قال مسؤولو مخابرات أمريكيون، إنه على الرغم من انشقاق بعض العسكريين في سوريا، فإن الدائرة المقربة من الرئيس بشار الأسد مازالت متماسكة، ورجحوا أن تتحول الانتفاضة المستمرة منذ 16 شهرًا إلى صراع طويل.
وقال جاي كارني، المتحدث باسم البيت الأبيض، الثلاثاء، إن الأسد «يفقد شيئًا فشيئًا تماسك قبضته على بلده، بسبب رفضه التنحي».
وقال مسؤول مخابرات، طلب عدم نشر اسمه، إن الدائرة المقربة من الأسد والدائرة التي تليها «مازالت صامدة بصورة كبيرة في دعم النظام والأسد»، وقال الأسد الثلاثاء، إن سوريا «في حالة حرب» وإن الغرب يأخذ ولا يعطي أبدا.
وعلى الرغم من تدهور الأوضاع في سوريا، فليس هناك مؤشر حتى الآن على رغبة في التدخل الغربي على غرار ما قام به حلف شمال الأطلنطي في ليبيا للإطاحة بالزعيم الراحل معمر القذافي العام الماضي، ووصف الحلف إسقاط القوات السورية لطائرة حربية تركية في الأسبوع الماضي بأنه «غير مقبول» لكنه لم يصل إلى حد التهديد بالرد.
وقال مسؤولو مخابرات أمريكيون إن الانشقاقات عن قوات الأسد تحدث أساسًا بين «المستويات الصغيرة والمتوسطة»، وشملت عددًا محدودًا نسبيًا من الضباط، ولم يقدم المسؤولون أرقامًا بعينها.
وقال مسؤولون أمريكيون، إن قوات الأسد تخوض معارك كر وفر مع مقاتلي المعارضة، توجه خلالها القوات الحكومية ضربة شديدة وبعدها يغير مقاتلو المعارضة من أساليبهم ويكتسبون زخمًا ثم يعقب ذلك تكثيف الجيش السوري لهجماته مرة أخرى.
وقال مسؤول بالمخابرات: «تقييمنا العام فيما يتعلق بالقتال، هو أننا مازلنا نرى قوات النظام متماسكة نوعا ما.. إنها تعلمت بعض الدروس على مدى السنة ونصف السنة الماضية حول كيفية التعامل مع هذا النوع من التمرد».
كما قال المسؤول إن عمليات مقاتلي المعارضة تزيد قوة مما يمهد الطريق لصراع ممتد.
ومضى يقول: «الطرفان يتأهبان فيما يبدو لصراع طويل، نرى أن النظام مازال يعتقد أن بإمكانه الانتصار في النهاية أو على الأقل يبدو مصرًا على محاولة السيطرة وتتأهب المعارضة في الوقت ذاته فيما يبدو لمعركة طويلة».
وذكر مسؤولو المخابرات أن روسيا قدمت للقوات السورية أنظمة دفاع جوي متقدمة إلى جانب طائرات هليكوبتر هجومية، كما أن إيران وحزب الله قدما لها مساعدات قتالية وغير قتالية مثل الأسلحة الصغيرة ومعدات الاتصالات وأدوات مكافحة الشغب.
وتعتبر المخابرات الأمريكية حكومة الأسد في مرحلة الانحدار، وقال مسؤول مخابرات: «من الصعب جدًا على النظام أن يقمع المعارضة بشكل كامل وأعتقد حقًا أن الاتجاه العام للنظام هو الانحدار».
وأضاف المسؤول أنه كلما طالت فترة العنف كلما زاد احتمال نشوب حرب أهلية مماثلة لما شهده العراق خلال الفترة من 2005 إلى 2007، وفي هذا السيناريو فإن سيطرة الأسد ستقتصر على حكومة تفتقر للسلطة أو على جزء من سوريا بعد فقد السيطرة على أجزاء أخرى من البلاد.
وتابع قائلا إن من السيناريوهات الأخرى أن يرى بعض النخبة من السنة وبعض العلويين أن حل هذه الأزمة يكمن في «قتل الأسد أو تنحيته»، ومحاولة التوصل إلى شكل من أشكال نقل السلطة.
وهناك سيناريو آخر وهو أن يواصل العلويون القتال بضراوة وتتقلص أعدادهم بمرور الوقت مما يؤدي إلى انهيار حكومة الأسد وإحداث اضطرابات دون وجود أي جهة تسيطر سيطرة كاملة على البلاد.
وقال مسؤول المخابرات «يوجد قطعًا عدد من النتائج هنا أعتقد أنها ممكنة وفي الوقت الحالي لن يمكنني تغليب إحداها على الأخرى».