جاءت نتائج مباريات الدور ربع النهائي لبطولة الأمم الأوروبية كما توقع الكثيرون، فتأهلت البرتغال وألمانيا وأسبانيا وإيطاليا إلى الدور نصف النهائي باقتدار، وإذا كانت التوقعات والإحصائيات أكدت على قدرة الثلاثي الأول في المرور من الدور السابق، وهو ما حدث بالفعل، فإن الآزوري الإيطالي تمكن من التغلب على كل العقبات والتوقعات التي صبت إلى حد ما في صالح الإنجليز، وعبر إلى الدور قبل النهائي، بعد معركة استمرت حتى ركلات الترجيح، في أول مباراة تنتهي بالتعادل السلبي في البطولة.
وشهدت مباريات هذا الدور هز الشباك 9 مرات، بمعدل «2.25 هدف/مباراة»، وهو ما قل عن مباريات نفس الدور في بطولة عام 2008 التي أقيمت في سويسرا والنمسا، حيث شهدت تسجيل 11 هدفًا في مباريات الدور ربع النهائي، وكانت إيطاليا أيضا طرفًا فى المباراة الوحيدة التي انتهت وقتها بالتعادل السلبي، وحُسمت بركلات الترجيح لصالح إسبانيا، ليزيد حصاد البطولة الحالية إجمالًا إلى 69 هدفًا.
ومثلما كان الحال في البطولة 2008، فإن إسبانيا حاملة اللقب، ووصيفتها ألمانيا، نجحا في الوصول مجددًا إلى الدور قبل النهائي، وتصب أغلب التوقعات الجماهيرية والفنية أو الإحصائية في مصلحة الثنائي الأقوى في البطولة للظهور للمرة الثانية على التوالي في المباراة النهائية.
فعالية البرتغال أسقطت التشيك
في أولى مباريات دور ربع النهائي، برهنت البرتغال على قوتها ونجحت في التغلب على منتخب التشيك الذي وجد نفسه فجأة في هذا الدور، ولم ينجح في صد الهجمات المتوالية من برازيل أوروبا، خاصة من الجناحين الأقوى في البطولة حتى الآن، وقدم «كريستيانو»، واحدة من أفضل مبارياته مع منتخب بلاده، وسجل هدف التأهل بعد محاولات عديدة على المرمى بلغت 20 محاولة منها 5 بين القائمين والعارضة، كان من نصيب نجم ريال مدريد وحده 8 محاولات.
وفي المقابل استحق المنتخب التشيكي الهزيمة بعدما قدم مباراة دفاعية لدرجة أن لاعبيه لم يسددوا على المرمى سوى مرتين، كلاهما خارج القائمين والعارضة.
واستحوذ المنتخب البرتغالى على الكرة تماما بنسبة 61% مقابل 39% للأخير، وبلغ إجمالى عدد تمريرات زملاء رونالدو 411 تمريرة مقابل 190 للمنافس.
الماكينات الألمانية تدك حصون اليونان الدفاعية
وفي مباراة كانت نتيجتها متوقعة ومنتظرة قبل بدايتها، لم تنجح أسوار اليونان الدفاعية المتأخرة في صد الألة الهجومية الألمانية التي توالت على الفريق الإغريقى طوال المباراة، ولم يكن هدف التعادل الأول بمثابة إعلان تمرد يوناني حقيقي في المباراة، بل كان مجرد محاولة لم يكتب لها النجاح، خاصة مع إصرار الإغريق على التراجع بشكل لافت للنظر.
وتمكن خط الوسط الألمانى الرهيب من السيطرة التامة على اللقاء، وتوالت الأهداف التي لولا إهدار الكثير منها خاصة في شوط المباراة الأول، لخرجت تلك المباراة بنتيجة تاريخية في مثل هذه الأدوار، وهى المباراة الأغزر أهدافا حتى الآن فى البطولة كلها «6 أهداف».
ومن إجمالى 24 محاولة ألمانية على المرمى، كانت هناك 14 تسديدة بين القائمين والعارضة، مقابل 9 محاولات يونانية فقط منها 5 بين القائمين والعارضة.
وشهدت المباراة نسبة استحواذ وسيطرة وتمرير فاقت كل مباريات البطولة حتى الآن، بعدد 636 تمريرة للألمان وسيطرة 79%، بينما مرر المنافس 89 تمريرة، واستحوذ على الكرة فقط بنسبة 21%.
ونجح التركي الأصل مسعود أوزيل، نجم ريال مدريد الإسباني، في قيادة منتخب بلاده الألماني لتحقيق هذا الفوز، بمساعدته في إحراز هدفين، وعدد تمريرات بلغ 112 بدقة 80%، ليؤكد على قوة خط الوسط الألماني القادر على دعم الفريق حتى الوصول إلى المباراة النهائية .
الماتادور الإسباني يحقق فوز سهل أمام ديك فرنسي ضعيف
كانت كل التوقعات تصب في مصلحة الفريق الإسباني المتكامل في كل صفوفه، وصاحب أقوى وأفضل طريقة لعب جماعية في البطولة حتى الآن، خاصة مع مستوى الفرنسيين في الدور الأول.
ولم يجد الماتادور أى صعوبة في إنهاء المباراة مبكرًا بهدف أول، ثم سيطرة معتادة على المباراة بدون بذل مجهود كبير، ورغم بعض المناوشات الفرنسية على فترات، إلا أنها لم ترق للخطورة الفائقة التي تهدد واحدًا من أفضل حراس البطولة وهو إيكر كاسياس، وخط دفاع حديدي.
ولم تشهد المباراة سوى 9 محاولات إسبانية على مرمى الديوك منها 5 بين القائمين والعارضة، كفلت للفريق الفوز مقابل 5 محاولات فرنسية منها واحدة فقط بين القائمين والعارضة، واعتمد الفريق كثيرًا على مهارات فردية لبعض لاعبيه لم تنجح في إنقاذه.
ومرر الإسبان 527 تمريرة مقابل 301 للفرنسيين، وبلغت نسبة استحواذ الأول 56% مقابل 44% للأخير بلا فعالية كبيرة طوال اللقاء.
ولم يكن تشابي ألونسو «عريس المباراة» بسبب هدفيه فقط، لكنه كان الأكثر تسديدًا على المرمى «4 مرات منها 3 بين القائمين والعارضة»، وبتمرير الكرة 118 مرة بشكل صحيح وبدقة 85%، ليستحق لقب نجم اللقاء الأول.
إيطاليا استحقت الفوز وإنجلترا بلا جديد كالعادة
واصل المنتخب الإيطالي عروضه القوية في البطولة الحالية، خاصة مع تخلصه إلى حد كبير من طريقة اللعب الدفاعية الأزلية للآزوري عبر التاريخ، وهو ما تؤكده الإحصائيات حيث كان للأزرق 35 محاولة على مرمى الإنجليز، منها 20 تسديدة بين القائمين والعارضة، باحتساب تسديداته التي ارتطمت بالقوائم أثناء الوقت الأصلي والإضافي للمباراة، مقابل 9 محاولات إنجليزية منها 4 فقط بين القائمين والعارضة، والفارق كان واضحًا تمامًا لصالح الفريق الإيطالي الذى استحق الفوز قبل الوصول إلى ركلات الترجيح.
الأفضلية كانت لصالح الآزوري الذي مرر لاعبوه 736 تمريرة مقابل 304 فقط للإنجليز، وبنسبة استحواذ إيطالية بلغت 65% مقابل 35% للأخير، وإذا كان «بالوتيللي» قد أمطر المرمى الإنجليزي بتسديداته «7 بين القائمين والعارضة من إجمالى 11 محاولة له، في مباراة جيدة جدًا له أكملها بأول ركلة ترجيحية ناجحة لمنتخب بلاده، إلا أن دقة تمرير القدير «بيرلو»، أفضل لاعب في المباراة، وقدرته في الحفاظ على الكرة بشكل رائع وتسديدتيه على المرمى، بالإضافة إلى ركلته الترجيحية الأكثر روعة، كانت كلها عوامل تدعم النجم الكبير ليصبح الأكثر توهجًا فى اللقاء.
أهم إحصائيات الدور ربع النهائى
- أهداف سجلتها الفرق الثمانية في أربع مباريات، منها 8 داخل مناطق الجزاء، وواحدا فقط من خارجها، وتفوقت الأجنحة هذه المرة على الهجوم من العمق، حيث أحرزت الفرق 5 أهداف عن طريق الجناحين، كان للجناح الأيمن النسبة الأكبر بـ4 أهداف، وجاءت ثلاثة أهداف بتسديدات رأسية فقط، مقابل 6 أهداف سجلها اللاعبون بأقدامهم اليمنى، كما شهد هذا الدور تسجيل 3 أهداف أيضا من ركلات ثابتة، بينها ركلتى جزاء وهما الوحيدتان فى البطولة حتى الآن بعد 28 مباراة .
- سبعة أهداف تم تسجيلها في الأشواط الثانية من المباريات، وشهدت آخر نصف ساعة من المباريات اهتزاز الشباك 6 مرات، وهو ما يعكس قدرة الفائز الكبيرة على الحسم في الأوقات الحرجة جدًا، وكان المنتخب الألماني قد سجل 3 أهداف فى 13 دقيقة فقط من عمر الشوط الثاني لمباراته أمام اليونان.
- المنتخب الألمانى يمتلك جناحً أيمن مؤثر للغاية سجل عن طريقه 5 أهداف من إجمالى 9 ، وواصل المنتخب الأسبانى التأكيد على قوة هجومه من العمق بإحراز 6 أهداف حتى الآن من إجمالى 8، في حين أن المنتخب البرتغالي أحرز 6 أهداف منها 5 عن طريق الجناحين، ولا تزال إيطاليا تعتمد على قوتها في استخدام الكرات الثابتة للتسجيل بسبب إضاعة مهاجميها للعديد من الفرص .
- المنتخب الأسبانى سجل 6 أهداف فى الأشواط الثانية من عمر مبارياته، منها 3 أهداف في آخر ربع ساعة، يليه المنتخب البرتغالي بتسجيل هدفين في الدقائق الأخيرة وإن كان هناك توازنًا بين معدل تهديفه على مدار الشوطين مثل ما يقدمه المنتخب الألماني.
الفريق | أهداف له | أهداف عليه | محاولات دقيقة على المرمى | متوسط دقة التمرير | متوسط الاستحواذ | بطاقات |
---|---|---|---|---|---|---|
ألمانيا | 9 | 4 | 33 | 77% | 57% | 3 |
إسبانيا | 8 | 1 | 44 | 81% | 61% | 6 |
البرتغال | 6 | 4 | 33 | 66% | 46% | 7 |
إيطاليا | 4 | 2 | 50 | 73% | 54% | 11 |
- المنتخبان الألماني والإسباني على الترتيب هما صاحبا أقوى خطوط الهجوم بتسجيل الأول 9 أهداف والثاني 8، بينما المنتخب الإسباني هو صاحب أفضل وأقوى خطوط الدفاع على الإطلاق حيث اهتزت شباكه حتى الآن مرة واحدة فقط، يليه المنتخب الإيطالى باستقباله هدفين.
- المنتخب الإيطالى هو أغزر الفرق في التسديد والمحاولات الدقيقة على مرمى منافسيه «50»، لكنه لم يتمكن من هز الشباك سوى 4 مرات فقط، في انعكاس واضح لعدم تركيز رؤوس حربته، ويبدو أن برانديللي، المدير الفني لم يجد حلًا لهذا الأمر بعد، ويأتى المنتخب الإسباني بـ 44 محاولة على المرمى سجل منها 8 أهداف.
- المنتخب الإسبانى هو الأغزر تمريرًا حتى الآن «2616 تمريرة صحيحة من إجمالى 3211 » بدقة 81%، وهو الأفضل على الإطلاق، ثم يأتى المنتخب الألمانى بـ «1963 تمريرة صحيحة من إجمالى 2557» بدقة 77%.
- 10 بطاقات صفراء أشهرها الحكام في مباريات دور الثمانية، ليصبح الإجمالى حتى الآن في البطولة 107 بطاقة صفراء، والمنتخب الإيطالي هو الأكثر حصدًا لها بين رباعي الدور قبل النهائي بـ11 بطاقة، ولا يزال الألمان هم الأقل حصدًا لها بثلاثة بطاقات.
- دخل البرتغالي كريستيانو رونالدو قائمة الهدافين بعد أن أحرز هدفه الثالث في مرمى التشيك، وبالتساوى مع الألماني جوميز، الذى شارك كبديل في مباراة فريقه أمام اليونان ولم يحرز أهدافًا، ودخل الألماني أوزيل قائمة الأكثر صنعًا للأهداف بثلاثية حتى الأن متساويًا مع الإسبانى ديفيد سيلفا، ولا يزال رونالدو هو الأغزر تسديدًا على مرمى كل الفرق التي واجهها مع منتخب بلاده، حيث سدد 14 مرة بين القائمين والعارضة، و 15 مرة خارجهما، بينما كان الأكثر سقوطًا في مصيدة التسلل هو الإسباني فيرناندو توريس «6 مرات».
- يتصدر لاعبو خط الوسط الإسبانى قائمة الأغزر والأفضل تمريرًا للكرة، وجاء الثلاثي تشافي هيرنانديز، تشابي ألونسو وسيرجيو بوسكيتس، بدقة تمرير «88% ، 84% و 85%» على الترتيب، بينما يأتى رابعًا الألماني شفاينشتايجر بدقة 83%.
المركز | اللاعب | التقييم |
---|---|---|
1 | رونالدو - البرتغال | 9.68 |
2 | بيبي - البرتغال | 9.61 |
3 | كلاوديو ماركيزيو- إيطاليا | 9.54 |
4 | تشابي ألونسو - إسبانيا | 9.48 |
5 | آندريس إنييستا - إسبانيا | 9.43 |
البرتغال | 32% | 68% | إسبانيا |
---|---|---|---|
ألمانيا | 63% | 37% | إيطاليا |