مع اتساع نطاق الاحتجاجات على الأوضاع الاقتصادية والسياسية فى عدد من المدن السودانية، والتى تخللها رشق بالحجارة وإحراق إطارات وقطع طرق، أمرت قيادة الشرطة قواتها بـ«الحسم القوى والفورى للمظاهرات وأحداث الشغب»، بينما تبادلت الحكومة السودانية والمعارضة الاتهامات بشأن الاحتجاجات التى خرجت تنديداً بخطط تقشفية أعلنتها الحكومة، وتشمل رفع الدعم عن المحروقات وزيادة الضرائب، وتعهدت أحزاب معارضة بتصعيد الاحتجاجات، مؤكدة أن السودان سيشهد «صيفاً حاراً» يقتلع نظام البشير.
وفى علامة على اعتزام السلطات تكثيف حملتها الأمنية ضد معارضيها، ذكر موقع «المركز السودانى للخدمات الصحفية» شبه الرسمى، الأحد ، أن الفريق أول هاشم عثمان الحسين، مدير عام قوات الشرطة، ترأس الجمعه اجتماع هيئة إدارة قوات الشرطة لمناقشة «الآثار التى نجمت عن المظاهرات المحدودة»، وأكد المتحدث باسم الشرطة، اللواء السر أحمد، صدور توجيهات «بالتعامل مع المجموعات التى تستهدف الممتلكات أو المنشآت أو قفل الطرق بالحسم القوى والفورى وفقاً للقانون».
وتفادى السودان موجة احتجاجات «الربيع العربى» التى اجتاحت المنطقة،لكن خطوات اتخذتها الحكومة لخفض الإنفاق لسد عجز فى الموازنة أشعلت عاصفة من المظاهرات.
وسجلت احتجاجات عدة فى أنحاء العاصمة ومدن أخرى، السبت ، ردد المشاركون فيها هتافات من بينها: «لا لزيادة أسعار الغذاء»، بينما تحول هذا الشعار فى أحد أحياء جنوب العاصمة إلى «الشعب يريد إسقاط النظام»، واعتقل عدد كبير من ناشطى الأحزاب السياسية وحركات الشباب فى الأيام الأخيرة.
وفى تلك الأثناء، تبادلت الحكومة والمعارضة الاتهامات حول تصاعد الاضطرابات فى أنحاء البلاد، حيث اتهم كمال عمر عبدالسلام، أمين الأمانة السياسية لحزب «المؤتمر الشعبى» المعارض الحكومة بالفشل فى معالجة مشاكل البادالأمنية والاقتصادية، وبالمسؤولية عن الانفلات والحرائق وعمليات التخريب التى حدثت أثناء المظاهرات، وأعرب فى حديث لقناة «الجزيرة» عن دعمه الكامل لهذه المظاهرات، وأضاف أن الحل يكمن فى رحيل حكومة الرئيس عمر البشير ووضع مشروع انتقالى يؤسس لدولة ديمقراطية تعالج مشاكل الاقتصاد السودانى، مؤكداً أن السودان سيشهد صيفاً حاراً يقتلع نظام البشير.
من جهته، اتهم رئيس حركة «العدل والمساواة» المتمردة فى دارفور جبريل إبراهيم محمد، نظام الحكم بإثارة المشكلات فى البلاد عبر سياساته «غير الرشيدة»، أما «الحزب الشيوعى السودانى» فدعا لمواصلة المظاهرات والنضال الجماهيرى حتى إسقاط النظام، وأعلنت حركة الشبان الناشطين «التغيير الآن للسودان» فى بيان، السبت ، أن هذه الحركة ترمز إلى «الرفض الواسع لسياسات الاضطهاد التى يقوم بها النظام»، داعية الحكومة إلى سحب إجراءات التقشف فوراً.
وفى المقابل، وصف أمين حسن عمر، وزير الدولة فى رئاسة الجمهورية، أحزاب المعارضة بأنها أحزاب طفيلية خائبة تريد ركوب موجة المظاهرات وإعطاءها أبعاداً سياسية لإسقاط النظام، وأوضح أن الحكومة تنتهج سياسة تقشفية لمحاولة السيطرة على التضخم، معتبراً أن ما يشاع عن تفشى الفساد فى الحكومة ادعاءات لا أساس لها.
واتهم المسؤول السياسى بحزب «المؤتمر الوطنى» الحاكم حسبو محمد عبدالرحمن، القوى السياسية المعارضة بـ«الاصطياد فى المياه العكرة»، و«الاستنصار بالأجانب لتنفيذ مخطط فى السودان»، واعتبر فى حديث لصحيفة «الصحافة» السودانية الأحد ، أن المظاهرات تقف خلفها «قوى غربية ويهودية ومعارضة لا تؤمن بالثوابت الوطنية».