حكاية 49 فرحة في مستشفى العزل بالعجمي.. هُنا أطباء مصريين (صور)

كتب: رجب رمضان الأربعاء 08-04-2020 11:19

49 حالة تعافي من كورونا شهدتها مستشفى العزل بالعجمي، 49 فرحة بالخروج متعافين من فيروس كورونا، سبقها جهد كبير من أعضاء الطاقم الطبي داخل المستشفى.

«خلية نحل من الطواقم الطبية والتمريضية».. هكذا الحال داخل مستشفى العجمي النموذجي، الذي يعتبر مستشفى العزل لمصابي فيروس «كورونا» المستجد (كوفيد 19) بالإسكندرية، حيث يتواصل العمل ليل نهار دون كلل أو ملل أو خوف من الفيروس المميت.

53 طبيبا وطبيبة و60 من هيئة التمريض، الذين يطلق عليهم خط الدفاع الأول والجيش الأبيض بحق، حيث يقدمون خدمات طبية كبيرة لمرضى 200 سرير عناية مركزة من خلال 60 جهاز تنفس صناعى ثابت وجهازين متحركين.

الطاقم الطبي «خلية نحل» داخل مستشفى العجمى النموذجى الخاصة بمصابي فيروس كورونا

الطاقم الطبي «خلية نحل» داخل مستشفى العجمى النموذجى الخاصة بمصابي فيروس كورونا

«المصرى اليوم» تواصلت مع عدد من الأطباء والتمريض والمتعافين من الفيروس لرصد انطباعاتهم وردود أفعالهم، وآليات العمل داخل المستشفى، وتأثر الطواقم الطبية والتمريضية بالعمل في ظل ظروف انتشار الوباء العالمي.

في البداية، تقول الدكتورة تيسيير مجدي، نائب رئيس مدير المستشفي، إن جميع الاطباء وطواقم التمريض يتعاملون مع مصابي «كورونا» بإنسانية دون خوف، ولكن بحذر شديد حتى لا يصابون بالفيروس، مستطردة: «ربنا يكون في عون المصابين.. بيبقوا صعبانيين علينا جدا» .

الطاقم الطبي «خلية نحل» داخل مستشفى العجمى النموذجى الخاصة بمصابي فيروس كورونا

الطاقم الطبي «خلية نحل» داخل مستشفى العجمى النموذجى الخاصة بمصابي فيروس كورونا

وأضافت «تيسيير»، لـ«المصرى اليوم»: «الطابع الاجتماعى يغلب علينا في التعامل مع المصابين، حيث نراعي الجوانب النفسية والعصبية لهم.. ونشعر بهم لأنهم جايين معزولين، كل واحد في حجرة مغلقة عليه 14 يومًا، وبعضهم 20 يومًا، وحاسين بيهم وبنحاول نشتغل على الحالة النفسية لهم باعتبارها أمرًا ضروريًا في الشفاء والتعافي من المرض».

مستشفى العجمى النموذجى الخاصة بمصابي فيروس كورونا

مستشفى العجمى النموذجى الخاصة بمصابي فيروس كورونا

وتابعت:«مبسوطين من الاهتمام بينا، والجميع يشعر بالتقدير الخارجي سواء من الإعلام أو المواطنين، خاصة اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية، الذي كرمنا في حفل بالديوان العام، ما يعني وجود رد فعل من الخارج للمجهود اللي بنبذله.. وإطلاق اسم الجيش الأبيض علينا أسعدنا جدا».

والتقطت طرف الحديث الدكتورة هاجر حسن، طبيبة جراحة عامة بالمستشفى، قائلة: «الأطقم الطبية والتمريضية يعملون على الجانب النفسي للمصابين، باعتبارهم معزولين، وذلك بهدف رفع معنوياتهم دينيا ومجتمعياً» مشيرة إلى أنه يتم توزيع باقات ورد على المصابين، بالإضافة إلى كروت بأسمائهم بهدف كسر العامل النفسي قبل العلاجي، نظراً لأهميته في رحلة العلاج، الأمر الذي يشعرهم بالاهتمام بهم .

الطاقم الطبي «خلية نحل» داخل مستشفى العجمى النموذجى الخاصة بمصابي فيروس كورونا

[image:9:center]

وأكدت «هاجر» قناعتها التامة بنسب الشفاء من الفيروس في المستشفى بشكل خاص وجميع مستشفيات العزل بالجمهورية بشكل عام، موضحة أنها نسب مقبولة جدا حيث خرجت 49 حالة من المستشفى بعد تعافيها من المرض، والباقي حالتهم مستقرة مقارنة بدول أخرى تتميز بإمكانيات طبية تفوق مصر بمراحل.

وأضافت: «الفريق الطبي بالمستشفى قادر على التعامل مع المصابين، إلا أننا في حاجة إلى أعداد إضافية من أطباء وتمريض لسد العجز، وتابعت: «الأطباء المصريين حمولين وصبورين ويستغلون أنصاف الفرص، لأننا متعودين على كده وبنشتغل في ظل قلة الإمكانيات المتاحة وعدم التقدير.. أي مهنة في الدنيا مبتتقدرش محدش بيشتغل، إلا الأطباء، بيشتغلوا حتى لو مفيش كل ده لأنهم مسؤولين عن أرواح».

وقالت «هاجر»: «المستشفى يوجد به طبيب نفسي للجوء إليه إذا وجدنا مصابًا يحتاج لتدخل نفسي، ما يعني أننا لا ندخر جهدًا في التعامل مع المرضى».

[image:10:center]

من جانبه، أوضح إبراهيم محمد عبدالمنعم، مشرف تمريض بالمستشفى: «نعمل ليل نهار دول ملل أو كلل، وأكثر شيء يسعدنا جميعا عندما نعلن تعافي أحد المصابين وخروجه من المستشفى، لأننا نستقبل المرضى أثناء قدومهم وهم في حالة نفسية سيئة، إلا أن كل هذا يتلاشي تمامًا مع المعاملة الطيبة والانتصار على الفيروس وهزيمته».

وروى «عبدالمنعم» تجربة خاصة في المستشفى لطفلة تدعى لمار أحمد، 9 سنوات، التي تعد أصغر مصابة بـ«كورونا» حيث خرجت ضمن 5 حالات تعافت أمس، مضيفًا أنه لم تكن حالة مرضية فقط، بل كانت مصدرًا للأمل والفرح والضحكة، وتابع: «بمجرد أن تراها تدخل قلبك على طول، ورغم طفولتها كانت على قدر المسؤولية وقدرت تهزم كورونا».

وأوضح: «نشارك المرضى مناسباتهم الاجتماعية السعيدة، لمراعاة العامل النفسى لهم، حيث احتفلنا بعيد ميلاد لمار، وقدمنا تورتة لها وسط أجواء من الفرحة، لإدخال البهجة والسعادة على وجه الطفلة، التي أعربت عن فرحتها بالمفاجأة والاحتفال بعيد ميلادها».

وقالت الدكتورة ميرفت السيد، مدير عام المستشفى، إن تعافي 49 حالة خلال 5 أسابيع يعد مؤشرًا قويًا وترجمة حقيقية لواقع التعامل والتعاطي مع المرضى والفيروس، حيث يتماثل للشفاء يوميا أكثر من 3 حالات، وأحيانا 5، فضلا عن استقرار الحالات المحجوزة.

وأضافت «ميرفت» أن جميع فرق العمل الطبي والتمريض والعاملين يحرصون على تأدية واجبهم الوطني والطبي والتفاني في معالجة المصابين، مشيرة إلى أنه تم تجهيز المستشفى بأحدث الأجهزة الطبية ضمن مستشفيات العزل بالجمهورية تحت رعاية وزارة الصحة، لاستقبال حالات الإصابة بـ«كورونا».