«أحمد» بائع ذرة: «مرسي» حيّاني من شباك عربيته ونفسي يعالج ابني

كتب: محمود البرغوثي الثلاثاء 26-06-2012 21:08

 

«ماليش فى الانتخابات، ولا كنت أعرف شفيق و لا أعرف مرسى، وماكانش عندى وقت انتخب، بس كنت منتظر أى رئيس ينجح عشان أطلب منه عين ابنى اللى اتصابت برصاصة فى المقطم». تلك كانت أمنية أحمد عبدالمقصود، بائع الذرة المشوية على ناصية شارع 9 فى المقطم، الذى مر منه الدكتور محمد مرسى ذهابا وإيابا فى رحلة إلقاء خطابه الأول لشعب مصر ليلة إعلان نتيجة فوزه بالكرسى الرئاسى. يقول أحمد إن الرئيس حياه وهو عائد، «والله شفته بيحيينى بإيده من شباك العربية، ومن ساعتها وقلبى ارتاح له، عشان نفسى يعالج ابنى، لأنى عملتله عمليتين فى قصر العينى، وما فيش فايدة».

الابن حمادة «25 سنة متزوج ويعول طفلا»، كان قد مر من سوق «الزلزال الشعبى» فى المقطم أوائل شهر يونيو الجارى، وصادف مروره حدوث معركة بالسلاح بين بائعـين عشوائيين فى السوق الخارجة عن سلطة الحى والمحافظة، فأصابته رصاصة فى عينه اليمنى، «ومن يومها باشتغل أنا وعيالى ليل ونهار عشان نعالجه، ومش قادرين».

الأب الذى يعيش فى المقطم منذ 21 عاماً يعول أسرة مكونة من ستة أفراد، يعمل فى مسح السيارات نهارا، و«شى الذرة» ليلا، ودخله جنيهات معدودة تصرف على «أكل العيال فول وطعمية فى التلات وجبات، والقطرة الرخيصة لعين الواد».

جاء أحمد عبدالصمد من مركز الفشن بمحافظة بنى سويف مضطرا إلى القاهرة، لأنه لم يجد أى فرصة عمل هناك يعول منها أسرته، وعلى الرغم من صعوبة المعيشة واصل الليل بالنهار فى العمل المهين، لا يطلب أحمد عبدالصمد من الله إلا رد البصر لعين ابنه التى اخترقتها رصاصة طائشة، من سلاح «سايب»، لم تتمكن شرطة المقطم من الإمساك بصاحبه حتى الآن - على حد وصفه. الرجل الذى وقف صاغرا لكاميرا «المصرى اليوم»، يثق فى أن الرئيس الذى حياه من شباك سيارة الحرس الجمهورى سيقرأ قصته هذه، وسيكلف من يلزم بعلاج ابنه على نفقة الدولة.