«الإخوان» تُشَكل «لجان مصالحة» لإقناع شبابها «المجمد» بالعودة لـ«الجماعة»

كتب: محمود شعبان بيومي الجمعة 29-06-2012 20:32

أصدر مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين تعليمات إلى المكاتب الإدارية بالمحافظات بضرورة فتح قنوات الحوار مع شباب الجماعة الذين اتخذوا مواقف مضادة لمواقف «الإخوان» في الفترة السابقة، الذين تم تجميد عضويتهم، والعمل على إعادتهم مرة أخرى للجماعة.


وبدأ مسؤولو المكاتب الإدارية بالمحافظات بتشكيل «لجان مصالحة»، تضم كل لجنة ثلاثة أعضاء من الإخوان، أحدهم المسؤول التربوي للعضو الذي اتخذ موقفًا مضادًا لمواقف الجماعة، بالإضافة إلى أحد مسؤولي قسم التربية في الجماعة، والثالث أحد المسؤولين المباشرين للعضو، وتقوم تلك اللجان بالجلوس مع الأعضاء في حلقات نقاشية أولية، حول نقاط الاختلاف.


وقالت مصادر لـ«المصري اليوم»، رفضت ذكر أسمائها، إن «القيادات الإخوانية كلفت رؤساء المكاتب الإدارية باختيار أحد أعضائها في المحافظة للجلوس مع العضو الإخواني في حال فشل أعضاء لجان المصالحة في إقناع العضو المخالف بمواقف الجماعة والرد على كل الشبهات المثارة حول قرارات جماعة الإخوان في الفترة السابقة».


وقالت مصادر من داخل جماعة الإخوان المسلمين إن أعداد الرافضين لأداء قيادات الإخوان لم يتغير حتى بعد نجاح مرشحها محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية، وأشارت إلى أن «شباب الجماعة يرغب في إجراء انتخابات لمكتب الإرشاد ومجلس شورى الجماعة بعد أن يقوموا بتقديم استقالاتهم، على أن تجرى انتخابات جديدة تحت إشراف قضائي مستقل بعيدًا عن إشراف الإخوان، لانتخاب قيادات جديدة تتناسب مع المناخ الثوري الذي تعيشه مصر بعد الثورة، وذلك لإخفاق قيادات الجماعة في التعاطي بإيجابية مع المشهد السياسي برمته، على حسب قناعات هؤلاء الشباب»، على حد تعبير المصادر.


وقال محمد حفني، أحد شباب «الإخوان» ببني سويف، لـ«المصري اليوم»، إن مسؤولي الإخوان في منطقته طلبوا الجلوس معه من أجل النقاش حول الشبهات التي يراها حول أداء الجماعة في الفترة السابقة، خاصة أنه كان من الناقمين على قرار ترشيح خيرت الشاطر، نائب المرشد، لرئاسة الجمهورية، ثم محمد مرسي بعد ذلك.


ونوه «حفني» إلى أنه يرى أن الجماعة تحاول لملمة أوضاعها الداخلية مع أعضائها، من أجل عدم الوقوع في ذات الأخطاء السابقة التي وقعت فيها.


وقال خالد دياب، أحد شباب الإخوان بالجيزة، إن قيادة إخوانية طلبت الجلوس معه للنقاش حول ما يراه من مشاكل وإخفاقات في أداء قيادات الجماعة في الفترة السابقة، موضحًا أن اللقاء كان من طرف واحد، حيث ظل القيادي يدافع عن مواقف «الإخوان» السياسية، وأنه «لا وقت للحديث عن خلافات في الوقت الحالي خاصة أن المشروع الوطني الإسلامي معرض للتهديدات والفشل»، على حد وصفه.


وأوضح «دياب» أن القيادي قال له «لو لم تقتنع بكلامي من الممكن أن نزور أحد قيادات مجلس الشورى ليرد على كل ما لديك من شبهات حول أداء الجماعة في الفترة السابقة».


من جهته قال الدكتور مصطفى الغنيمي، عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين، إن الجماعة تبحث التوافق مع كل القوى السياسية والمخلصين والشرفاء من أبناء الوطن للنهوض به من مشاكله القائمة منذ عشرات السنين، ومن باب أولى أن تمد يديها إلى أبنائها من الشباب والقيادات التي كانت على خلاف مع الجماعة في مواقفها السابقة.


وقال لـ«المصري اليوم»: إن «الجماعة تتعاون مع الجميع بمن فيهم أبناؤها من الشباب المختلفين معها من أجل مصر، لذا فالجماعة دشنت مبادرات ولجان مصالحة من أجل لملمة شمل أبنائها من الشباب الذين انزووا في الفترة السابقة وارتضوا العمل بعيدًا عن الجماعة».