هدوء المدربين يلقي بظلاله الإيجابية على النتائج ببطولة أوروبا

كتب: رويترز الخميس 21-06-2012 22:19

 

 تلتقي إنجلترا مع إيطاليا في دور الثمانية لبطولة أوروبا لكرة القدم 2012 يوم الأحد المقبل حيث سيخوض المنتخبان المباراة تحت قيادة اثنين من المدربين لهما صفات مشتركة مثل الهدوء والتواضع والدبلوماسية وهي السمات المنتشرة في معظم مدربي الفرق الكبرى في أوروبا.


وتعتمد المدرسة القديمة للمدربين على وجود شخصية تصرخ على خط الملعب لإيصال التعليمات، وتبقى هذه المدرسة موجودة، لكن الصدفة كانت وراء خروج ممثليها مبكرًا من البطولة.


وشهدت البطولة خروج أوليج بلوخين مدرب أوكرانيا الذي أنهى البطولة بتحديه لصحفي ينتقده بالذهاب للخارج والحديث معه رجلًا لرجل وكذلك مورتن أولسن مدرب الدنمارك الذي لام بقسوة أحد المسؤولين المحليين بسبب نسيانه اسم أحد لاعبي الفريق.


ويوم الأحد المقبل سيكون رودي هودجسون مدرب إنجلترا، الذي تلقى بسبب هدوئه إشادة كثيرين ممن شككوا في قدرته على تحمل ضغوط كبيرة في منصبه، على موعد مع شيزاري برانديلي المدرب المتمكن لإيطاليا.


وقبل عدة أشهر كانت إنجلترا تحت قيادة المدرب الإيطالي فابيو كابيلو الذي فشل في صنع علاقة ألفة مع لاعبيه بينما كان المدرب الصارم مارشيلو ليبي يتولى تدريب إيطاليا قبل برانديلي.


ومن الصعب تصور كيف كان ليبي سيتعامل مع التصرفات الغريبة لمهاجمه ماريو بالوتيلي في الوقت الذي يقوم فيه برانديلي بتشجيع ومساندة المهاجم متقلب المزاج.


وهذا الأمر ينطبق أيضا على كابيلو الذي كان من الصعب أن يقوم بإجراءات دبلوماسية مع الصحافة العالمية مثل الإشادة بحسن الضيافة وإلقاء التحية بالاسم على أصدقاء قدامى في الإعلام من دول أخرى وتجنب الحديث في أمور مثيرة للجدل.


ويحب برانديلي وهودجسون الحديث بهدوء وليس الصراخ، ولا ينطبق ذلك على المؤتمرات الصحفية فحسب بل أيضا في المران وخلال المباريات حيث تكون الكلمة الهادئة أكثر تأثيرا من الصياح.


واكتسب هودجسون هذه الثقافة من سنوات عمله في السويد وسويسرا وفنلندا وإيطاليا، وكذلك في الدوري الانجليزي الممتاز وتعلم كيف يرتبط بعلاقات صداقة مع شخصيات من ثقافات مختلفة إلى جانب تحقيق النتائج.


وحاول هودجسون أن يخفف عن لاعبيه الضغط الزائد الذي كان وراء تراجع مستوى إنجلترا في البطولات الكبرى، وأصر على أن البطولة تمثل فرصة رائعة للظهور.


وقال هودجسون بعد الفوز على أوكرانيا وتصدر المجموعة: إنها بطولة جميلة حقًا بالنسبة لنا. نريد فقط أن نواصل التقدم والاستمتاع بالبطولة لأطول وقت ممكن ومن يعلم إلى أين يمكن أن نصل.


وحظي برانديلي مدرب بارما وفيورنتينا السابق باحترام كثيرين بسبب وقوفه ضد العنصرية ومنح الفرصة للاعبين مولودين في دول أخرى.


ولوران بلان مدرب فرنسا هو مدرب آخر اكتشف أنه سيفوز بالكثير عندما يستمع إلى لاعبيه ويحاول تبديد مخاوفهم والعمل على علاج نقاط ضعفهم.


ونجح بلان الذي كان يلقب باسم الرئيس كلاعب فيما فشل فيه سلفه ريمون دومينيك بالحصول على أفضل ما لدى مواهب الفريق.


وينطبق الأمر بشكل مشابه أيضا على يواكيم لوف مدرب ألمانيا الذي مزج شخصيته المحافظة مع الروح الديمقراطية التي ظهرت في الفريق في مرحلة المدرب السابق يورجن كلينسمان.


وسيتضح خلال الفترة المقبلة ما إذا كان هدوء المدربين أصبح نهجًا جديدًا أم لا، لكن المؤشرات تقول إن اللاعبين أصحاب الأجور العالية الذين يتعرضون لضغوط كبيرة يحبون العمل مع مدرب يعاملهم كزملاء في العمل ويحاول إخراج أفضل ما لديهم لتحقيق نتائج إيجابية بناء على طلبات العميل وهو في هذه الحالة مشجع المنتخب الوطني.