نقلت صحيفة «هاآرتس» عن «مسؤول سياسي إسرائيلي كبير»، لم تذكر اسمه، إن العلاقات بين المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ونظيرتها المصرية ستستمر، وعلى حد قوله فإن «إيران والإرهاب سيستمران عدوين مشتركين للدولتين، وستستمر غزة وحماس صداعًا مشتركًا». وأن سيناء هي مصدر القلق الرئيسي الآن لإسرائيل.
وقال المسؤول الإسرائيلي إن العلاقات بين مصر وإسرائيل «ستسمر على أساس المصالح المتبادلة»، وإنه لا يرى أي احتمالية «لأن ينبذ مرسي اتفاقية السلام»، مشيرًا إلى أن «المحادثات التي أجراها مرسي مع الإدارة الأمريكية تدل على ذلك. هذا النهج من غير المتوقع أن يتغير في القريب، بحسب تقديراتنا».
في إسرائيل لا يتوقعون تغييرًا ملموسًا في معدل تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة عبر سيناء. كما يقول المسؤول الإسرلئيلي، الذي يضيف لــ«هاآرتس»: «السلاح يتدفق إلى قطاع غزة بين الحين والآخر. وبالطبع نحن لا نرى تهديدًا تقليديًا من الجيش المصري في المستقبل المنظور».
وقال المسؤول الإسرائيلي إن إسرائيل غير قلقة من احتماليات قيام مصر بتوسيع فتح معبر رفح من جانبها، بشكل يسمح بعبور بضائع أكثر وأشخاص أكثر بين مصر وقطاع غزة. وأضاف: «هناك احتمال بتقوية العلاقات بين مصر وقطاع غزة، وهذا بالطبع فرصة لإسرائيل. إذا كانوا يريدون الحصول على بضائعهم من ميناء الإسكندرية وليس من أشدود، فليتفضلوا». وتابع المسؤول الإسرائيلي قائلًا: «إن الاتجاه الذي يرتفع بانتصار مرشح الإخوان المسلمين ليس إيجابيًا حقًا تجاه إسرائيل، لكنه ليس طاعونًا قادمًا من مصر».
وقال المسؤول الإسرائيلي: «سأكون مفاجأً إذا زار مرسي القدس، ولكن يجب أن نتذكر أن حسني مبارك أيضًا لم يزر إسرائيل إلا في جنازة إسحاق رابين. ربما ستكون العلاقة مع البرلمان ومكتب الرئيس باردة، ولكن العلاقات مع المؤسسة الأمنية سيتم الحفاظ عليها».
وقالت «هاآرتس» إن »إسرائيل تلقت في الأيام الأخيرة عدد من رسائل التهدئة من القاهرة والمتعلقة بالحفاظ على العلاقات الأمنية بين الدولتين». وأضافت: «مصادر أمنية في إسرائيل تقول إن مصدر القلق الرئيسي الآن، بحسب الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، لا يتعلق بانتقال السلطة في مصر، وإنما بالوضع في سيناء. على حد قولهم، فإنه إذا كان المجلس العسكري قد فشل في تحسين الوضع الأمني في سيناء، فإنه من غير المتوقع أن يحدث تغييرًا إيجابيًا هناك، بعد انتخاب مرسي رئيسًا للجمهورية».
ونقلت الصحيفة عن المسؤول الإسرائيلي قوله إن الأوضاع في سيناء قد تسمح بحرية تامة للخلايا الإرهابية الإسلامية المتطرفة بالعمل بمساعدة منظمات فلسطينية من قطاع غزة، وعلى المدى البعيد، فإن انطلاق عمليات من سيناء من الممكن أن تتسبب في تصعيدًا في العلاقات بين إسرائيل ومصر». وأضاف: «مصدر قلق آخر مرتبط بالمطالب المصرية بإعادة المناقشة في الملحق الأمني الخاص باتفاقية السلام بين الدولتين. وسيطالب المصريون بفرض السيطرة على سيناء، وهو ما ترى فيه إسرائيل خطرًا».