حبست مصر أنفاسها عصر أمس الأول، انتظارا لإعلان اسم أول رئيس مدنى منتخب، لكن الحالة كانت أصعب فى قريتى «العدوة» و«قطيفة مباشر» بمحافظة الشرقية، مسقط رأس المرشحين المتنافسين على منصب الرئيس، فأبناء كل قرية منهما يحلمون بأن يعتلى «بلدياتهم» كرسى الرئاسة.
«المصرى اليوم» عاشت تلك اللحظة التاريخية ورصدت ردود الأفعال فى كلتا القريتين.
بمجرد إعلان المستشار فاروق سلطان اسم «مرسى» رئيسا لمصر، انطلقت «الزغاريد» فى جميع أنحاء القرية «العدوة»، وامتلأت الشوارع بالأهالى الذين غنوا لرئيسهم على أنغام الطبل البلدى والمزمار والـ«دى جى» وهتفوا: «الصحافة فين الرئيس أهه؟»، ووزع عدد كبير منهم «الشربات».
فى منزل متواضع بقرية «العدوة»، جلس أشقاء الدكتور محمد مرسى أمام التليفزيون يترقبون نتيجة الانتخابات الرئاسية، وفور إعلانها، عمت الفرحة المنزل. قال حسن مرسى «مدرس» شقيق الرئيس: «آخر مرة زارنا فيها الرئيس كانت منذ 45 يوما، لكنه على اتصال دائم بنا، ونحن نعتبره الأب، بينما قال شقيقه سعيد: «الرئيس اتصل بنا أثناء الفرز واطمأن علينا وعلى شقيقته فاطمة، 54 عاما، التى يرعاها، وطمأننا على النتيجة وقال لى «اشكر لى أهل القرية المخلصين وكل الشراقوة اللى وقفوا معانا وإن شاء الله أنا فى انتظار تشريفكم مع أهل مصر وسنلتقى فى بيت المصريين الذى أسميه بيت العيلة ـ القصر الجمهورى».
أكد السيد مرسى شقيق الرئيس المنتخب، أن شقيقه لم يعد ملكا لأحد ولا عضوا بجماعة الإخوان المسلمين، أو رئيسا لحزب الحرية والعدالة، لكنه أصبح رئيسا لكل المصريين، وقال: الرئيس لن يعصى الله فى أهل مصر».
وأعرب أسامة محمد مرسى نجل الرئيس، الذى يعمل محاميا عن سعادته بنجاح والده ووصوله إلى كرسى الرئاسة بعد رحلة كفاح طويلة مع النظام السابق عانى فيها الظلم والاضطهاد، وقال أسامة إن شقيقه الأصغر «عبد الله» يؤدى امتحان الثانوية العامة، ووالدتهما فى القاهرة لمؤازرة والدهما، بينما شقيقه الأكبر الدكتور أحمد مازال فى السعودية، وسيصل القاهرة الليلة.
فى المقابل خيم الصمت على قرية «قطيفة مباشر» بمركز الإبراهيمية فور إعلان النتيجة بعد أن استعدوا لإقامة سرادق للاحتفال بابن قريتهم، عقب تردد أنباء نجاحه، ولم يقطع حالة الصمت بالقرية سوى خروج أنصار الدكتور محمد مرسى للتعبير عن فرحتهم، حيث قاموا بتوزيع «الشربات» والمشروبات الباردة على المهنئين.
وقال أحمد يونس ـ أحد أهالى القرية إنه كان واثقا من فوز «مرسى» الذى أصبح رئيسا لكل المصريين وعليه أن يقوم بالمصالحة الوطنية التى وعد بها.