قهوة «الحاج محمد»: ممنوع الكلام فى السياسة والتليفزيون للماتشات فقط

كتب: حنان شمردل الجمعة 22-06-2012 21:12

تعود رواد مقهى «الحاج محمد»، فى منطقة الأميرية بحدائق الزيتون، على مدار العام ونصف العام الماضيين، على الجلوس أمام شاشة التلفزيون فى انتظار النشرة الإخبارية، ومتابعة برامج «التوك شو»، لتتحول جلستهم بعد ذلك إلى منتدى سياسى حر، يعبر الجميع فيه عن آرائه السياسية، ولكن الوضع تغير مؤخرا، فمع اشتعال الأزمات والأحداث السياسية، اشتعلت أيضا المناقشات داخل المقهى، وأصبحت غالبا ما تنتهى بمشاجرات بين الزبائن.

الوضع داخل المقهى، أجبر الحاج محمد عبدالحميد، «57» عاماً، على وضع حد للمشاجرات والمناقشات الساخنة بين زبائنه، من خلال لافتة صغيرة، علقها على باب المقهى كتب عليها: «ممنوع الكلام فى السياسة حفاظا على الأخوة بيننا»، وأسفلها لافتة كتب عليها: «الرجاء من السادة رواد المكان عدم الاختلاف فى الرأى منعا للخطأ، الاختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية».

يقول «الحاج محمد»: «منذ بداية الثورة وكل الناس بقت تتكلم فى السياسة، ورواد القهوة ليسوا من تيار واحد فقط، فهنا يجلس الليبرالى بجانب السلفى بجانب الإخوانى، ومع اشتعال الأحداث فى البلد تشتعل الأحداث أيضا داخل المكان، وده لأننا أصبحنا لا نتقبل آراء الغير، وبسبب عدد من المشاجرات بين الزبائن والمناقشات الساخنة، قررت أن أوجه لهم رسالة من خلال اللافتة، فى محاولة للحد من المشاجرات وتذكيرهم بضرورة تقبل الرأى الآخر».

لم يكتف «الحاج محمد» بتعليق لافتة «تذكير» بتقبل الرأى الآخر على باب المقهى فقط، لكنه استقبل زبائنه بقرار آخر وهو: «التليفزيون فى المقهى لمشاهدة ماتشات الكرة فقط»، وعن هذا القرار يقول: «التحول الكبير فى المناقشات أدهشنى جدا، فبعدما كانت الكرة هى الشاغل الوحيد للشباب أصبحت السياسة هى الشاغل الأكبر لهم، وأصبحنا 85 مليون محلل سياسى فى مصر، ووجدت أن تشغيل التليفزيون على القنوات الإخبارية والمناظرات بيشعل المناقشات أكثر لذلك قررت أن أشغل التليفزيون على ماتشات الكرة زى زمان، وبالفعل رواد المكان استقبلوا قرارى بترحيب».

الهدف الرئيسى الذى سعى إليه «الحاج محمد» من اتخاذ تلك القرارت كانت الحد من سخونة المناقشات، وليس منع رواد المكان من التعبير عن آرائهم بطريقة متحضرة، «لم أمنع رواد المقهى من الحديث فى السياسة أو تشغيل التليفزيون لانتظار نتيجة انتخابات أو مناظرة ولكن بعد تعليق اللافتة الوضع أصبح هادئاً فى المقهى، واللى صوته بيعلى شوية بيبص يلاقى اللافتة أمامه بيفتكر ويوطى صوته تانى وده كان كل هدفى إننا نبقى متحضرين فى طريقة تعبيرنا عن آرائنا».