قبل انطلاق منافسات كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم «يورو 2012» المقامة حالياً ببولندا وأوكرانيا، كانت هناك مخاوف هائلة من مشكلة العنصرية واضطر ميشيل بلاتينى، رئيس الاتحاد الأوروبى لكرة القدم «يويفا» للإجابة عن أسئلة بهذا الشأن أكثر من الأمور المتعلقة بكرة القدم داخل المستطيل الأخضر.
وأثار تقرير مثير للجدل لهيئة الإذاعة البريطانية «بى.بى.سى» عن اليمين المتطرف فى أوكرانيا، مناقشات هائلة ودق ناقوس الخوف من وقوع أعمال عنف بسبب العنصرية.
وبعدها بدأ الكثيرون يتحققون من تلك الأفكار المسبقة، عندما قامت مجموعة صغيرة من المشجعين بتقليد أصوات القردة خلال تدريبات المنتخب الهولندى، وكذلك عندما ألقت ثمار الموز داخل أرضية الملعب، وواجه لاعبون من أصحاب البشرة السمراء، أمثال الإيطالى ماريو بالوتيللى والتشيكى تيودور جيبرسيلاسى، إساءات عنصرية وشوهد العلم النازى فى مدرجات مشجعى المنتخب الألمانى.
وذكرت منظمة «كرة قدم ضد العنصرية فى أوروبا»، التى تعمل بالتعاون مع «يويفا»، أن ما بين 300 و500 مشجع كرواتى وجهوا إساءات عنصرية إلى بـ«الوتيللى»، وتقوم المنظمة فى كل مباراة بتوظيف أشخاص يتحدثون لغتى مشجعى المنتخبين المتنافسين، وقال بيارا بوار، رئيس المنظمة فى بلاغه لـ«ليويفا». «لقد صدمنا لما سمعناه».
ويبدو أن مشكلة العنصرية أصبحت محور حديث الجميع فى يورو 2012، وقد تسلطت الأضواء على المشكلة بشكل كبير إثر تعليقات «بالوتيللى» قبل انطلاق منافسات البطولة.
وقال نجم هجوم المنتخب الإيطالى «إذا ألقى أحد ثمرة موز باتجاهى فى الشارع، فسأذهب إلى السجن، لأننى سأقتله».
كذلك أكد أنه لن يقبل إساءات عنصرية من قبل المشجعين فى المدرجات خلال المباريات، حيث إنه فى هذه الحالة سيجمع متعلقاته ويعود إلى بلاده على الفور.
والآن، لا يزال بالوتيللى ضمن صفوف المنتخب الإيطالى، أما التشيكى جيبر سيلاسى فقال إنه يتجاهل تلك الإهانات التى واجهها قبل المباراة التى خسرها منتخب بلاده أمام نظيره البرتغالى صفر/1 فى دور الثمانية بالعاصمة البولندية وارسو.
وقال «جيبر سيلاسى» إن الأمر لا يبدو بهذا السوء، وربما يكون قد قال ذلك لحماية نفسه والتقليل من شأن تلك الإساءات، وقال بلاتينى «حتى الآن لم نشاهد سوى حالات فردية».
وتشابه ذلك مع موقف مدير أعمال ووالد اللاعب الألمانى الدولى مسعود أوزيل نجم فريق ريال مدريد الإسبانى، والذى تقدم بشكوى ضد أشخاص مجهولين بسب تعليقاتهم التى تحمل إساءة عنصرية له عبر شبكة التواصل الاجتماعى «تويتر».
ولكن فى الواقع، لم تثر المشكلة بالشكل الذى كان متوقعاً، وجاءت الأحداث المؤسفة فقط من جانب مجموعات من مشجعى كرواتيا. وقالت صحيفة فاينانشيال تايمز: «لقد خلّفت التقارير العديدة التى تحدثت عن حوادث عنصرية فى يورو 2012 - انطباعاً غير صحيح».