماعة، وكلاهما يعانى نفس الأمراض من إقصاء الآخر والرغبة فى الاستحواذ، وأقول إن مصر ليس فيها تيار ليبرالى ولا تقاليد دولة مدنية أو دينية، وإنما يوجد فيها تيارات وطنية ومدارس سياسية متنوعة بحجم تنوع شعبها وثقافته.
■ حتى مع الإعلان الدستورى المكمل الذى يقلص صلاحيات الرئيس؟
- نعم، لأن مبارك الضعيف فى بداية أيامه قال كلام سبق وقاله «عمر بن الخطاب»، وقال محمد مرسى: أعينونى ما أقمت العدل فيكم.. ووليت عليكم ولست بخيركم...إلخ ، لكننى أقول: الدولة المصرية تؤله أى أحد.
■ هل تشكك فى تعهدات مرسى التى أكدها بعد انتخابه؟
- الأمر لا يحتاج إلى ضمانات أو تعهدات وإنما إلى نضال حقيقى لمراقبة ومتابعة أى انحراف لمؤسسة الرئاسة عن الدستور والتوافق الوطنى العام حتى لا يتكرر السيناريو الذى حدث مع الرؤساء السابقين، وأضيف أن صلاحيات الرئيس «مطلقة» ويستطيع أن يضع الدستور تحت قدميه لو أراد.
■ هل تقيد صلاحيات المجلس العسكرى فى الإعلان الدستورى الرئيس المنتخب؟
- لن يكون للمجلس أى صلاحيات بعد أداء الرئيس المنتخب اليمين الدستورية، وهذا مبنى على أساس تاريخى، هو أن الجيش لم يتدخل فى السياسة على الإطلاق.
■ هل يختلف الوضع الآن، خاصة أن الرؤساء الـ3 السابقين كانوا من المؤسسة العسكرية؟
- الرئيس هو القائد الأعلى للقوات المسلحة والكل يؤدى له فروض الطاعة والولاء، وصلاحيات الرئيس تجب صلاحيات القوات المسلحة، والرئيس العسكرى عندما يأتى إلى الموقع المدنى لم يعد عسكرياً لأنه ترك موقعه المهنى فى القوات المسلحة.
■ هل ستعود للعمل فى الصحافة؟
- غالباً سأعمل فى إحدى الجامعات.
■ ما كلمتك الأخيرة؟
- من حكموا مصر خلال الفترة الانتقالية ابتذلوا معنى الدولة، ومن تحدثوا باسم الثورة ابتذلوا معنى الثورة حتى فقدنا الدولة والثورة معاً.