ربما يسعى كل لاعب كرة قدم إلى التألق وتقديم أفضل ما لديه فى كل مباراة يخوضها خاصة مع منتخب بلاده، ولكن حارس المرمى يتمنى فى معظم الأحيان ألا يكون هو أفضل اللاعبين لما يعنيه ذلك من وقوع فريقه تحت ضغط شديد.
ومن المؤكد أن حارس المرمى العملاق إيكر كاسياس قائد المنتخب الإسبانى والذى اشتهر بلقب «القديس إيكر» يتمنى حاليا ألا يكون الماتادور الإسبانى بحاجة إلى مزيد من معجزاته فى بطولة كأس الأمم الأوروبية «يورو 2012» المقامة حاليا فى بولندا وأوكرانيا.
وكان كاسياس على موعد مع المعجزة الخامسة له بالمنتخب الإسبانى خلال مباراة الفريق أمام نظيره الكرواتى يوم الاثنين الماضى فى ختام مباريات الفريق بالدور الأول ليورو 2012.
وتصدى كاسياس لهدف مؤكد من إيفان راكيتيتش قبل 30 دقيقة من نهاية اللقاء الذى حسم لصالح المنتخب الإسبانى 1/صفر. وكان تسجيل هذا الهدف كفيلا بقلب المباراة رأسا على عقب خاصة أن النتيجة وقتها كانت التعادل السلبى، وكان من الممكن أن يمنح هذا الهدف تأشيرة التأهل للمنتخب الكرواتى على حساب حامل اللقب.
وأكد أندريس إنييستا: «كان إيكر (كاسياس) عملاقا مرة أخرى. إنه كان عملاقا فى كل لحظة مهمة كالمعتاد».
وشهدت مسيرة كاسياس مع المنتخب الإسبانى خمس محطات بارزة يمكن اعتبارها من معجزاته مع الفريق.
■ أولى هذه المعجزات فى 16 يونيو 2002 عندما شارك مع الفريق بدلا من الحارس الأساسى المصاب سانتياجو كانيزاريس وتصدى كاسياس لضربة جزاء فى الوقت الأصلى للمباراة أمام أيرلندا بدور الستة عشرة ثم تصدى لضربتى ترجيح بعد انتهاء الوقتين الأصلى والإضافى بالتعادل.
■ وفى 22 يونيو 2008، التقى الفريق نظيره الإيطالى فى دور الثمانية بيورو 2008، وتصدى كاسياس لفرصتين قاتلتين ليقود فريقه إلى التعادل والاحتكام لضربات الترجيح حيث تصدى لاثنتين منها وأصبح «بطلا قوميا» فى إسبانيا خاصة بعدما ساهم بدور فعال فى فوز الفريق بلقب البطولة ليكون الأول له بعد 44 عاما بدون أى لقب قارى أو عالمى.
■ وبعدها بعامين فقط، كان كاسياس على موعد آخر مع التاريخ عندما التقى المنتخب الإسبانى منتخب باراجواى فى الثالث من يوليو 2010 ضمن فعاليات دور الثمانية لكأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا وتصدى لضربة جزاء فى الدقيقة 58 من المباراة التى انتهت بالتعادل السلبى ليحتكم الفريقان لضربات الترجيح أيضا حيث تصدى كاسياس لضربة ترجيح وقاد فريقه إلى المربع الذهبى ثم للفوز باللقب العالمى الأول للماتادور الإسبانى.
وكان كاسياس أبرز نجوم المباراة النهائية لنفس البطولة والتى شهدت المعجزة الرابعة له مع الماتادور الإسبانى حيث نجح فى التصدى لعدة تسديدات من لاعبى المنتخب الهولندى وخاصة آريين روبن ليقود فريقه إلى الفوز 1/صفر فى الوقت الإضافى بفضل الهدف الذى سجله أندريس إنييستا.
■ وكانت من بين أفضل تعاملاته مع الكرة فى هذه المباراة الكرة التى لعبها روبن وتصدى لها الحارس الإسبانى بقدمه وببراعة فائقة.
■ وفى الدقيقة 59 من مباراة المنتخب الإسبانى أمام نظيره الكرواتى يوم الاثنين الماضى لعب لوكا مودريتش تمريرة رائعة انقض عليها راكيتيتش بضربة رأس خاطفة وهو على مسافة قصيرة للغاية من المرمى ولكن كاسياس أظهر مرونة رائعة وسرعة كبيرة للغاية فى رد الفعل ليمنع هدفا أكيدا كان كفيلا بإقصاء الفريق من البطولة.